دراما البيئة الشامية في موسم 2009: تعادل سلبي

11-08-2009

دراما البيئة الشامية في موسم 2009: تعادل سلبي

تعادل سلبي بالرقم فقط وبنتيجة خمسة لخمسة. هو حال دراما البيئة الشامية خلال الموسم الرمضاني الحالي قياساً بحالها في الموسم الفائت، حين تابعنا خمسة مسلسلات هي (الجزء الثالث من «باب الحارة»، الجزء الثاني من «الحصرم الشامي»، الجزء الأول من كل من مسلسلات «أولاد القيمرية»، و«أهل الراية»، و«بيت جدي»)، وفي هذا الموسم نحن على موعد مع أجزاء جديدة من المسلسلات الخمسة السابقة، مع فارق رقمي بسيط هو أن أربعة منها فقط ستعرض خلال شهر رمضان بينما يؤجل تنفيذ وعرض الجزء الثاني من «أهل الراية» إلى ما بعد الشهر الفضيل، وبالتالي تصبح النتيجة الواقعية هي خمسة لأربعة + واحد (هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الجزء الثاني من «أولاد القيمرية» تم تصويره الموسم الفائت فور الانتهاء من تصوير جزئه الأول). من «الشام العدّية».
إلا أن التعادل الرقمي السابق لا يعني استقراراًُ في إنتاج دراما البيئة الشامية، فواقع الحال يؤكد أن تراجعاً واضحاً طرأ هذا العام على إنتاج هذا اللون الدرامي، ليس مرده بالتأكيد إلى الأزمة المالية العالمية، فمسلسل «أهل الراية» تم تأجيل تصويره إلى ما بعد رمضان، بعدما باشر مخرجه سامر برقاوي بالتحضير له، إلا أن أسباباً تتعلق بجهوزية النص والمخرج برقاوي قذفت بالمسلسل، تصويراً وعرضاً، إلى ما بعد رمضان، ليقتصر الإنتاج الفعلي للموسم الرمضاني الحالي من مسلسلات البيئة الشامية على ثلاثة مسلسلات فقط هي:
الجزء الثالث من الحصرم «الشامي»، ويأتي تصويره استكمالاً لمشروع بدأه شيخ المخرجين السوريين هيثم حقي منتجاً على «أوربيت» مع المخرج سيف الدين سبيعي والسيناريست فؤاد حميرة، وهو مشروع لم يحظ حتى الساعة بفرصة عرض جماهيري لذلك بقي تنفيذه بالنسبة إلى صانعيه (المخرج والكاتب) في إطار الاستمرار في تنفيذ مشروع (فني- ثقافي) خاص ينفذونه حتى لو اقتصر توزيعه على أشرطة «دي في دي».
يكتمل مشروع مسلسل «الحصرم الشامي» هذا العام في تقديم مجموعة من الحكايات الواقعية، المستمدة من الوثائق التاريخية وفي جزئه الجديد سيتعرض لفترة حكم إبراهيم باشا للشام وخروج الجيش المصري منها.
ويأتي تنفيذ مشروع مسلسل «باب الحارة» في إطار استكمال حصاد جماهيرية ما عرض من أجزاء سابقة، مع إشارة لافتة تحسب لصالح صناع العمل ومخرجه بسام الملا، حين اعترف هذا الأخير بضعف طرأ على الجزء الثالث من العمل، سيتم تلافيه في الجزء الجديد، وفيه وعد الملا بأحداث ساخنة ومنذ الحلقات الأولى للعمل. ويبدو أن مشهد المواجهة التي حصلت بين العسكر الفرنسيين و«أهل الحارة» في نهاية الجزء الثالث سيتحول في الجزء الرابع إلى حصار ومواجهات مستمرة، تشترك فيها حتى النساء. هذا ما يوحي به على الأقل «ترويج» العمل الذي بدأت فضائية «أم بي سي» ببثه.
أما بالنسبة إلى الجزء الثاني من مسلسل «بيت جدي» والذي اتفق على تسميته بـ«الشام العدية»، فيأتي على مبدأ تحديث القديم، فقد أدخلت أحداث كثيرة وشخصيات جديدة تماماً لا علاقة لها بالجزء الأول، إلى جانب ما سبق وتعرفنا عليه من أحداث وشخصيات في ذلك الجزء، وبالتالي نحن أمام جزء محدّث من «بيت جدي»، هو ثان بالرقم، وهو أول بالاسم، وهو ما بين الأول والثاني بالأحداث والشخصيات. ولعل أبرز ما في الجزء الجديد هو شخصية «أبو حجاز» التي سيؤديها الفنان سامر المصري وهي شخصية ثائر شهم وضعته ظروفه في مواجهة الظلم والعسكر وقد اختار أن ينحاز إلى الناس الضعفاء في مواجهة أعداء الحي وأشراره، و يعول صناع أكبر نسبة مشاهدة جماهيرية.
نتيجة التعادل السلبي التي أشرنا إليها آنفاً، ستبدو باستعراض التفاصيل عبارة عن خسارة تمنى بها دراما البيئة الشامية هذا العام، وقد تتحول النتيجة إلى خروج تام من سباق المواسم الدرامية الرمضانية القادمة كما سبق وحدث مع دراما الفانتازيا التاريخية، ولكن نتيجة مثل هذه ستبقى رهن مضمون ونجاح المسلسلات الثلاثة («باب الحارة»، «الشام العدية»، «الحصرم الشامي»)، فنجاحها الجماهيري وحده هو الضامن للاستمرار في إنتاج هذا اللون الدرامي، وإلا سيبحث المنتجون عما يدر عليهم أرباحاً أكثر.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...