صوت ماريا.. صرخة نسائية ضد الحروب
النساء أهداف للحروب وفظائعها ورهائن في النزاعات التي يشعلها الرجال. والعدو لا يعتدي عليهن من أجل المتعة بل أهم من ذلك الظفر بالهزيمة النفسية والمعنوية وبالتالي معاقبة النساء والرجال معا.
تلك أفكار تطرحها مسرحية "بوح ماريا" -التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر- بتناول حكاية اغتصاب امرأة وابنتها بدون تحديد للمكان أو الزمان في العمل. تموت الابنة أثناء وضعها الطفل، وينشأ صراع في ذهن الأم التي أصبحت جدة في تبني الطفل نتاج الاغتصاب.
المسرحية مترجمة عن نص للكاتبة البوسنية ليديا شيرمان هوداك والإخراج للفنان السوري مانويل جيجي والتمثيل للفنانة فدوى سليمان، وتم العرض في مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية.
الفكرة المطروحة يمكن إسقاطها على كل الحروب كما يقول جيجي ويتابع إن الاعتداء على النساء وقت الحروب أمر مسكوت عنه لأسباب كثيرة أهمها ما يتصل بالعار.
ويشير إلى أن ذلك التجاهل ينسحب على الأعمال المسرحية وشتى الفنون الأخرى إلا فيما ندر. ويرى أنها فرصة مهمة كي يطلع المجتمع العربي على هذه القضية المهمة جدا.
وأبدى جيجي رضاه عن مستوى التفاعل الجماهيري أثناء عرضين في المهرجان يومي 15 و16 الجاري. وأكد أنها المرة الأولى عربيا التي يتم تناول موضوع النساء كضحايا للحروب.
وسبق أن قدمت المسرحية قبل أشهر قليلة لأول مرة ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية على مدى خمسة عروض.
"ماريا" امرأة تشبه كل النساء اللواتي تعرضن للاعتداء في الحروب كما تقول فدوى التي أدت دور ماريا. وتتابع في حديثها للجزيرة نت أن المشكلة ليست في جريمة الاغتصاب فقط بل هناك الطفل ومستقبله الذي طرح قضية لا تقل أهمية عن حدث الاغتصاب ذاته.
وتوضح فدوى أن ماريا قررت تربيته أخيرا على أمل أن تزرع به الحب والخير كي تجعله لا يشبه ذلك الغازي رغم أنه يذكر أمه ماريا بالمغتصب. وتوضح فدوى أن فكرة العمل شائكة ومعقدة لكنها جريئة، الأمر الذي تطلب منها جهدا مضاعفا للتعبير عن كل تلك المشاعر والتخيلات والأفكار معا باعتبارها الممثلة الوحيدة بالعمل.
ويواصل مهرجان دمشق المسرحي أعماله حتى 20 الجاري. ويعرض في دورته الحالية 42 عرضا من 17 دولة. وشهدت الدورة الحالية الاحتفال بالمسرح التونسي على أن يتم الاحتفال بمسرح عربي كل دورة.
محمد الخضر
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد