صائد عصفورين بحجر !
عدم وجود «جنريك» لبرنامج «يوميات التلفزيون» الذي تعرضه «الفضائية السورية» قد يدفع بالمشاهد إلى الظن بأن البرنامج ليس له من يتبناه. فعدم التعريف بمعدّه ومخرجه وبمن يجري اللقاءات، بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على عرضه من دون مقدمة، كاد أن يجعلنا نكتفي بمعرفة اسم مذيعة الربط بين فقراته (هنادي كحيلة)، وهو ما دفع بنا إلى الظن أن الفضائية متبرئة منه! يزداد الاستغراب من عدم التبني هذا في ضوء تخصيص البرنامج في أغلبه لمديح برامج الفضائية وإنجازات مقدّميها والعناصر الفنية العاملة فيها! فضلاً عن أن البرنامج لا يلتزم بالهوية التي يقول بها عنوانه أبداً، إذ ما علاقة البرامج الإذاعية مثلاً، أو الأعمال المسرحية التي يتحدث عنها، بعنوان البرنامج؟
ما يعرض له البرنامج من مديح يشي بأن «الفضائية السورية» تريد أن ينطبق عليها المثل الشامي المعروف عن «عيلة فستق». إذ تتسابق عائلة التلفزيون السوري إلى مديح بعضها بعضاً، هذا ما فعله «يوميات التلفزيون» (إعداد معن الصالح) مثلاً مع معد ومقدّم برنامج «جيلنا» أمجد طعمة، فعظّم وهوّل بمسألة نقل حلقة من «جيلنا» على الهواء مباشرة لتدريبات فرقة راقصة وهي تجري بروفات، وكأنه تفوق على النقل المباشر لكأس العالم لكرة القدم. كما ان المديح لم يكن من طرف واحد فها هو طعمة يرد التحية بمثلها فيقول لمعد برنامج «يوميات التلفزيون» الذي يجري اللقاءات: «بحسدك ع هالبرنامج»! وللحقيقة المهنية، من حق الزميل الصالح أن يغتاظ من هذا الغبن بعدم التعريف به، ولذلك نجده كمن يدفع من يلتقيهم كي يكيلوا له المديح، أو كمن يتفق سراً مع الممثل الذي يلتقيه بأن يخاطبه باسمه الكامل ويمدح أفعاله. ويجتهد الصالح في رفع الغبن عنه، إذ نجده يفرض نفسه على الإدارة بظهور خاطف أمام الكاميرا من دون أن يستطيع المونتاج حذف المشهد. وبما أن برنامجه يكيل المديح الذي لا مسوّغ له لبرامج الفضائية والعناصر الإعلامية والفنية فيها، استطاع أخيراً في ظل استمرار عدم وجود «جنريك» يعرّف به وبزملائه أن يصطاد عصفورين بحجر واحد، إذ صرّح بأنه معدّ البرنامج (وهذا حق له لا أحد ينكره عليه) لكن من خلال لقاء أجراه برنامجه معه كان هدفه مديح «أنت ونجمك» البرنامج الآخر الذي يقوم بإعداده أيضا(!)، ولم يدر أنه زاد الطين بِلَةً في مسألة مديح الفضائية لبرامجها.
بأية حال، في وسط كل هذا الاغداق بالمديح والفوضى في التعاطي، تؤكد «الفضائية السورية» من دون أن تشعر على مسألة غياب الاهتمام الإعلامي ببرامجها التي لا يزال معظمها يعاني ضعفا مهنيا، ما جعلها بعيدة عن أن تكون مثار إعجاب المشاهدين ومادة لمديح الصحافة لها. بأية حال، لا يمكن إلا أن نتمنى ان تصبح برامج الفضائية تستحق كل الثناء، لكن ليس على طريقة برنامج «عيلة فستق» الاسم الأفضل لبرنامج «يوميات التلفزيون» في وضعه الراهن!
نضال بشارة
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد