سورية: تشديد الرقابة على دخول أجهزة تحديد الموقع الجغرافي

10-12-2008

سورية: تشديد الرقابة على دخول أجهزة تحديد الموقع الجغرافي

قالت مصادر سورية غير حكومية إن الجهات المعنية في البلاد شددت رقابتها على دخول أجهزة تحديد الموقع الجغرافي خوفاً من أن تقوم خلايا إرهابية من الاستفادة من هذه الميزة، ومنعت موزعي شركة أبل العالمية من توزيع هواتف آي فون ـ جي 3، واشترطت إلغاء هذه الميزة من هواتفها الخليوية كشرط لدخول المنتج الجديد إلى الأسواق السورية

وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة السورية منعت نهاية العام الماضي استيراد جميع الأجهزة الخلوية التي تحوي ميزة النظام العالمي لتحديد الموقع عن طريق الأقمار الصناعية. وطلبت من مديرية الجمارك العامة التدقيق بالمستوردات من أجهزة الخلوي والتأكد من عدم وجود هذه الميزة فيها

وقالت المصادر إن المنع جاء بناء على طلب من الأجهزة الأمنية، لقلق السلطات من خدمة تحديد الموقع الجغرافي لحامل الجهاز، وإمكانية تعقب الأشخاص وتحديد أماكن الأبنية الحكومية من خلال هذه الخدمة. وأشارت إلى أن السلطات تمنع أيضاً أجهزة تحديد الموقع عن طريق الأقمار الصناعية المتخصصة إلا بناء على إذن مسبق، حيث يستخدمها الكشافة وبعض الجمعيات المخصصة للهواة

واعترضت مصادر سورية على القرار السوري بمنع هذه الميزة التي بدأ استخدامها تجارياً قبل نحو 25 سنة، وأكّدت أن هذه الخطوة غير فعالة لأن هذه الميزة يمكن استقبالها عن طرق الأقمارالاصطناعية ولايمكن حجبها عملياً

ووفقاً لأبل فإنها قامت ببيع نحو 5 ملايين وحدة من جهازها الجديد آي فون جي 3 خلال عدة أشهر. وأبل ليست أول شركة يمنع جهازها الخليوي، فقد سبق أن منعت السلطات السورية المعنية هواتف خليوية لشركة نوكيا من التسويق داخل سورية

وكانت السلطات السورية منعت استخدام الأطباق اللاقطة للاستقبال الفضائي بداية التسعينات، كما حصرت استخدام الإنترنيت في الفترة نفسها بالجهات الحكومية فقط، وبعد انتشاره شعبياً قامت بمراقبته وتقييد استخدامه وحجبت عدد كبيراً من المواقع على الشبكة العالمية

وتقول مصادر دولية إن سورية وكوريا الشمالية ومصر هي الدول الوحيدة في العالم التي مازالت تمنع استخدام خدمة تحديد الموقع الجغرافي

ومعروف عن هذا النوع من الهواتف أنه يستطيع تحديد الموقع الجغرافي لحامل الهاتف عبر الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية، وهي خدمة مجانية عامة، وتؤمن لمستخدميها الخرائط أثناء تجوالهم، وخدمات تحديد المواقع لتعقب الأشخاص والممتلكات، وكانت تصمم عموما ببرمجيات وأجهزة لم تكن في متناول الشركات الصغيرة، حتى ظهرت الخدمات اللاسلكية الجديدة والبرمجيات الجغرافية الخاصة بأجهزة الهاتف الجوال وغيرها من الأجهزة المتحركة، وبات بمقدور الجميع أن يدركوا وجهاتهم أو يحددوا بالأمتار أماكن تواجدهم.

المصدر: آكي

التعليقات

أولاً أقول أنه من حق الجهات الأمنية في سورية أن تتخذ التدابير الأحترازية حماية لأمن سورية . ولكن إن من يحاول الأعتداء على أمن البلد لن توقفه هذه التدابير للحصول على ما يحتاجه من هذه الأجهزة وخاصة أنها ذات حجم صغير يمكن أخفاؤه أو أنها تكون ملحقة مع أجهزة أخرى . لهذا من غير المنطقي أن نمنع ملايين الناس من الأستفادة من خدمات هذه الأجهزة من أجل بضعة مجرمين . في كل يوم يستخدم ملايين الشعب السوري السكين لتقطيع الفواكه والخضروات بينما يمكن أن يستخدمها شخص أو شخصان لارتكاب جريمة فهل نقول بمنع أستيراد السكاكين من أجل هذين الشخصين ونحرم بقية أفراد الشعب . لو كنت مسؤولا لسمحت فورا بادخال واستخدام هذه الأجهزة الحديثة حتى يستفيد شعبنا من هذه التكنولوجيا الحديثة التي تساعد كثيرا في توفير الوقت والجهد . مرة كنت في إحدى البلدان الأجنبية وكنت أنوي زيارة مصنع يقع في مدينة أخرى . وعندما أستقليت سيارة الأجرة قام صاحب المصنع بإعطاء السائق إحداثيات مكان المصنع الذي أدخلها في جهاز تحديد الموقع المركب أمام السائق وبمساعدة هذا الجهاز أستطعت الوصول إلى المصنع بسرعة وبسهولة حتى دون الحاجة لسؤال أحد المارة عن عنوان المصنع

إننا جميعا نشكر السلطات السورية على دورها الذي لا يتسطيع أحد أن ينكره في ضبط الأمن ومحاولة حماية البلاد من العناصر التخريبية لكن من يريد أن يقوم بعملية أو شيء كبير فلن ينتظر جهاز آي فون لكي يحدد مواقع الأبنية الحكومية خاصة أن مثل هذه الخدمات متوفر على شبكة الانترنت ومجانا لأي شخص وبالتالي تكون هذه الخطوة غير مجدية كثيرا

ثمة خلط في آليات عمل آجهزة التعقب و أجهزة تحديد الأمكنة. فأجهزة التعقب الشخصية قد تشكل مشكلة أمنية على مستوى التنظيمات المحلية و الجريمة المتوسطة الامكانيات. في مستوى التجسس و الجريمة الدولية لا تعدم بعض دول العالم وسائل الرصد و التسجيل و خصوصاً أنهم هم من يبتكر التقنية و بالتالي عادة لا نعرف حتى ما يعرفون و ما يستخدمون.... قد تكون خطورة أجهزة تحديد المكان خطرة على بعض رجال الدولة او بعض الشخصيات الاعتبارية. لهؤلاء الخيار ألا يستخدموا تطبيقات تهدد أمنهم. ... لا ندري مقدار جدية الحوار داخل المؤسسات التي تدرس مثل هذه التطبيقات. و لكن غن كانت بنفس جدية البحث و التقصي و الاهتمام في بقية مؤسسات الدولة مثل مؤسسات الزراعة و البيئة و النقل و الثقافة و التعليم... فمرحباً. إن حلم أي مواطن اليوم أن تكون مؤسساتنا على مستوى المسؤولية التي يفرضه عنوانها او اسمها عليها. عدادات التكسي و الكهرباء توضع لضبط المصاريف و لكنها تزور.... المشكلة هي ان مؤسسات الدولة تعمل بمبدأ الباب الذي تأتيك منه الريح سده و استريح. و هذا خطأ. فواجب المؤسسات أن تتعاطى مع المشاكل كل يوم و تبتكر الحلول كل يوم...و هذا سر تطور البشرية.... إن إغلاق السبل لن يجعلنا اكثر أماناً من غزال في الغابة.. الخطر لا علاقة له بتعقيد التقنية..و السلامة لا علاقة لها بالجهل....

خالف تعرف !!

هل سبب المنع هو قدرة هذا الجهاز على تحديد المكان نقطة الطول و العرض؟جوجل ايرث يعمل ذلك و بسهولة اكثر و بدون تكلفة؟ اعتقد انه لا يوجد ارهابي يعمل لوحده بل يكون دائما ضمن منظمات ارهابية مدعومة و ممولة من قبل بعض الدول احيانا بحيث يمكنها شراء اجهزة GPS لتحديد المكان ..يعني اللي بدو يعمل عمل ارهابي فما راح يعتمد على الموبايل ؟ اعتقد في امور اهم من الموبايل يجب ان ننتبه لها

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...