قطر: توقيف صحافيين لمتابعتهم أوضاع العمال المزرية

19-05-2015

قطر: توقيف صحافيين لمتابعتهم أوضاع العمال المزرية

أوقفت السلطات القطرية لأكثر من24  ساعة فريقاً تابعاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" دُعي للاطلاع على الأحوال المعيشية المزرية للعمال في مواقع البناء الخاصة باستضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.
وقال مراسل "بي بي سي" مارك لوبل، من مقره في دبي، إنه اعتُقل وثلاثة من زملائه في العاصمة الدوحة أثناء محاولتهم تصوير مجموعة من العمال النيباليين بداية الشهر الحالي.
وأضاف أنه تم احتجازه مع زملائه الثلاثة أكثر من 24 ساعة ليمضوا بذلك ليلتين في السجن، ومُنع لاحقاً من مغادرة البلاد لنحو إسبوع.
وتابع "في وقت لاحق، في مركز الشرطة الرئيسي في المدينة، استجوب عناصر الاستخبارات كلا منا بشكل منفصل، أنا والمصور والمترجم والسائق. وطريقة الاستجواب كانت عدائية".
وهذه المرة الثانية خلال أسابيع التي تعتقل فيها السلطات القطرية صحافيين يعملون على تقارير حول الأحوال المعيشية للعمال المهاجرين. ففي آذار، احتجز مراسل لمحطة ألمانية وزملاء له أثناء تصويرهم في منطقة في الدوحة يعيش فيها الكثير من العمال.
ويأتي احتجاز الصحافيين في وقت تطلق فيه قطر حملة علاقات عامة للرد على انتقادات دولية لها حول سياستها تجاه العمال الأجانب.
ولم توجه أي اتهامات لفريق "بي بي سي"، إلا انه تمت مصادرة معداتهم وحاجياتهم ولم يستعيدوها حتى الآن. وسمح للفريق بعد إطلاق سراحه بالمشاركة في الجولة الرسمية للإعلام، التي نظمتها شركة "بورتلاند" الاستشارية للعلاقات العامة ومقرها لندن.
ومن جهته اتهم مسؤول المكتب الإعلامي للحكومة القطرية سيف آل ثاني لوبل بانتهاك القوانين القطرية واستغلال القضية لتتمحور حوله.
وأشار آل ثاني، في بيان، إلى أن "فريق بي بي سي حاول الدخول إلى مخيم للعمال ليلاً من دون انتظار برنامج الجولة التي تقيمها الحكومة".
وقال آل ثاني، في بيان، إنه "بذلك يكون الفريق اعتدى على أملاك خاصة، ما ينافي القانون في قطر كما في غالبية الدول". وتابع أن "مراسل "بي بي سي" جعل من نفسه القصة الرئيسية، نأمل ألا يكون هذا قصده".
وبدورها ردت "بي بي سي"، في بيان، إذ أوضحت "نحن مسرورون لإطلاق سراح فريق "بي بي سي" لكننا نأسف لاحتجازه في الأصل". وتابع البيان أن "وجودهم في قطر لم يكن سراً وكانوا يعملون على موضوع صحافي مناسب تماماً".
وأضاف بيان "بي بي سي" أن "السلطات القطرية قدمت مجموعة من المزاعم المتضاربة لتبرير الاحتجاز، وجميعها ينفيها الفريق"، مشيرة إلى أنها "تحث السلطات القطرية على تقديم شرح كامل وعلى إعادة المعدات المصادرة".
وبدوره كتب الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" نيكولاس ماك غيهاس، على حسابه على "تويتر"، أن اعتقال صحافيي "بي بي سي" له أثر "سيء جداً" على حملة "العلاقات العامة" التي تقوم بها قطر.
وفي المقابل، أعلنت الحكومة القطرية، خلال الأسابيع الماضية، أنها تسعى لتحسين الأحوال المعيشية للعمال المهاجرين، إذ أنها وضعت نظاماً لحمايتهم لضمان تسلمهم أجورهم في الوقت المناسب كما أنها تبني أحياءً سكنية لهم.
وقالت أيضا إنها ستنهي قريباً نظام الكفالة الذي ينص على أن يكون هناك كفيل قطري لأي عامل أجنبي، الأمر الذي يصفه منتقدون بأنه يشبه العبودية.
ومن جهتها بعثت حملة "فيفا جديدة اليوم" (نيو فيفا ناو)، الداعية الى تغيير جذري في الإتحاد الدولي لكرة القدم، رسائل إلى ثماني شركات راعية لـ"الفيفا" تحثها فيها على التحدث عن أوضاع العمال في قطر.
وقال النائب البريطاني داميان كولينز، الداعم للحملة، "أيادي الفيفا ملطخة بالدماء، كما تلك الشركات الراعية لها طالما غضت النظر عما يحصل هناك" في قطر.
وأضاف "لو أن أبقار شركة مكدونالدز كانت تربى في مثل هذه الظروف لرفضتم أكل البرغر الذي تصنعه".


(أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...