قمامة القاهرة منجم ذهب

16-02-2008

قمامة القاهرة منجم ذهب

كشفت دراسة علمية أجراها معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة في مصر أن قمامة القاهرة تعتبر من أغنى أنواع القمامة في العالم، وأن الطن الواحد من القمامة المصرية من الممكن أن يرتفع ثمنه إلى ستة آلاف جنيه (1090 دولارا) لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة.

وأوضحت الدراسة التي ناقشها محافظ القاهرة وعدد من قيادات وزارة البيئة أن قمامة القاهرة تشمل المواد العضوية والبلاستيك والنحاس والورق والزجاج والألمنيوم والقماش والصفيح، وهناك بعض التجارب المتعلقة بإعادة تدوير القمامة التي لاقت نجاحا ملحوظا ووفرت العديد من فرص العمل للشباب.

ومعروف أن هناك مشكلة تعترف بها وزارة البيئة المصرية، تتمثل في عدم جمع نصف قمامة القاهرة بالفعل من الشوارع بسبب مشكلات فنية ومادية، وأن نحو ثلث قمامة مدينة القاهرة تقوم بجمعها العربات الخاصة التابعة لأباطرة المهنة التقليديين، حيث يقومون بتصنيفها إلى مجموعات مختلفة تمهيدا لإعادة معالجة نحو 80 في المائة منها، بيد أن ثلثي هذه القمامة لا تجد عمليات منظمة لجمعها.

ومن أبرز ما يتم استخراجه من القمامة الأوراق والزجاج والبلاستيك والحديد الخردة، وكلها تباع إلى مصانع قادرة على الاستفادة منها، حيث يشرف على هذه المزابل العامة أثرياء، وصفتهم الصحف المصرية بالمليونيرات من أصحاب العمارات والسيارات الفاخرة من وراء جمع القمامة، وتشير أسماء غالبية كبار العاملين في هذا المجال إلى أن أغلبهم مزارعون من صعيد مصر، ممن هاجروا إلى القاهرة قبل سنوات عديدة وعاشوا في تجمعات سكنية عشوائية فقيرة في المناطق المحيطة بالعاصمة وعملوا في جمع القمامة وتصنيفها وبيعها.

وأشار الدكتور عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة السابق إلى أن كميات المخلفات والقمامة اليومية بمحافظة القاهرة تبلغ نحو 13 ألف طن، منها 5.8 ألف طن قمامة، والباقي مخلفات مبانٍ وأتربة، لافتا إلى أنه تم توقيع عقد لإقامة مصنع لتحويل القمامة إلى سماد عضوي، والمخلفات إلى مواد للبناء بتكاليف تصل إلى نحو 27 مليون دولار ويقام على مساحة 25 فدانا.

ويؤكد محمد إبراهيم وكيل أول وزارة البيئة سابقا أن حجم القمامة في كل المدن المصرية يتزايد بشكل كبير مع تزايد السكان، وأن ما يتم رفعه من هذه القمامة لا يزيد على النصف، في حين يظل قسم كبير في الشوارع لا يستفاد منه، وأن حجم القمامة في مصر عام 2000 بلغ 3.20 مليون طن، ومن المتوقع أن يصل عام 2016 إلى 2.30 مليون طن.. موضحا أن هذه الكميات التي تحتوي على مواد صلبة وزجاج وورق يمكن أن توفر لمصر 9 ملايين طن من السماد العضوي عن طريق تدوير القمامة لزراعة مليوني فدان ترتفع إلى 5.14 مليون عام ،2016 وأن تنتج 3 ملايين طن ورق لتشغيل 3 مصانع و348 ألف طن زجاج و336 ألف طن حديد.

ويرى الدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة أن مصر في حاجة إلى إقامة ألف مصنع للسماد وفقا لدراسات وزارة الزراعة، الأمر الذي يستوجب تدوير هذه القمامة وتحويلها إلى سماد.. منوها إلى أنه تم بالفعل إنشاء 26 مصنعا لإنتاج السماد من المخلفات العضوية في المحافظات.

وأوضح أنه يمكن الاستفادة من هذه القمامة في إنتاج 415 طنا من حديد التسليح، و110 آلاف طن من البلاستيك، والاستفادة من هذه النفايات في صناعة الأعلاف لتوفير 6.2 مليون فدان تزرع “برسيم” سنويا لتغذية أكثر من 6.8 مليون بقرة وجاموسة، وهو ما يعني في النهاية تحقيق عائد قدره مليار جنيه مصري تقريبا وتشغيل 250 ألف شاب.

أحمد سيد

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...