مرصدٌ يبحث عن «حقيقة الوجود»

17-06-2016

مرصدٌ يبحث عن «حقيقة الوجود»

بعد عشرات السنوات من التكهنات، تتجه الأنظار الى مرصد «غرافيتي» لحسم فرضية وجود ثقب أسود هائل الحجم في قلب مجرة درب التبانة التي تقع فيها مجموعتنا الشمسية. بدأ المرصد بالعمل قبل بضعة أسابيع واستغرق تصميمه أكثر من عشر سنوات ليجمع الصور التي تلتقطها أربعة تلسكوبات كبيرة منصوبة في صحراء «أتاكاما» في تشيلي.
تشكّل الثقوب السوداء أجرامًا فضائية ذات كتلة كبيرة جدًا تجعل جاذبيتها قوية الى درجة أن الضوء نفسه لا يفلت منها. وقد تكون هذه الثقوب السوداء ذات كتلة أكبر من كتلة الشمس بملايين أو مليارات المرات، لكنّها عادة ما تكون مركّزة في حجم صغير. والثقوب السوداء نوعان: النجميّ الذي يتشكل عند انتهاء حياة نجم، أو الفائق الضخامة الذي سيعمل «غرافيتي» على التثبت من وجوده في قلب مجرتنا.
يقول المسؤول عن المشروع فرانك ايزنهاور: «بدأت هذه النجوم السوداء تتشكل في وقت مبكر من عمر الكون، مع بدء تشكل المجرات وهي تنمو منذ نحو عشرة مليارات سنة» مضيفًا: «سنعرف ما ان كانت نظرية النسبية العامة لأينشتاين صالحة في جوار الثقوب السوداء». يشير ايزنهاور إلى ان «الجاذبية تحكم كل الكون، والبحث عنها هو البحث عن حقيقة الوجود».
ستتوجه أجهزة «غرافيتي» نحو قلب مجرة درب التبانة التي تقع فيها مجموعتنا الشمسية، بحثًا عن ثقب أسود أطلق عليه العلماء اسم «القوس أ». يقع هذا الجرم على بعد 24 ألف سنة ضوئية من شمسنا، وهو ذو كتلة أكبر من الشمس بأربعة ملايين مرة. ويسعى العلماء إلى إثبات أن هذا الجرم هو ثقب أسود بالفعل.
بلغت نفقات مشروع «غرافيتي» الأوروبي عشرة ملايين يورو، ويعمل فيه فريق دولي من العلماء والمهندسين والتقنيين، بإشراف معهد «ماكس بلانك» للفيزياء الفضائية. وبرغم كل هذه الجهود والتقنيات، لا يستطيع الإنسان ان يحصل على صورة للثقب الأسود، لأنه يبتلع كل شيء حوله بما في ذلك الضوء.
يقول عالم الفضاء في مرصد باريس غي بيرين لوكالة «فرانس برس»: «سنحصل على صور للنجوم القريبة، وعدم الحصول على صورة لهذا الجرم يعني انه فعلا ثقب أسود». وسيساهم «غرافيتي» أيضًا باختبار صحة عدد من النظريات في ظل حقول مغناطيسية قوية جدًا.


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...