كيف تواجه طيور البطريق برودة القطب؟

21-11-2015

كيف تواجه طيور البطريق برودة القطب؟

على الرغم من أنَّ طيور البطريق الإمبراطوري تعيش في أكثر البقاع برودة على سطح الأرض، إلَّا أنَّها تستطيع أن تحصل على درجة حرارة مرتفعة أكثر ممّا تحتاج.
تُعدّ طيور البطريق الإمبراطوري من أكثر الحيوانات قدرةً على البقاء في الطبيعة؛ فهي تستطيع أن تتحمّل البرد المتجمّد في شتاء القارة القطبية الجنوبية، عندما تصل درجة الحرارة إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر وما دون.
ولتحمي هذه الطيور أنفسها من التجمّد حتّى الموت، فإنَّها تجتمع وتتكتّل معاً في شكل مجموعات أو كتل متلاصقة بإحكام، وذلك للحفاظ على حرارتها، وأيضاً لحماية أنفسها من الرياح شديدة البرودة التي تتعرّض لها.
وتمكن مشاهدة عددٍ من حيوانات البطريق وهي تبدّل مواقعها في تلك الكتل التي تجمعها بشكل مستمر، ولعلّ أبرز سلوك واضح في هذا الإطار هو أنَّ طيور البطريق التي تقف على أطراف تلك الكتل، تتحرّك بشكل منتظم لتصبح داخلها.
وهذا أمر يمكن فهمه بسهولة، فتلك الحيوانات التي تقف على أطراف التكتل تواجه القسوة المباشرة للفحات الرياح المتجمدة في القطب الجنوبي.
لكن هناك أمراً آخر مُهِمًّا يجري في ذلك الإطار، وهو أنَّ الطيور الموجودة في وسط تلك التكتلات، تصبح درجة حرارتها مرتفعة بشكل أكثر من اللازم، وبالتالي فهي تحتاج، بعد فترة، إلى أن تجد مساحة صغيرة تتعرّض فيها للبرد للتخلّص من بعض حرارتها.
فهذه الحيوانات التي تسعى لأن تفقد أجسادها بعضاً من حرارتها تفارق تلك التجمُّعات لبعض الوقت، كما يقول باحثون في دراسة جديدة نشرت في دورية «سلوك الحيوان».
وداخل تلك التجمعات أو التكتلات، نادراً ما تفقد حيوانات البطريق الإمبراطوري أياً من حرارتها، وربما يكون الجزء القليل الذي تفقده من الحرارة من خلال رؤوسها، أو من خلال استنشاقها للهواء البارد.
وهذا يعني أنَّها تتعرض، من وقت إلى آخر، إلى درجة حرارة مرتفعة تصل إلى 37 درجة مئوية، وهي درجة أعلى بكثير ممّا تحبّ.
يقول الباحثون في الدراسة: «نتيجة لذلك، تواجه تلك الطيور تناقضاً يتلخّص في أنَّها تحتاج أحياناً إلى التخلص من الحرارة الزائدة لديها في بيئة باردة بالفعل».
ومن خلال فحص تكتّلات طيور البطريق الإمبراطوري عن كثب، اكتشف الباحثون أنَّ كلّ تكتّل يضمّ تلك الطيور، يتغيّر بشكل مستمر من خلال تحرّك أفراده بين الحين والآخر، وذلك استجابة لدرجة الحرارة الخارجية الباردة تارةً، وتارةً أخرى يكون ذلك استجابة لدرجة الحرارة الداخلية المرتفعة.
ووفقاً للدراسة، فإنَّ «عملية بناء وتفكيك التكتلات بشكل مستمر، تعمل في صورة تدفّقات تستطيع تلك الطيور من خلالها أن تكتسب حرارتها، أو تحافظ عليها، أو تفقدها».
قبل ذلك، كانت الدراسات التي تفحص تكتلات البطريق تعتبرها مجرّد أشكال ثابتة.
يقول الباحث الرئيسي في هذه الدراسة أندريه أنسيل من المركز القومي الفرنسي للبحث العلمي في ستراسبرغ: «تنضم الطيور التي تحتاج إلى الدفء إلى تلك التكتلات». ويضيف: «وعندما تصل درجة حرارتها إلى مستويات إيجابيّة، تغادر تلك الطيور مجموعتها، وحينما تكون خارج المجموعة، تستطيع أن تتناول بعض الثلج الطازج، وأن تنظف نفسها. وعندما تشعر الطيور بالبرد مرة أخرى، فإنّها تنضم مجدداً إلى مجموعتها».


 («بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...