الياس زيات : الفن المعاصر يحمل بذرة الفن الشرقي

الوجوه تبتسم لكل ما يأتي من خارج مستور اللوحة

يقول عن معرضه الحالي: انني اعتبره خلاصة ما كسبته في الحياة والفن.. وحتى أحدد قصدي من هذه اللوحات اقول: انها تمثل رؤيتي فيما بلغته بعيد السبعين,‏

وهي اعمال اطرحها للحوار مع جيل الشباب الذي كما يقول جبران ( هم ابناء الحياة وبناتها في حنينها الى نفسها).‏

الياس زيات يقول عن معرضه ايضا اكملت ما بدأته في معرضي السابق والذي عنونته ب (الرقص هو المدينة) في هذا المعرض .. والرقص كان يعني في معرض ذاك الرقص الصوفي.. وليس الرقص التقليدي.. كما يرقص العصفور من الالم والفرح.. ايضا الانسان يرقص.. انا دائما اصر على علاقة الانسان بالمدينة.. الحصان والطائر.. الهروب من مشاكل الحياة او تمني الهروب من مشاكل الحياة.. وهذا ما اعبر عنه باللون.. بالشكل.. بالتأمل انا في كل لوحة اتأمل كثيرا.. كل المتصوفة من المجدلية الى رابعة العدوية الى ابن عربي والحلاج.. وجبران هم بالنسبة لي انبياء.. لأنهم رأوا العزة الالهية بعبقريتهم بشكل انساني تخطى الدين والمذاهب والسياسات الطائفية.. الفن بالنسبة لي (فكر ) الفن ليس مجرد صورة للأشياء كما تبدو للعين المجردة وانما كما تبدو للبصيرة( العين ا لدالة) وابحث في صميم الاشياء على الطريقة الصوفية وهذا ما حققته في معرضي السابق.. والآن.‏

تبنيت الفن المعاصر منذ زمن طويل لأنه يحمل فكر فن الشرق الذي ننتمي اليه نحن العرب.. والعرب بفنونهم ان كان الكلمة ام المنحوتة ام الصورة ام الحرف لذلك الفن المعاصر يبنى على الفن الشرقي الذي ننتمي اليه ..‏

في الفترة السابقة رفضت عصر النهضة ليس كجزء من تاريخ الفن وانما كرؤية لم اتبناها .. الغرب استفاد من فكر وفلسفات الشرق وفنونه ولكن صبغها بروح غربية.. نحن علينا ان نقدمها بفكر معاصر وهوية ذاتية.. حتى نستطيع ان نبرزها للغرب..‏

اما عن القطيعة التي تسيطر على الوضع فهي بسبب ابتعاد القديم والجديد الكبار والصغار عن لغة الحوار.. مما يؤدي لهوة كبيرة وتتسع للأسف..‏

يجب ان نؤكد على الحوار بين الاجيال للاستفادة من التجارب والخبرات والثقافات . . والا سيكون هذا الجيل مفرغا من اي محتوى معرفي وثقافي بخضاره .. وارثه العظيم .. ادعو الناس للمشاهدة والحوار والنقاش.. نحن معشر الناس نعرف بعض الشيء عن التاريخ, غير اننا لا نعرف الكثير عن تاريخ الفن .‏

بقي ان نقول.. الياس زيات ولد في العام 1935‏

حصل على مرتبة استاذ في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1980 مارس التدريس في الكلية منذ عام ..1962 دراسته الاكاديمية في بلغاريا ومصر وهنغاريا .. تركزت دراساته على تراثنا القديم في المتاحف السورية.. تبلورت رؤيته التشكيلية في انتاجه الذي مازال يعرضه في معارضه الخاصة.. والمشتركة للفن السوري المعاصر ..‏

مانيا معروف

المصدر: الثورة