انفصال بريطانيا يضفي الطابع الدولي على العملة الصينية

07-07-2016

انفصال بريطانيا يضفي الطابع الدولي على العملة الصينية

من المرجح أن ينجو دور لندن باعتبارها مركزاً للمعاملات الخارجية (أوفشور) لليوان من تداعيات تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن التصويت قد يساهم في تعزيز إضفاء الطابع الدولي على العملة الصينية من خلال التشجيع على إقامة عدة مراكز لمعاملاتها في الاتحاد.

وفي أعقاب الاستفتاء أثار مراقبو السوق ووسائل الإعلام الصينية مخاوف من انحسار دور لندن الريادي باعتبارها مركزاً للمعاملات الخارجية لليوان بما قد يعرقل جهود بكين الرامية لإضفاء الطابع الدولي على عملتها.

ولكن مع بدء استقرار الأمور يرى بعض المصرفيين والمحللين أن حالة التشاؤم كان مبالغاً فيها، ولا يعني ذلك أنه لن يكون هناك تأثير لكن تلك الخطوة قد تشجع الصين على تعزيز تداول اليوان في مدن البر الرئيسي الأوروبي ومن ثم توسيع النطاق العالمي لتداول العملة.

وقال رئيس الأنشطة المصرفية العالمية والأسواق في بنك “هانغ سنغ أندرو فونغ”: ““نتوقع أن تحتفظ لندن بمنزلتها كأكبر مركز للصرف الأجنبي في العالم وإن كانت بعض الخدمات المالية الأخرى في المدينة معرضة لخطر الانتقال إلى دول أخرى عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”، مضيفا أن تداول العملات الأجنبية يمثل حاليا أهم جزء في عملية إضفاء الطابع الدولي على اليوان.

ويأتي خروج بريطانيا في وقت صعب تسعى فيه الصين لتعزيز الاستخدام العالمي لليوان، قبل إدراجه في سلة حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي في أكتوبر تشرين الأول بينما تحاول أيضا الحد من نزوح رؤوس الأموال.

ولعبت لندن دورا مهما في إضفاء الطابع الدولي على اليوان الذي يعرف أيضا باسم الرينمنبي، وكانت العاصمة البريطانية ثاني أكبر مركز لتسوية المعاملات الخارجية باليوان في العالم في مارس آذار وفقا لما قالته جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت).

وعلى مدى السنوات الخمس الأخيرة أسست البنوك الصينية الكبرى بنية تحتية واسعة لتداول اليوان وتسوية معاملاته في لندن كما شهدت العاصمة البريطانية في يونيو حزيران إدراج أول سندات سيادية صينية باليوان تصدر خارج الصين.

وفي عام 2016 وحده تم إدراج أكثر من 50 سندا مقوما باليوان في لندن وهو ما يزيد على أي مركز مالي آخر خارج الصين العظمى وفقا لمجموعة بورصة لندن.

وقال الشريك في هوجان لوفيلز في شنغهاي أندرو ماكجينتي إن أحد بواعث القلق يتمثل في أن بريطانيا قد تفقد حقوق جوازات السفر المهمة الخاصة بالخدمات المالية والتي تسمح للشركات المرخصة في المملكة المتحدة بتوزيع منتجاتها وخدماتها المالية في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: “إذا فقدت المؤسسات المالية في المملكة المتحدة حقوق جوازات السفر المتعلقة بالاتحاد الأوروبي وصار بيع المنتجات المقومة بالرينمنبي عبر الحدود في الاتحاد الأوروبي غير ممكن بدون الحصول على موافقات جديدة، فهل سيؤثر ذلك على استعداد الصين للاستمرار في اتخاذ المملكة المتحدة مركزا ماليا عالميا رائدا للمعاملات الخارجية للرينمنبي؟”

ويقول الكثير من كبار رجال الأعمال إن من المستبعد أن تفقد بريطانيا هذه الحقوق كلية.

وقال رئيس قسم الأسهم بمجموعة “بورصة لندن” بريان شويجر الأسبوع الماضي: “إن قاعدة المستثمرين الدوليين في بريطانيا التي تجعل لندن مركزا جذابا للمعاملات الخارجية الصينية ستلعب دورا محوريا في المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي”.

وأضاف، “العلاقة الوثيقة بين لندن والصين أحد الشواهد الرئيسية التي توضح سبب الأهمية الشديدة للعمل كمركز مالي بالنسبة لاقتصاد المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.”

ويقول محللون: “إن خروج بريطانيا قد يدفع بكين للتحوط في مراهناتها ويشجعها على إقامة المزيد من المراكز للمعاملات الخارجية لليوان في الاتحاد الأوروبي”.

وقال نائب رئيس الخزانة بفرع بنك تشاينا ايفربرايت في هونج كونج نجان كيم مان: “فرانكفورت وباريس وزوريخ هي جميعا (مدن) نشطة جدا في المعاملات الخارجية لليوان.”

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...