مجلس اللوردات يرفض قانون "القتل الرحيم"

13-05-2006

مجلس اللوردات يرفض قانون "القتل الرحيم"

أعاق مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني مشروع قانون مثيرا للجدل من شأنه أن يسمح للمرضى بأمراض خطيرة والذين في مراحل حياتهم الأخيرة، بتلقي مساعدة طبية لإنهاء حياتهم.

وكان من شأن مشروع القانون، الذي أطلق عليه في بريطانيا "مسودة لورد جوف"، أن يعطي الأطباء الحق في وصف أدوية يمكن لمريض في حالة مرض قاتل وتحت ألم بالغ أن يتعاطاها لينهي حياته.

غير أن اللوردات أقروا تعديلا يسمح بإرجاء النظر في مسودة القانون لستة أشهر أخرى، وجاء القرار بأغلبية 48 صوتا.

وكان مجلس اللوردات قد أمضى اليوم في جدل صاحبه تعبير جياش عن عواطف البعض، حول ما إذا كان من الصواب أخلاقيا من عدمه السماح لمن يوصف مرضهم بأنه سيؤدي إلى الوفاة وأنهم في مراحلهم الأخيرة أن يصف لهم الطبيب أدوية يتعاطونها لإنهاء حياتهم.

وقال اللورد جوف، الذي كان في طليعة من تبنوا المسودة، لمجلس اللوردات إنه لا يتعين أن يترك المرضى ليعانوا من آلام لا تطاق "لما فيه صالح المجتمع ككل".

غير أن الجدل حول هذا القانون المقترح أبرز الخلافات بين أنصار الحق في الاختيار، وأنصار الحق في الحياة.

وقالت الليدي فينلي، العضو بمجلس اللوردات والمتخصصة في العناية والتخفيف من الآلام "لنركز على العمل مع المرضى على الوصول إلى حياة كأفضل ما يكون حتى يوافيهم الموت بصورة طبيعية، بدلا من أن نكون في وضع تواطؤ مع الانتحار".

يذكر أن القانون المقترح كان لن يطبق إلا على الذين يقول الأطباء إنه لم يعد أمامهم سوى أقل من ستة أشهر ليحيوها، ومن يعانون من "آلام لا تطاق"، ومن في وضع عقلي سليم ولا يعانون من الاكتئاب.

وكان رئيس أساقفة كانتربري، رأس الكنيسة الأنجليكانية، د. روان ويليامز بين المعارضين لمشروع القانون، حيث قال إن هناك إجماعا واسعا ضد اتخاذ تلك الخطوة، حسب تعبيره، يتجاوز معارضة الكنيسة والدين.

وحذر الكاردينال ميرفي أوكونر، ممثل الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، من أن إقرار مثل هذا القانون يمكن أن يؤدي إلى ممارسة ضغوط على الأضعف في المجتمع، ممن يعتمدون على آخرين لإعالتهم بالكامل، حتى يقدموا على إنهاء حياتهم بأنفسهم.

واتفق بعض المدافعين عن أصحاب الإعاقات مع معارضة المسودة، فيما قدم المعارضون للمسودة التماسا حمل توقيع 100 ألف شخص إلى مقر رئاسة الوزراء وتظاهروا خارج البرلمان.

غير أن أنصار المسودة قالوا إنه ينبغي أن يكون بإمكان الأطباء وصف أدوية للمرضى الذين في مراحلهم الأخيرة وأن يكون بمقدور من يعانون من آلام رهيبة اختيار كيف تكون نهاية حياتهم.

وقال مارك سلاتري، من هيئة "كرامة الموت" الخيرية، إن الحملة لإقرار قانون "للموت الرحيم" ستستمر.

وأضاف قائلا "لقد واجهت المسودة هجمة شرسة تمثلت في أضخم حملة سياسية في تاريخ الكنيسة، ولكن الدعم الجماهيري لها استمر راسخا".


 

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...