باسم يوسف... غلطة الشاطر بفضيحة

20-03-2014

باسم يوسف... غلطة الشاطر بفضيحة

رغم قدرته على تصيّد أخطاء الإعلاميين المنافسين له، وانتقاده لهم بصفة مستمرة وبسخرية لاذعة عبر برنامجه الأسبوعي «البرنامج؟»، سقط باسم يوسف، أمس الأول، في خطأ فادح. «سرق» (أو اقتبس) يوسف مقالة للكاتب بن جودا من موقع «بوليتيكو»، تتناول ملفّ أوكرانيا، لينشرها باسمه ضمن عموده الأسبوعي في جريدة «الشروق» اليومية، بعد إحداث تغييرات طفيفة في بعض الصياغات. حملت مقالة يوسف عنوان: «لماذا لا يهتم بوتين؟»، في حين حملت مقالة جودا، عنوان: «لماذا لم تعد روسيا تخاف الغرب؟».
وتطبيقاً للمثل الشعبي «غلطة الشاطر بألف»، لم يرحم محبو باسم يوسف وكارهوه الإعلامي الساخر من الانتقادات اللاذعة، حيث استمر هجومهم عليه طوال يوم أمس عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عبر وسم موحّد «باسم طلع حرامي»، تحوّل إلى «ترند» على «تويتر»، خلال اقل من ساعة ليل أمس الأول. وتراوحت التعليقات بين استهجان سرقة المقالة، أو حتى تبني آراء كاتب صهيوني مثل بن جودا، وبين الطريقة التي عالج بها باسم يوسف الأمر، والتي بدت مرتبكة.
وبدأت «فضيحة» باسم يوسف عندما لفت احد متابعي الكاتب الأصلي للمقالة بن جودا عبر «تويتر» إلى أمر «السرقة»، من خلال تغريدة أدرج فيها حساب باسم يوسف. لم يتأخّر جودا عن الردّ: «كم هو أمر مثير (إذا كان صحيحاً) أن يكون الدكتور باسم يوسف، قام بنسخ ولصق وترجمة مقالة لكاتب صهيوني». ثم أعقب ذلك بكتابة مزيد من البوستات الساخرة حول هذه الواقعة، مركزاً على فكرة سرقة أفكار «كاتب صهيوني».
سعى باسم يوسف لتدارك الأمر، فكتب عبر صفحته على «تويتر» إن مرجع المقالة مكتوب في آخره. وفي موازاة ذلك، ردّ الإعلامي الساخر على تغريدة بن جودا بعبارة «للمناسبة، هي مقالة رائعة». لكنه سرعان ما حذف ذلك التعليق، ما يوضح سوء إدارة باسم للأزمة، وارتباكه الشديد.
وخلال محاولته احتواء «الفضيحة»، وقع باسم يوسف في خطأ ثان، رفع منسوب الهجوم عليه، فقد فوجئ متتبعو القضية بأن موقع «الشروق» أضاف عبارة لم تكن موجودة في النص الأصلي (بالنسختين الالكترونية والورقية) وهي: «استعنت بمقالات عدة من بن جورا (يقصد بن جودا) بموقع بوليتيكو، وتيموثي سنايدر بنيويورك ريفيو».
وما إن اكتشف القراء أن العبارة أضيفت على المقالة عند حوالي الساعة العاشرة مساءً (بحسب ما هو واضح في موقع «الشروق»)، حتى ارتفع سقف الهجوم على باسم يوسف. ومع فشله في إقناع جمهوره، وإخفاق محاولته إضافة جملة تشير إلى استعانته بمقالة بن جودا، اضطر باسم يوسف إلى كتابة تغريدة حوالي منتصف ليل أمس الأول، جاء فيها: «أتحمّل المسؤولية لعدم إضافة المرجع في النهاية، تمّت إضافته لاحقاً. اعتذر بشدة».
وبالأمس، نشر باسم يوسف بيان اعتذار عبر موقع «الشروق» الالكتروني جاء فيه: إن «يوم الثلاثاء هو أصعب أيام الأسبوع بالنسبة إلى فريق «البرنامج؟»، حيث يتم فيه إنهاء كتابة الحلقة وتحضير الضيوف لليوم الثاني. ولذلك، يحدث في بعض الأحيان، أن يسقط سهواً بعضاً من النقاط من مقالتي الأسبوعية في «الشروق». وفي آخر مقالة، قررت أن أجرب النقل عن موقع سياسي أجنبي من وجهة نظر مختلفة لأزمة القرم، فقد وجدت فيه وجهة نظر مثيرة للجدل أحببت أن أعرضها. تنبهت في الصباح الباكر لخطأ في أول المقالة، فقمت بتصحيحه، ولكن للأسف سقط مني سهواً آخر سطرين، المذكور فيهما اسم وكاتب المقالة الأساسي وكاتب آخر اقتبست منه بدرجة أقل. مرة أخرى، اعتذر بشدة للخطأ الناتج من ضغط العمل، وشكراً للقراء الأعزاء».
المفارقة في بيان الاعتذار، محاولة تذرّع باسم يوسف بالإرباك الذي يصيبه وفريق عمله يوم الثلاثاء، أي يوم نشر المقالة، وهو ما أثار استغراب المتابعين لـ«الفضيحة»، إذ من غير المنطقي أن تُكتب المقالة لصحيفة يومية أو تسلّم في اليوم ذاته الذي تطبع فيه الجريدة، علماً بأن الصحف المصرية تطبع نسخها مساء اليوم السابق ــ أي مساء الاثنين في حالتنا هذه ــ ما يعني ان باسم يوسف كتب المقالة «المسروقة» او «المقتبسة» يوم الاثنين او قبل ذلك، ما يضعف الحجة الواردة في بيان الاعتذار.
يذكر أن القاعدة المتعارف عليها بين كاتبي المقالات والصحافيين هي أن كتابة مقالة من مصدر واحد مع ذكر المصدر يعد اقتباساً، وفي حال لم يذكر المصدر فالأمر يعد سرقة، كذلك فإن قراءة مقالات عدة وتلخيصها تسمى بحثاً، ويظهر خلاله مجهود الباحث في دمج الأفكار... غلطة باسم منافية لجميع القواعد التي يتلزم بها الصحافيون والإعلاميون... وعندما تتعلق المسألة بإعلامي كرّس برنامجه للبحث عن أدنى أخطاء زملائه الإعلاميين، يمكن القول إن «غلطة الشاطر... بفضيحة!»

مصطفى صلاح

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...