تزايد ذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالي
أظهرت دراسة قام بها أحد المراكز العلمية المتخصصة في الولايات المتحدة أن جليد المحيط المتجمد الشمالي تناقص إلى مستوى قياسي غير مسبوق.
ووصف مارك سيريز، أحد كبار العلماء في المركز القومي لبيانات الجليد والثلوج، هذا التناقص بأنه "تاريخي،" مضيفاً أن هذا "أقل مستوى من الجليد شاهدناه في تقارير الأقمار الصناعية، ولاسيما أنه تبقى شهر آخر لفصل الذوبان هذه السنة."
وقد أظهرت بيانات الأقمار الصناعية وجود نحو 2.02 مليون ميل مربع من الجليد في المحيط المتجمد الشمالي، مسجلة بذلك أدنى تراجع عن المساحة المسجلة في 21 سبتمبر/أيلول من العام 2005، والتي كانت 2.05 مليون ميل مربع.
وأوضح المركز الأمريكي أن الجليد أقل في ناحية شرق سيبيريا ومن جهة بحر بيوفورت في شمال ألاسكا، كما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وبدأ العلماء بمراقبة مساحة الجليد في المحيط المتجمد الشمالي في السبعينيات، حينما أصبح بالإمكان استخدام الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية.
وقد أصبح القطبين، الشمالي والجنوبي، محل اهتمام العلماء المتخصصين بدراسة ظاهرة الاحتباس الحراري، لأنه يعتقد أن تلك المنطقتين تتأثران بالتغير المناخي على نحو أسرع وأوسع من بقاع العالم الأخرى.
ويساعد الجليد بحفظ برودة القطب بواسطة عكس 80 بالمائة تقريباً من أشعة الشمس التي قد تمتصها الأرض العادية أو سطح المحيط، فإذا تعرض المحيط للشمس المباشرة فإنه يمتص 90 بالمائة من أشعة الشمس، مما يؤدي إلى تسخين المحيط ورفع درجات حرارة القطب الشمالي.
وكان العلماء لاحظوا أجواء صافية في القطب الشمالي خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، مما يعني زيادة في أشعة الشمس.
وقال المركز إن هذا يؤدي إلى تشكل كمية كبيرة من الطاقة الشمسية، مما يسرع عملية ذوبان الجليد.
إلا أن سيريز قال، في مقابلة هاتفية مع أسوشيتد برس، إنه بينما تؤثر بعض المتغيرات الطبيعية في الذوبان إلا أنه "لا يمكننا ببساطة تفسير كل شيء من طريق العمليات الطبيعية،" مضيفاً أن "أن هذا دليلاً قوياً على أننا بدأنا نلمس تأثير الاحترار العالمي."
وموضحاً أن ذوبان الجليد يحدث بشكل أسرع من توقعات النماذج المناخية المصممة حاسوبياً.
إذ يقول إنه قبل سنوات كان من المتوقع أن الذوبان الكامل للجليد في المحيط المتجمد الشمالي في فصول الصيف قد يحدث في الفترة من 2070 إلى 2100، لكن في ظل المعدلات الجارية الآن فإن المتوقع أن يحصل ذلك في عام 2030.
ففي ذلك العام، على حد قول العالم الأمريكي، سيكون هناك جليد في فصل الشتاء، ولكنه يمكن أن يذوب كلياً في الصيف.
يذكر أن المركز القومي لبيانات الجليد والثلوج جزءاً من المعهد التعاوني لأبحاث علوم البيئة التابع لجامعة كولورادو، ويتلقى المركز دعماً من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومن مؤسسة العلوم القومية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد