كنيسة من ثلج

13-02-2012

كنيسة من ثلج

رغم موجة الصقيع التي تجتاح أوروبا منذ أسبوعين وتســببت في أجواء قطبية، إلا أن ذلك لم يمنع سكان قرية صغيرة في جنوبي ألمانيا من بناء كنيسة من الثلج والجليد لإحياء ذكرى احتجاج قام به أجدادهم قبل مئة عام.
قرر أعضاء مجلس بلدية منطقة ميترفيرميانسروت في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا بناء كنيسة من الثلج والجليد هذا الشتاء، إحياء لذكرى وقفة احتجاجية قام بها أسلافهم قبل قرن من الزمان. فقد ارتأت الأبرشية آنذاك أن القرية الواقعة قرب الحدود التشيكية ليست بحاجة إلى كنيسة، ما اضطر الأهالي إلى قطع مسافة ثمانية كيلومترات إلى البلدة المجاورة كل يوم أحد لحضور القداس.
ويقول رئيس المجموعة التي تبنت فكرة بناء كنيسة من الثلج في ميترفيرميانسروت قبل مئة عام كريستيان كوخ، إنه «أحياناً لم نكن نقدر على دفن موتانا ... وكنا نضطر إلى تخزين الجثامين في العلية». ووصلت أوضاع القرية إلى ذروتها في فترة عيد الميلاد عام 1910، بعد أن رفض سكان المنطقة الذهاب إلى الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد بسبب ظروف الطقس الرهيبة، وقرروا بدلاً من ذلك تشـييد كنيسة خاصة بهم. وبالفعل قاموا ببناء دار للصلوات طولها 10 أمتار ، من الثلج الذي جمعوه من الغابة بهدف لفت الانتباه إلى محنتهم.
في نهاية المطاف تم الانتهاء من بناء الكنيسة المصنوعة من الثلج في آذار 1911. وبعد ذلك بقرن قرر أهالي القرية إحياء ذكرى الاحتجاج عن طريق بناء كنيسة جديدة من الثلج خاصة بهم. وتعتبر الكنيسة المبنــية فريدة من نوعها، لكــونها المبـنى الوحيد المصنوع من الثـلج من دون أي أعمدة. واستخدم قرابة 1100 متر مكعب من الثلج في تشييد الكنيسة البالغ طولها 26 متراً.
ويملأ مدخل الكنـيسة ضوء أزرق بديع، بينما صنع الجزء الداخلي بأكمله من الثلج والجليد. حتى الدرج الصغير المؤدي إلى مذبح الكنيسة مصنوع من الثلج أيضاً. ويبدو سقف الكنيسة المقوّس وكأنه مصنوع من الرخام. ورغم أن هذا لم يكن مقصوداً، إلا أنه في حقيقة الأمر يعود إلى عدم وجود ثلج كاف، ما اضطر البناة إلى استخدام ثلج غير نظيف.
وزار حوالى 10 آلاف شخص الكنيسة خلال أسابيع قليلة منذ افتتاحها. وكانت الكنيسة الأصلية التي بنيت قبل قرن من الزمان قد حققت نجاحاً أيضاً، إلا أنها تعرضت للذوبان في فصل الربيع، بعد أن حظـيت بتغــطية إعلامية كبــيرة، وبدأت التبرعات تنهال من أجل تشييد كنيسة حقيقية، ما سمح بتشييد كنيسة صغيرة من الحجر في ميترفيرميانسروت عام 1923.


(دويتشيه فيله)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...