تراجع الأسهم العالمية بسبب المخاوف من الركود الاقتصادي
عادت أسواق الأسهم العالمية لتسجل هبوطا حادا مجددا وسط مخاوف المستثمرين المتزايدة من حدوث ركود اقتصادي قد يستمر لفترة طويلة من الزمن في جميع أنحاء العالم.
فقد سجل وول ستريت تراجعاً كبيراً في التعاملات الافتتاحية، بالتزامن مع انخفاضات مماثلة شهدتها الأسواق الأوروبية والآسيوية، وذلك قبل أن تعود تلك الأسواق وتسجل صعودا بسيطا في وقت لاحق.
وسجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضا قدره 2 بالمائة بعد أن كان قد تراجع بمعدل 5 بالمائة في الدقائق الأولى من تعاملات الجمعة، بينما هبط مؤشر ناسداك للتكنولوجيا بنسبة 1.8 بالمائة بعد تراجعه بأكثر من 6 بالمائة في بداية التعامل.
وتعليقا على هذه الأنباء، قال توني فراتو، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الأسواق المالية تحاول استيعاب العديد من المعلومات المتعلقة بالاقتصاد والسياسات الحكومية وإن الأمر سيتطلب بعض الوقت لاستقرار الأوضاع من جديد.
وأضاف فراتو قائلا: "تحاول الأسواق في الوقت الراهن استيعاب الكثير من المعلومات الجديدة، بما في ذلك تغير الظروف الاقتصادية والاستجابة للسياسات الحكومية".
مساعدات للبنوك
في غضون ذلك، قال مصدر مقرب من وزارة الخزانة الأمريكية لوكالة رويترز للأنباء إنه من المتوقع أن تصدر الحكومة الأمريكية قريباً قائمة بأسماء عشرين مصرفاً ستتلقى مساعدات مالية ضمن خطة الإنقاذ الاقتصادي التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار أمريكي.
وقال كريس جارفيس، الخبير الاقتصادي في مؤسسة كابروك لإدارة الأزمات بولاية نيو هامبشاير الأمريكية: "يسعى المستثمرون الآن للتأكد من المدى الذي يمكن أن يبلغه عمق الركود الذي قد يشهده الاقتصاد العالمي، كما يحاولون استشراف الآثار التي يمكن أن يخلفها على النمو الاقتصادي المستقبلي."
بدورها سجلت الأسواق الأوروبية تراجعا حادا في تعاملات الجمعة، إذ أغلقت بورصة لندن على انخفاض بنسبة 5 بالمائة، بينما انخفضت بورصة فرانكفورت بنسبة 8 بالمائة وبورصة باريس بنسبة 6 بالمائة.
وهبط مؤشر كاك 40 إلى ما دون الثلاثة آلاف نقطة وهذا يعني تراجعه بنسبة 10.62 بالمائة، وهو أدنى مستوى له منذ شهر أيار/مايو 2003، وذلك نتيجة لاضطراب السوق بسبب عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية عالميا وآثار ذلك على المؤسسات.
أسواق العملات
أما على صعيد أسواق العملات، فقد تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني إلى 1.52 مقابل سعر الدولار الأمريكي، وهو أسوأ مستوى له في ست سنوات، إلا أنه عاد ليرتفع مجدداً إلى مستوى 1.57 دولارا.
وقد تراجع سعر صرف اليورو إلى أقل من 1.27 للدولار الأمريكي الواحد، وهو أقل معدل له منذ نحو عامين.
أما ارتفاع قيمة الين الياباني، فقد أثار المخاوف بشأن أرباح صادرات البلاد، إذ وصلت قيمة الدولار الأمريكي إلى أقل من 96 ينا، وهي أدنى مستوى للدولار أمام الين منذ 13 عاما.
أسهم البنوك
كما تأثرت أسهم البنوك كذلك، حيث هبطت قيمة أسهم ستاندرد تشارتارد، أكبر بنك في منطقة اليورو، بنسبة 11 بالمائة، بينما سجل بنك إتش بي أو إس تراجعاً بنسبة 18 بالمائة، وباركليز بنسبة 14 بالمائة، وسوسيتيه جنرال الفرنسي بـ 14 بالمائة ودوتشيه بانك الألماني بـ 11 بالمائة.
كما تراجع مؤشر فوتسي 100 في لندن بأكثر من 370 نقطة، أي أكثر من 9 بالمائة، وذلك قبل الإعلان رسميا عن اقتراب الاقتصاد البريطاني من حافة الركود لأول مرة منذ 16 عاما.
وتوقع مسؤول اقتصادي رفيع في بنك آر بي أس البريطاني أن يستمر الركود في الاقتصاد البريطاني، في حال دخلت البلاد فيه بالفعل، لما لا يقل عن عام، وأن يكون هذا العام "صعباً للغاية".
أسواق آسيا
وفي الأسواق الآسيوية واصلت الأسهم انخفاضها لليوم الثالث على التوالي مع تخوف المستثمرين من أن يؤثر الركود العالمي بشدة على أرباح الشركات.
فقد أغلقت بورصة طوكيو، السوق الرئيسية في آسيا، الجمعة على تراجع حاد إذ واصل مؤشر نيكاي تدهوره، فخسر 9.6 بالمائة من قيمته في التعاملات المبكرة يوم الجمعة، لينخفض بذلك إلى ما دون الثمانية آلاف نقطة لأول مرة منذ أكثر من 5 سنوات
كما تراجعت بورصتا سيول 10.57 بالمائة وهونغ كونغ 8.30 بالمائة قبل الإقفال في تعاملات الجمعة.
وشهدت بورصة ميلانو أيضا تراجعا قدره 8.30 بالمائة. بعد أن كانت قد افتتحت تعاملاتها بتراجع نسبته 4.68 بالمائة.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد