مسلسل «زمن العار» يتناول أزمة الطبقة الوسطى في سورية

11-02-2009

مسلسل «زمن العار» يتناول أزمة الطبقة الوسطى في سورية

يحاول مسلسل (زمن العار) وضع العديد من القضايا على طاولة النقاش كما أكدت مخرجته رشا شربتجي التي شرعت في تصويره منذ شهر في دمشق وهو من تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير بينما أكدت شركة (عاج)، وهي الجهة التي تقف وراء انتاجه، أن المسلسل «يتضمن مواجهات صريحة مع سلالم القيم المتشابكة في الحياة العربية الراهنة، وكل المفاهيم المختلطة تحت لافتة الحداثة المعاصرة وبما يجعل الجميع يقفون في حيرة أمام السؤال الضمني الذي يلقيه المسلسل علينا بقوة: ما العار..؟ وأين يكمن هذا العار..؟ وما منابعه ومصباته في حياتنا؟.
 فيما مضى وعندما كانت الحياة بسيطة وغير معقدة كان مفهوم العار محدداً وواضحاً ولم يكن أحد يحاول تفسيره وفتح نوافذ جديدة أمامه وغالباً ما كان يرتبط بالمرأة وهي رمز الشرف وعنوان العار وكم من عائلات هُدم كيانها من وراء (هفوة) أو (شهوة) أو عاطفة نبيلة تحولت إلى خطيئة وبالتالي إلى العار.
كانت المرأة هي (العار) يمشي على قدمين وربما ما زالت كذلك في مناطق عدة من عالمنا العربي ولكن الخضات والأزمات الاجتماعية الحادة التي تعرض لها المجتمع العربي ومنذ أكثر من عقدين غيرت قواعد اللعبة بعض الشيء وأزاحت عن كاهل المرأة بعض تبعات قرون طويلة من الظلم والظلام.
يتناول (زمن العار) أزمة الطبقة الوسطى في سورية والوضع الاقتصادي المتردي لقطاعات واسعة من الناس من خلال عائلة (أبو منذر) يلعب دوره خالد تاجا والتي تنتمي إلى شريحة الموظفين وفي هذه العائلة فتاة (بثينة، تلعب دورها سلافة معمار) أتمت الدراسة الثانوية، وفاتها قطار الزواج حتى أصبح عمرها 32 عاماً ونذرت نفسها لخدمة أمها المريضة وإدارة شؤون المنزل حتى نسي أفراد الأسرة الآخرون أنها إنسان وأنها أنثى وألقوا بأحمال خدمتهم على كاهلها كما لو أنها لم تخلق إلا للعناية بهم وتأمين متطلباتهم.
تقع بثينة في مشكلة عاطفية حيث تعجز عن مقاومة غواية (جميل) زوج صديقتها (يلعب دوره تيم حسن) وتمضي الغواية بها إلى حدود الزواج العرفي وتكون نتيجة هذا الزواج السري الحمل حتى دون علم جميل نفسه فيدفعها الخوف من الفضيحة إلى قطع علاقتها به وطلب المساعدة من زوجة أخيها وحين تنجح بالعودة إلى حياتها الطبيعية يأتي رحيل والدتها عن الدنيا ليلقي بها وبسرها تحت الأضواء وأمام الجميع وأمام دوي الفضيحة الهائلة لا تجد بثينة مخرجاً سوى الهرب لتواصل رحلة عذاباتها بعيداً عن أفراد أسرتها الذين يواصلون مشاريعهم ويتظاهر كل منهم بأنه منشغل في حماية العائلة من العار فالأب يعاني أزمة ضمير لتسببه بوفاة زوجته والشقيق موظف مرتش ورغم ذلك يسعى للانتقام من (بثينة) غسلاً للعار والأخت تواصل تخبطها في علاقة شائكة مع شاب غارق في التبعية لابنة أحد المتنفذين الكبار.
كما يتضمن العمل العديد من الشخصيات الأخرى التي تحاول المعايشة مع أزماتها ومنها شخصية (يوسف يلعب دوره بسام كوسا) بائع الكتب المستعملة على أرصفة دمشق والذي أنقذ بثينة من الانتحار وينقلها إلى بيته حيث والدته المريضة وابنه اليافع.
(زمن العار) مسلسل تلفزيوني يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل العار في فقدان الفتاة عذريتها؟ أم إن العار يتجسد في الرشوة والفساد اللذين تغلغلا في عقولنا؟ هل العار في عجزنا وقلة حيلتنا في زمن لا يرحم الضعفاء الذين يحاولون البقاء في صف الإنسانية؟ ويشارك في المسلسل إضافة إلى أسماء الممثلين الذين سبق ذكرهم عدد من نجوم الدراما السورية وأبرزهم: السيدة منى واصف، سليم صبري، سمر سامي، مكسيم خليل، ديمة بياعة، نادين تحسين بيك وسواهم، ويشرف على العمل درامياً مروان ناصح وفنياً بسام كوسا.

محمد أمين

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...