من هو (كارل روف) مهندس عقل بوش

20-10-2006

من هو (كارل روف) مهندس عقل بوش

الجمل:  كارل روف، من أكثر الأسماء المثيرة للجدل في البيت الأبيض الأمريكي، يطلق عليه الأمريكيون ألقاباً عديد، منها: (الولد العبقري)، (المهندس)، (عقل بوش)، وآخرها (الزهرة المقرفة).
ثارت ضجة كبرى في الأوساط السياسية الأمريكية حول الدور الوظيفي الذي يقوم به كارل روف في التأثير على أفكار وآراء وقرارات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، على النحو الذي جعل البيت الأبيض الأمريكي يقع بالكامل تحت (قبضة) كارل روف.
بدأ كارل روف حياته السياسية في الحزب الديمقراطي، ثم تحول لاحقاً إلى الحزب ال جمهوري، شأنه في ذلك كسائر أعضاء جماعة المحافظين الجدد.
في انتخابات عام 2004م، التي أبقت جورج دبليو بوش في رئاسة الولايات المتحدة، وضع كارل خطة استراتيجية أطلقت عليها تسمية (خطة الـ30 عاماً)، وهدفها الإبقاء على سيطرة الحزب الجمهوري على أمريكا لفترة الثلاثين عاماً القادمة.
خبرة كارل روف في إدارة الحملات الانتخابية تعود إلى عام 1970م، عندما كان عمر كارل روف آنذاك 19 عاماً فقط، وذلك عندما قام بتزوير (كتاب رسمي) يحمل العنوان والأختام والتوقيعات المطلوبة، صادراً –بالافتراض- من آلان ديكسون عضو الحزب الديمقراطي بولاية ألينوي، يقول عدة أشياء منها: (بيرة بالمجان، طعام بالمجان، صبايا ولحظات حلوة بالمجان، ومقابل لا شيء).. الأمر الذي أدى إلى جعل المراهقين يتدافعون ويقدمون أصواتهم الانتخابية تأييداً ودعماً لآلان ديكسون.
وقد كتب كارل روف لاحقاً بعد ذلك بعدة سنوات معترفاً بهذه الواقعة قائلاً: (لقد كنت في التاسعة من عمري، واستطعت حينها أن أدخل ضمن مسيرة البهرجة السياسية..)
كذلك اشترك كارل روف بقوة في حملة ريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الراحل، على النحو الذي دفع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية آنذاك، جورج بوش الأب، إلى الاهتمام بـ(مواهب) كارل روف ورعايتها.
يعتمد كارل روف في كل استراتيجياته على تطبيق الخداع والابتزاز وشن الحروب (القذرة) ضد الخصوم.
والجدير ذكره أن كارل روف في استراتيجياته لا يميز بين الخصوم والأصدقاء، فهو يعمل من أجل التخلص من الجميع، وفقاً لاعتبارات المصلحة بحيث يستبقي الخصوم أحياناً ويتخلص من الأصدقاء.
ويُقال: برغم العناية والرعاية والدلال الذي أحاط به الرئيس الراحل نيكسون، كارل روف، إلا أنه لعب دوراً رئيسياً في كشف فضيحة (ووترغيت)، التي أطاحت برئاسة وحياة نيكسون، كذلك يقال بأن لكارل روف دوراً خفياً –لم ينكشف حتى الآن- في فضيحة مونيكا لوينسكي التي هزت عرش الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون.
كذلك تقول بعض التقارير بأن المنافسة كانت محتدمة داخل الحزب الجمهوري حول اختيار من يكون مرشح الحزب لرئاسة أمريكا، جورج دبليو بوش، أم جون ماكين.. ويُقال: إن كارل روف قد قام بتزوير المستندات التي سببت فضيحة كبرى لمنافس بوش داخل الحزب، وتمثلت في إلصاق تهمة تبني طفل غير شرعي بشكل يخالف القوانين الأمريكية، الأمر الذي أدى لهزيمة جون ماكين في انتخابات الحزب الجمهوري.
يرتبط كارل روف بصلة وثيقة وروابط قوية مع إسرائيل والزعماء الإسرائيليين، ومن أبرز المؤشرات الدالة على ذلك:
• أعلن جيم ماكريفي حاكم ولاية نيوجيرسي عن الحزب الديمقراطي، والذي كان معادياً لإسرائيل، استقالته بسبب انكشاف فضيحة ممارسته للشذوذ الجنسي مع أحد الإسرائيليين.. ويُقال بأن كارل روف قد حصل على المستندات التي توثق هذه العلاقة الشاذة بالصور، وقام من ثم بابتزاز حاكم الولاية، الذي امتثل للأمر، وقرر الاستقالة من منصبه مفسحاً المجال لمرشح الحزب الجمهوري لكي يسيطر على المنصب.. وما تجدر الإشارة إليه هنا، كيف حصل كارل روف على الوثائق ، ومن الذي قدم له هذه الوثائق.
• استطاع جهاز المخابرات السوفييتية (كي.جي.بي) السابق، تجنيد عدد كبير من اليهود الروس، ودفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل، حيث حصلوا على الجنسيات الإسرائيلية، وتغلغلوا في جهاز الموساد الإسرائيلي وسافروا إلى أمريكا، واندمجوا ضمن اليهود الأمريكيين، وحصلوا على الجنسيات الأمريكية، ثم تغلغلوا داخل الأجهزة الرسمية الأمريكية، وقد أكدت التقارير التي بعث بها هؤلاء، إلا أن كارل روف ناشط داخل شبكة عملاء الموساد بأمريكا.
يقول الجميع في واشنطن حالياً بأن قدرات كارل روف وعملياته (الخفية) و(اللاأخلاقية) هي المسؤولة وحدها عن إبقاء الرئيس جورج دبليو بوش في منصبه حتى الآن، وبرغم المهارة الفائقة، فقد سقط ووقع كارل روف في شر أعماله، وذلك عندما حاول الانتقام من أحد خصومه، بأن قام بتسريب معلومات حول هدية زوجة خصمه التي تعمل في وكالة المخابرات الأمريكية.. وكانت المفاجأة، عندما نشرت الصحيفة المعلومات ونسبت المصدر إلى كارل روف، مضيفة أسماء الشهود والمستندات التي تؤكد بأن كارل روف هو المصدر الأصلي لمعلومات الصحيفة.
وحالياً، يواجه كارل روف إحدى المحاكم الأمريكية بتهمة كشف أسرار الأمن القومي الأمريكي.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...