سيارات أجرة وقنابل موقوتة في الوقت نفسه

15-02-2007

سيارات أجرة وقنابل موقوتة في الوقت نفسه

هل ينتهي الأمر عند اسطوانة غاز منزلي في صندوق السيارة الخلفي وجهاز احتراق مستورد من كوريا أو الصين مع توليفة من الوصلات والأنابيب وتعمل السيارة على الغاز؟! ظاهرة أصبحنا نراها بكثرة لسيارات أجرة تعمل بشكل بدائي على اسطوانات الغاز المنزلية وفي شوارع دمشق الرئيسية بعد أن كانت تتم خفية في بعض  المحافظات في الشوارع والمناطق البعيدة عن مركز المدينة فهل هذا هو التحول الذي ننتظره لوسائط النقل وهل هذا هو الغاز الذي يستخدم كطاقة بديلة ذات جدوى اقتصادية وفنية وبيئية؟
السائقون يعتقدون أنهم استبقوا خطوة حكومية ليس إلا وحصلوا على بديل رخيص للطاقة ولا يعلمون أنهم يسيرون بقنابل موقوتة تفتقر إلى أدنى عوامل الأمان فليست تلك هي التقانة التي تعتمد في دول العالم ولا بهذا الأسلوب تنتقل السيارات من العمل على البنزين إلى الغاز
من التقانة إلى القنبلة
الدكتور موسى الشعار معاون وزير النقل لشؤون النقل البري يحذر من هذا النوع من التحويل البدائي للسيارات وبشكل إفرادي وغير مراقب فنياً لأن الغاز الذي يستخدم في النقل يختلف في مواصفاته تماماً عن الغاز المنزلي الذي تستخدمه بعض سيارات الأجرة خفية وبشكل غير مرخص فعندما نتحدث عن استخدام الغاز كوقود للسيارات نقصد به الغاز الطبيعي (الميتان) الذي يختلف تماماً عن الغاز المنزلي «بوتان بروبان» بأنه أخف من الهواء ويحافظ على صيغته الغازية حتى لو ضغط إلى 200-300 ضغط جوي، وهو يتطلب تجهيزات خاصة لتمويل السيارات للعمل على الغاز تجهيزات تركب على المحرك واسطوانة خاصة بالغاز وهناك قطعة هامة «منظم ضغط الغاز» الذي يخفضه من 230 ضغط جوي إلى الضغط العادي وصمامات أمان مختلفة وخلاط للمفحم وهذه التجهيزات تحتاج إلى ورش لضمان صيانتها بشكل دائم، أما ما يجري الآن فهو ارتجالي وخطر، ويكفي أن نعلم أن الغاز المنزلي أثقل من الهواء وإذا تسرب فسيتجمع قريباً من الأرض وبذلك يكون معرضاً للانفجار أمام  أي شرارة كهربائية.
رغم أن التفكير بهذه التقانة يعود إلى نهاية الثمانينات لكن إجراءات البحث والدراسات والتقصي أخذت وقتاً أطول مما ينبغي ، وكانت هناك تجربة بسيطة للسيارات التابعة لشركة النفط في حقول الجبسة شجع نجاحها المسؤولين عن النقل على الحديث مجدداً عن تطبيقها على الأقل على سيارات الأجرة ووسائط النقل العامة والبدء بمشروع لتمديد أنابيب غاز إلى مواقع بأطراف دمشق لتزويد السيارات بهذا الوقود البديل ومايرجح أن يدخل الأمر حيز التطبيق العملي قريباً الاتفاق الذي أجرته وزارة النقل مع شركة أميرال الإيرانية لتوريد 1200 باص تعمل على الغاز كان من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ خلال العام الحالي لكن تأخر الدراسات حول واقع النقل في دمشق يشي بتأخرها لأشهر أخرى قادمة.

سهام طلب

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...