(ما في فكرة) عرض مسرحي بريطاني ينطلق من شوارع لندن وصولاً إلى دمشق
إن الاستثنائية في الطرح التي عملت عليها مسرحية "ما في فكرة" البريطانية هي الميزة الحقيقية للعرض الذي قدم مساء أمس على خشبة الاستخدامات المتعددة في دار الأسد للثقافة والفنون ضمن مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر.
يرصد العرض الكوميدي آراء مختلفة للشعب البريطاني تجاه مسرحية تقوم بأدائها فتاة سليمة وأخرى معوقة فيطرح الناس في شوارع لندن نظرتهم لعمل مسرحي تقوم بأدائه هاتان الفتاتان بصورة كوميدية حيث تطبق البطلتان تلك الأفكار بصورة تجريبية وصولاً للقول بان هذه المسرحية غير قائمة على فكرة محددة.
يقدم العرض مجموعة من الحوارات البسيطة التي اختارها الناس في الشارع حيث يرسمون علاقة مسرحية بين ليزا وريتشل فتكون الحوارات بذلك عشوائية تقدم تصوراً عاماً لرؤية عامة الشعب للإعاقة وللمسرح.
تتفق الفتاتان على تقديم فكرة أحدهم للعلاقة الأسرية على أنها عنف وغضب ثم تنتقلان لعرض كوميدي بحت ثم لمسرح تراجيدي ضمن سيناريو قائم على تقديم فوضى الحياة والنظريات الجاهزة للأداء المسرحي فيقترب السيناريو من مشاهد مسلسلات السيدكوم وكأنه مقتطع من حوارات فريندز أو سكرابس أو سواها من المسلسلات الكوميدية وإنما بصورة مسرحية مميزة وغاية في الكوميدية وخفة الظل.
تقدم ليزا وريتشل كل ما يقوله الناس مسجلاً على جهازي تسجيل آخذين أسلوب العامة في تقديم الرأي ووجهة النظر ومقلدين العابرين في الشوارع والذين لا يرون من علاقة بين تلك الفتاتين إلا بصورة كوميدية أو بصورة مستمدة من واقع الفن السائد في العالم.
وينحو العرض في بعض تفاصيله إلى قيم إنسانية كبرى ومفارقات ذات مضمون إنساني عميق وخاصة من خلال الصور المقتطعة لجسد الممثلتين وحيث الممثلة المعوقة محدودة النمو الجسدي والممثلة الأخرى مكتملة النمو إذ يتم وضع رأس الأولى على جسد الأخرى لتبدو الصورة عادية وغير استثنائية أي ان هذا الجسد المعوق يحتمل أي رأس فوقه فهو إنسان طبيعي وهذا الجسد المكتمل يحتمل وجود وجه لإنسان معوق عليه وكأنه سليم دون أي ميزة خاصة.
تتحدث الفتاتان عن أساليب بسيطة في السرقات البسيطة التي يمارسها بعض الناس من المحلات التجارية مستغلين وجود إنسان معوق معهم حيث تبدو معاملة المجتمع للمعوق استثنائية تجعل المعوق قادراً على السرقة دون أن يحاسبه أحد في محاولة لإضفاء الكوميديا على حياة صاحب الاحتياجات الخاصة.
ويقول بروشور العرض هذا ما فكرت به كل من ليزا ورايتشل ولذلك قصدتا شوارع لندن وبحوزتهما مسجل وطلبتا من الناس أن ينظروا إليهما ويتخيلوا عن ماذا يمكن أن تدور أحداث عرضهما وقصتهما فكانت آراء الناس مضحكة وصادقة وأحياناً مدهشة وبدا الطلب من الناس كتابة مسرحية فكرة رائعة إلا أنهما لاحظتا أن شيئاً ما كان يحدث بلا توقع شيئاً غريباً بالفعل.
أقيم العرض برعاية المجلس الثقافي البريطاني وبالتعاون مع مؤسسة سعيد للتنمية وهو من إخراج لي سيمبسون وبطولة ليزا هموند واريتشل سبينس ومسؤول الفرقة وسيم القطب ومدير الاضاءة كولن غريفيل ويأتي العرض بدعم من اعمال جديدة وجماهير جديدة في المنطقة العربية وهو مشروع اقليمي للمجلس الثقافي البريطاني يتناول فنون الاداء من اجل تحقيق تبادل ثقافي وثقة وحوار بين الفنانين والجمهور في المنطقة وفي المملكة المتحدة.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد