خطة للتحول من الزراعات الأقل قيمة نقدية إلى أخرى أعلى قيمة

22-07-2008

خطة للتحول من الزراعات الأقل قيمة نقدية إلى أخرى أعلى قيمة

يواجه العالم اليوم قلقاً متزايداً يتعلق بتأمين الغذاء الصحي بكميات كافية للسكان الذين تتزايد أعدادهم باطّراد فقد زاد عدد سكان العالم أكثر من الضعف، ويقدر أن عدد السكان سيزيد بنسبة 50% بحلول العام 2050 حيث يتزايد سكان العالم بنسبة 1.3% بمعدل 77 مليون نسمة سنوياً وسيرتفع عدد سكان البلدان الأقل نمواً من 658 مليون نسمة إلى حوالي 1.8 مليار نسمة. 
 ولأن تطور الزراعة يعتبر أمراً أساسياً لتحقيق الأمن الغذائي وللتخفيف من حدة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة فقد اعتمدت سورية سياسة زراعية تهدف إلى تحقيق التنمية الزراعية والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة فالقطاع الزراعي هو المصدر الرئيسي للغذاء وتقع على عاتقه مهمة تأمين الغذاء للمجتمع إلى جانب مساهمته في التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي وتحقيق وظائف عديدة بيئية واجتماعية وجمالية إضافة إلى أنه يؤمن مصادر الدخل اللازمة لجزء مهم من السكان الريفيين الذين تعادل نسبتهم نحو نصف السكان.
فتركزت الجهود على تطوير الزراعة حسب الخطط المرسومة للسنوات المقبلة أيضاً بهدف تأمين الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية وتحقيق الأمن الغذائي انطلاقاً من أن تحقيق الأمن الغذائي هو حق إنساني وواجب وطني ولا بد أن يتجسد في وضع السياسات التي تحقق النقلة التنموية والاقتصادية والاجتماعية لسورية من خلال السياسات التي تشجع الاستثمار ودعم البنية التحتية التي تحقق التنمية الزراعية وتحسين الإنتاج والاهتمام بالبحوث التي تستهدف تطوير الزراعة وتحسينها.
وحسب الزراعة فإن الأمن الغذائي شرط أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فقد تحددت أهداف القطاع الزراعي في إطار الاستراتيجية بزيادة الاستثمارات الزراعية والتوسع في الإنتاج الزراعي وتحرير التجارة الزراعية.
وفي ظل التزايد المطّرد في عدد السكان يزداد الاهتمام بتوفير الأمن الغذائي الذي يمثل قدرة البلد على توفير احتياجاته من السلع الغذائية الأساسية بانتظام وتحرص الدولة من خلال السياسات الكلية والزراعية على تطوير الإنتاج الزراعي وتحسين نوعيته ليلبي حاجة السكان المتزايدة للغذاء وأن تكون أسعار السلع في متناول المواطنين وأن من أهم مؤشرات استراتيجية القطاع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي يتجسد في الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة والحفاظ على التوازن البيئي، وتحقيق نمو اقتصادي سليم يساعد على الوصول إلى الأمن الغذائي وهذا يتطلب تنفيذ سياسات زراعية تؤمن التوسع في الإنتاج وتحسينه ومن خلال التكثيف الزراعي الذي يحقق زيادة إنتاجية المحاصيل في وحدة المساحة وتسهيل الحصول على السلع الغذائية بأسعار مقبولة الأمر الذي يستدعي زيادة الاستثمار في الزراعة والتحول من زراعات أقل قيمة نقدية إلى أخرى أعلى قيمة.
وحول المساهمة في التجارة الخارجية أظهرت دراسة صادرة عن المركز الوطني للسياسات الزراعية أن سورية تسعى إلى تعزيز تجارتها وزيادة تنافسية منتجاتها في الأسواق الخارجية، ومن الملاحظ أن معدل نمو التجارة كان قد بدأ في التصاعد بعد العام 2001 بنتيجة نمو الواردات والصادرات إثر تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وكان معدل نمو التجارة الخارجية خلال عام 2004 استثنائياً ووصل إلى 46.5% مقارنة بالعام 2003 لكن معدل النمو في 2005 كان أقل من العام السابق وبلغ حوالي 26% وهذا الارتفاع في معدلات التجارة جاء نتيجة ارتفاع معدل نمو الواردات بحوالي 64.3% عام 2004 ونسبة 29% في عام 2005 وكذلك ارتفاع معدل نمو الصادرات بـ30.6% عام 2004 ووصل إلى 22.6% في عام 2005.
ونمو التجارة الزراعية يشكل عاملاً فاعلاً في نمو التجارة الكلية إلا أن تطور التجارة الزراعية يتأرجح بحسب المواسم الزراعية وبحسب العوامل الجوية. ومما يبرز أهمية التجارة الزراعية لنمو التجارة الكلية هو نسبة مساهمتها في التجارة الكلية وتأثير أداء التجارة الكلية بتغيرات التجارة الزراعية، فقد شكلت حصة الزراعة من إجمالي التجارة قيمة وصلت إلى 16% خلال الفترة 2003-2005 وكانت قد سجلت أعلى قيمة لها في عام 2003 وبلغت 18% لكنها تراجعت بعد ذلك وبلغت 14% عام 2006.
وبصورة عامة نجد أن نسبة الواردات الزراعية من إجمالي الواردات أكبر من نسبة الصادرات الزراعية إلى إجمالي الصادرات. وهذا يؤدي إلى وجود عجز بالميزان التجاري الزراعي ينعكس سلباً على الميزان التجاري الإجمالي، إلا أن ذلك حسب الزراعة لا يشكل حالة مستمرة وهو ناشئ أساساً عن الانفتاح الاقتصادي على الدول العربية وتحرير التجارة عموماً.
وبمقارنة الصادرات الزراعية إلى الصادرات الكلية نجد أن نسبة الصادرات الزراعية إلى الصادرات الكلية خلال فترة 2000-2005 تأرجحت بحسب المواسم الزراعية وبحسب تطور صادرات القطاعات الأخرى وكانت عام 2005 في أدنى مستوياتها وهي 13.8% وسجلت هبوطاً قدره 34% عن مستواها في عام 2004 وهو 20% وكانت المتوسط لفترة 2003-2005 حوالي 18%.

المصدر: الوطن السورية


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...