صماء برعت كراقصة بموسيقى تنبع من داخلها

15-10-2010

صماء برعت كراقصة بموسيقى تنبع من داخلها

ترقص وتتمايل مع الموسيقى ببراعة، وكأنها جزء من كيانها. عندما كانت نينا فالياس طفلة في العاشرة من عمرها، خضعت لامتحان الدخول إلى مدرسة «الباليه الملكية البريطانية». أدهشت لجنة الحكم.. من دون أن تتمكن من تحقيق حلمها!
عندما كانت تقف على رأس أصابعها، وتتحرك على الإيقاع، وكأنه نابع من داخلها. لم تستطع مديرة المدرسة آنذاك أن تخفي إعجابها: «أمامك مستقبل عظيم»، قالت للطفلة. ونالت الراقصة الصغيرة قبولاً أولياً. ثم حان وقت إجراء الفحوصات الطبية.. عندها فقط، اكتشفت إدارة المدرسة ان نينا صماء.. وهكذا انهار حلم الطفلة.
«دُمرت تماماً. وبدا لي (آنذاك) أن حلمي بأن أصبح راقصة باليه قضي عليه»، قالت نينيا، التي أصبحت اليوم في الخامسة والخمسين.
ورغم البداية غير الواعدة، إلا أن نينا لم تتخلَّ عن حلمها. وهي مصممة اليوم على تشجيع المزيد من الصم لدخول ميدان الرقص.
ابنة الأسرة العاملة في مجال المسرح، ولدت صماء. لكن وسط أسرتها الفني والثقافي، زادها حماساً لدخول عالم الفن. وبالرغم من أنها كانت «محبطة جداً»، لأنها لم تستطيع الكلام إلا أن الصوت الذي تصدره رنان وواضح. وبما أنها محترفة في قراءة الشفاه كانت تنتظر أن يقف الشعراء ليلقوا قصيدة، فتقف وترقص على أنغام شفاههم.
وبعدما رفضتها «المدرسة الملكية البريطانية للباليه»، تم قبولها في مدرسة «باليه رامبرت» حيث فازت بالعديد من الجوائز. هذه المدرسة لم تطلب من نينا الخضوع لفحوصات طبية.. ولم يعلم أحد أن الطفلة صماء، وهي نجحت في إخفاء حالتها جيداً، إلى أن فشلت باتباع إرشادات معلمتها في أحد صفوف الباليه، ففُضح أمرها! التقنية التي تعتمد عليها الراقصة الصماء بسيطة. وكما العديد من الصم، تستطيع نينا أن تسمع بعض الأصوات المنخفضة، وتشعر بقوة بالموجات الموسيقية. فكانت «تطير في الهواء عند ارتفاع الموجات الصوتية للموسيقى، وتدور كالإعصار إذا كانت الموسيقى قوية». وأصغر صوت يمكن أن يدخل في الإيقاع يعد بمثابة «كنز» بالنسبة لها. وقالت نيينا «الموجات هي مشاعر، وهي التي تحركني، فهناك اختلاف بين موجة صادرة عن كمان وموجة صادرة عن طبلة». وفي سن 16، بدأت نينا مهنتها كراقصة، تتجول في العواصم الأوروبية وتتعاون مع فرق الرقص، «رقصت لأنها كانت طريقتي في التخاطب». كبرت الطفلة وباتت راقصة عالمية، وهي اليوم تصمم الرقص وتعلّم تقنيتها للصم، وتعيش في مالفيرن هيلز مع زوجها.


المصدر: السفير نقلاً عن «دايلي تلغراف»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...