تونس: تظاهرتان للمعارضة و«النهضة» اليوم
لم تتقدم أجواء المفاوضات السياسية في المشهد التونسي برغم اللقاء الذي عُقد امس بين الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» حسين العباسي وزعيم «حركة النهضة» راشد الغنوشي. وإلى جانب ما بات يشبه انسداد أفق الحل السياسي حتى الساعة، دعت «حركة النهضة» وفئات المعارضة إلى تظاهرتين مضادتين في تونس العاصمة لمناسبة «يوم المرأة»، تحت شعارات سياسية.
وبعد لقاء دام نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة بين حسين العباسي وراشد الغنوشي في مقر الاتحاد، خرج العباسي ليؤكد أن «التفاوض سيتواصل خلال هذا الأسبوع، والأمور لم تتقدم كثيراً حتى الآن»، متمنياً في الوقت ذاته أن «تشهد المفاوضات تقدما خلال الأيام القليلة المقبلة».
وقال العباسي «نحن أكثر الأطراف تضرراً من الوضع الحالي في البلاد، لذلك أعلنا عن هذه المبادرة (مبادرة الاتحاد)»، مضيفاً «نحن نعيش المعاناة يومياً، وأعتبر أنها بداية الحوار، ووجهات النظر بدأت تتغير لكن ببطء».
وفي وقت لاحق، أعلن الاتحاد أن لقاء ثانياً سيعقد غداً بين العباسي والغنوشي.
من جهة أخرى، تستمر أطراف المعارضة بالتشبث بمطالبها، حيث أفضى اللقاء بين رئيس «حزب نداء تونس» الباجي القائد السبسي والمتحدث باسم «الجبهة الشعبية» حمة الهمامي إلى اتفاق بين الطرفين أكدا إثره تمسكهما بوضع حد للمنظومة التي أفرزتها انتخابات 23 تشرين الأول 2011 والتشديد على أن يكون رئيس حكومة الكفاءات المزمع تشكيلها من الشخصيات الوطنية المستقلة عن أي تيار سياسي.
في غضون ذلك، طالب نواب «حركة النهضة» في «المجلس الوطني التأسيسي» رئيس المجلس مصطفى بن جعفر بـ«استئناف أشغال المجلس حالا» بعدما قرر تعليقها الى أجل غير مسمى بسبب الأزمة السياسية.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ«النهضة» صحبي عتيق، في بيان مشترك أصدره مع نواب عن 4 أحزاب صغيرة ممثلة في المجلس، «ندعو رئيس المجلس الوطني التأسيسي إلى الرجوع عن قراره الباطل لمخالفته أحكام التنظيم المؤقت للسلطة العمومية والتنظيم الداخلي للمجلس، واستئناف أشغال المجلس حالا»، مضيفاً «ندعو الزملاء النواب إلى الحضور الى المجلس صبيحة يوم الأربعاء (غداً)».
ويبدو أفق الحل السياسي مسدودا حتى الساعة ، وتستمر الأطراف باللجوء إلى الشارع ولو بشكل محدود.
وفي هذا السياق، دعت «حركة النهضة» إلى التظاهر اليوم لمناسبة «يوم المرأة» في تونس تحت شعار «نساء تونس عماد الانتقال الديموقراطي والوحدة الوطنية». ويذكّر الشعار بموقف «النهضة» وحلفائها بحرصهم خلال الأزمة الحالية على الاحتفاظ «بمؤسسات انتقالية» نشأت منذ نحو سنتين في غياب توافق حول دستور جديد.
ودعت «النهضة» أنصارها إلى التجمهر اعتبارا من الساعة الرابعة بعد الظهر، الثالثة بتوقيت غرينتش، في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة.
في المقابل، اتهم «ائتلاف حرائر تونس» النسوي «حركة النهضة» بالسعي إلى «ضرب مكتسبات» النساء في تونس، ودعا بدوره إلى التظاهر اليوم لمناسبة مرور 57 عاما على إصدار مجلة الأحوال الشخصية، التي منحت المرأة التونسية حقوقا فريدة في العالم العربي.
ويضم «الائتلاف» بين أطيافه ناشطات من 25 منظمة غير حكومية، أبرزها «الاتحاد العام التونسي للشغل»، منظمة أرباب العمل «أوتيكا»، و«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان»، إضافة إلى «الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات».
وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر معارضة أنّ «جبهة الإنقاذ الوطني» ستعلن اليوم خلال التظاهرة قراراتها بشأن تشكيل حكومة إنقاذ لإدارة الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية. وقال الجيلاني الهمامي، وهو عضو بارز في «جبهة الإنقاذ»، إن الجبهة حققت تقدما في تشكيل حكومة بديلة وستعلن عن أشياء مهمة أثناء التجمع اليوم.
وتترافق هذه التطورات مع استمرار العملية العسكرية عند الحدود الجزائرية التي تنفذها القوات العسكرية والأمنية التونسية ضد مجموعات متشددة مرتبطة بـ«تنظيم القاعدة».
وفي هذا الإطار، أفاد مصدر عسكري بأن غارات جوية نفذها الجيش التونسي في منطقة قريبة من الحدود الجزائرية أسفرت عن مقتل ستة «إرهابيين». وأوضح المصدر أن الغارات الجوية تركزت، أمس، على جبل سمامة، مضيفا أنه «عُثر على ست جثث لإرهابيين». ويبعد جبل سمامة حوالي عشرة كيلومترات شمال شرقي جبل الشعانبي حيث بدأت العمليات العسكرية.
وقال مصدر آخر قريب من الملف إن مقاتلا يدعى محمد عمري اعتقل الأسبوع الماضي واعترف بأنه شارك في الهجوم الذي أدى إلى مقتل العسكريين الثمانية في 29 تموز الماضي.
من جانبها، ذكرت وكالة تونس افريقيا للأنباء الرسمية ان «قوات الجيش الوطني في ولاية القصرين انطلقت منذ فجر الأحد (أمس الأول) في قصف عدد من المواقع المشبوهة في جبل سمامة في مدينة سبيطلة بعدما تمركزت يوم السبت في هذا المكان وعززت من وجودها بناءً على معلومات دقيقة وردت وتؤكد وجود عناصر إرهابية في هذا الجبل، وفق تأكيد مصدر عسكري».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد