مرسـي يسـجل رقمـاً قياسـياًً..في دعـاوى «إهانـة الرئيـس»

21-01-2013

مرسـي يسـجل رقمـاً قياسـياًً..في دعـاوى «إهانـة الرئيـس»

فشل الرئيس المـصري محمد مرسي في إنقاذ الاقتـصاد المصري من الانهيار، وفشل أيضاً في إعادة الأمن إلى الشارع، أو في تقديم مشروع حقيقي لنهضة البلاد. لكنّه استطاع الحصول على لقب «أكثر رئيس مصري يهدِّد حرية الرأي والتعبير في التاريخ المصري الحديث»، بحسب تقرير صدر مؤخراً عن «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان». كأنّ شعـار «الإخوان للمسلمين» في الانتخابات «نحمل الخير لمصـر»، قد تحوّل ليصير «نحبس الصحافيين في مصر»، يقول جمال عيد مدير الشبكة.
يحمل التقرير عنوان «جريمة إهانة الرئيس... جريمة نظام مستبد». ويقارن التقرير بين وضع الحرية في عهد مرسي، ووضعها في عهد كلّ رؤساء وملوك وسلاطين مصر، منذ نهاية القرن التاسع عشر وصولاً إلى عهد حسني مبارك. ويلحظ التقرير أنّ مجموع البلاغات بتهمة إهانة مرسي، تجاوز عدد كلّ قضايا إهانة السلطة، منذ استخدامها للمرّة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر. ومنذ العام 1897 وحتى تولي مرسـي مهام منصبه (115 عاماً)، طـالت تلك البلاغات 23 متهـماً، موزعين على 14 قضية. في حـين بلغ عدد القضايا نفسـها خلال فترة حكم الرئيس مرسي (200 يوم فقط)، 24 قضية وبلاغاً، ضمت 23 متـهماً أيضاً.
ويعود تاريخ أوّل حكم أصدرته المحاكم المصرية ضدّ حرية الرأي والتعبير، إلى شهر نيسان من العام 1909. وقد صدر الحكم في حينه، بتهمة «إهانة الذات الخديوية»، عن محكمة السيدة زينب الجزئية. وكان «المتّهم» الصحافي الكبير أحمد حلمي ــ جدّ الشاعر صلاح جاهين. وحكم حلمي بالسجن لعشرة أشهر، وبتعطيل جريدته «القطر المصري» لستة أشهر. وبحسـب التقرير، فإنّ تهمة «إهانة الرئيس»، تصدّرت قائمة التهم الموجّهـة ضدّ حريّة الرأي في تاريخ مصر الحديث، خلال عهد مرسي، رغم قصـر مدّته. وحلّ الملك فاروق، آخر ملـوك مصر، والذي حكـم البلاد 16 عاماً، في المركز الثاني، بعدد سبع ملاحقـات، بتهمة «إهانة الذات الملكية». وجاء حسني مبارك في المرتبة الثـالثة مع أربع قضايا، ضمّت ستة متهـمين خلال ثلاثين سنة من حكم مصر، ثم الخديوي عباس حلمي الثاني مع ثلاث قضايا وستة متهمين، خلال فترة حكم 22 عاماً.
يعلّق جمال عيد على التقرير قائلاً: «فوجئت جماعة «الإخوان» بحجم المعارضة، وأصابها الرعب من الإعلام الذي يكشف كلّ شيء، في حين أنّهم اعتادوا على ثقافة السمع والطاعة، لذلك يحاربون الصحافة بهذا الشكل غير المسبوق». ولكن من سينتصر في هذه المعركة بين نظام مرسي والصحافيين. يردّ عيد: «حرية الصحافة باقية والرؤساء زائلون، هذا ما علمنا إيّاه التاريخ».

مصطفى فتحي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...