عمر حجو:وزيرالإعلام يستقبلني ومديرالإذاعة والتلفزيون عاملني كأجير
اقترب من الثمانين ومازالت حلب في وجدانه وتفكيره يحملها أينما ذهب مفكراً بفنانيها الذين لا يجدون عملاً في ظل إهمال الجهات الرسمية لشؤونهم. عمر حجو الذي ساهم مع غيره من الفنانين السوريين الكبار في تأسيس التلفزيون منذ انطلاقته الأولى عام 1960 وجد نفسه غريباً عندما دخله منذ عدة أيام لمقابلة مديره العام ليس هذا فحسب بل عامله الدكتور ممتاز الشيخ معاملة (أجير) كما قال في حوار طويل وقد ولّد هذا الأمر غصة في روح حجو وكانت تبدو عليه علامات الشعور بالخيبة وهو يتحدث ليعلن أنه لن يدخل مبنى الإذاعة والتلفزيون مرة أخرى. وحول تفاصيل ما جرى قال حجو: منذ عدة سنوات ونحن نطالب أن يكون لمحافظة حلب نصيب في ميزانية الإنتاج الدرامي في التلفزيون السوري ونتيجة لهذه الطلبات أصدر السيد رئيس مجلس الوزراء ناجي عطري قراراً أن يكون لحلب 25% من 200 ساعة درامية تنتجها مديرية الإنتاج في الجهة العامة للإذاعة والتلفزيون كل عام وقد تحقق هذا الأمر لمدة عامين لتبدأ المماطلة مرة أخرى وقصدت السيد وزير الإعلام محسن بلال لتذكيره بهذا الحق وقد استقبلني الرجل بكل رحابة صدر واتصل بممتاز الشيخ طالباً منه استقبالي والاهتمام بما أريد ولكن الشيخ عاملني بطريقة معيبة لدرجة أنني شعرت كأني (آذن) عنده وهذا أمر لم أكن أتوقعه أو أتخيله وهو لم يحترم خبرتي الطويلة وتاريخي في الفن ولم يحترم أني أكبر منه بأجيال فعندما أسسنا التلفزيون لم يكن قد ولد هو وغيره، ورغم ذلك تحدثت معه بخصوص مطلبي بأن يكون لحلب وجود فعال في الإنتاج الدرامي فاكتفى بالقول (جيبو نصوص) وكأنه لا يعرف أن نصوصاً عدة قد رفضت وكأن مهمتي أنا الإتيان بالنصوص لماذا لا يسأل شركات الإنتاج الخاصة من أين تأتي بهذه النصوص الرائعة.
إن لم يكن لديك نصوص فعليك أن تستكتب الكتّاب وأنا على يقين أنهم جاهزون لتقديم نصوص جيدة كما يفعلون في القطاع الخاص. من لا يستطع أو لا يعرف كيف يعمل فليفسح المجال لغيره ليعمل.
وأشار حجو في معرض حديثه إلى أن وزارة الإعلام ممثلة بالتلفزيون تعتبر هي أم الإنتاج الدرامي في سورية ولولاها لم يكن هناك شيء اسمه دراما سورية ولكن الوضع قد تغير خلال السنوات الماضية وتخلى التلفزيون عن دوره لتقوم به الشركات الخاصة وتساءل حجو بحرقة عن أسباب هذا التقصير وأضاف: أين الأعمال الكبيرة التي تشبه (أسعد الوراق) بتأثيره الكبير هل تعلم أن مسلسل (مذكرات حرامي) للمرحوم حكمت محسن أنتج عام 1964 ومازال في ذاكرة الناس، إن ما يجري في التلفزيون غريب وخاصة أن كل شيء يتعلق بإنتاج مسلسلات جيدة، موجود ومتوافر فهناك استديوهات وميزانيات وكفاءات.
ولفت حجو إلى أن المعهد العالي للفنون المسرحية يخرّج كل عام 15 ممثلاً والمفروض أن يكون لهم مكان في التلفزيون السوري لأن الشركات الخاصة لا تملك فرصاً لكل هؤلاء كما أن هذه الشركات تفضّل أن يكون هذا الخريج قد خاض أكثر من تجربة في القطاع العام وأثبت كفاءة وجدارة وهذه مهمة التلفزيون عليه أن يهتم بهؤلاء ويفسح لهم المجال. ولا يعوّل حجو كثيراً على نقابة الفنانين التي ساهم بتأسيسها هي الأخرى واكتفى بالقول: إن مهمة النقابة في الوقت الراهن جباية الأموال من الكباريهات.
ويؤكد حجو أن أحوال الفنانين في مدينة حلب لا تسر بالمطلق وأن بعضهم يجد صعوبة في تأمين كفاف يومه من مأكل رغم أنهم يمتلكون مواهب جبارة في التمثيل ويؤكد أيضاً أنه وإياهم قد يلجؤون إلى تقديم مذكرة جديدة للسيد رئيس مجلس الوزراء.
ولم يرحب الفنان عمر حجو بالقرار الذي أنهى تشغيل العاملين في التلفزيون الذين استمروا بالعمل بعد التقاعد ويرى أن من بينهم كفاءات كان يجب الاستفادة منها وخاصة أن أغلب هؤلاء لن يجدوا عملاً خارج التلفزيون الرسمي وهم مازالوا يحملون مسؤولية أسرهم.
ويدعو حجو قناة (الدراما) للدخول في مجال الإنتاج وألا تكتفي بعرض مسلسلات القطاع الخاص (وكل شيء موجود لديها لكي تنافس الشركات الخاصة ولكي تخلق فرص عمل للفنانين والكتاب والمخرجين والفنيين). وقد أهدى عمر حجو للدراما السورية ابنه المخرج الليث حجو الذي يعتبر أميز المخرجين الشباب ويؤكد أنه راض عنه كثيراً وقد عمل تحت إدارته في عدة أعمال منها (بقعة ضوء، خلف القضبان، الانتظار) ويلفت إلى أنه عاش في المسرح منذ أن كان عمره ثلاث سنوات «فهو تربى على الفن منذ نعومة أظفاره» وهو مجتهد وكان يسعى لدراسة الفن التشكيلي لذا أشعر أن روح التشكيل في كوادره والليث من المخرجين الذين يتعبون على الممثل ليعطي أقصى ما عنده».
عمر حجو مازال يشارك في المسلسلات التاريخية رغم صعوبتها فهو يلعب أحد أدوار المسلسل التاريخي (صدق وعده) ويقصد تدمر بين وقت وآخر ليصور دوره ومازال يحنّ إلى المسرح ويحلم بعمل مسرحي يضمه ورفاق الأمس وهو يرى أن الفنان دريد لحام قد ارتكب خطأ كبيراً باعتزاله المسرح وكشف حجو أنه سيقدم عملاً مسرحياً في مدينته حلب خلال الأشهر القادمة.
حجو متفائل بحاضر ومستقبل الدراما السورية ويرى أنها ستظل بخير ما دام هناك وعي سياسي بأهميتها ويرى أن سورية استديو كبير «أينما ذهبت تجد ما يناسبك، جبل وسهل وبحر وبادية وقد ساهمت الدراما السورية في تقدم السياحة السورية عندما عرضت هذه الأماكن الرائعة للمشاهد العربي».
محمد أمين
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد