منوعات التلفزيون السوري في قفص الاتهام
يحظى النقاش حول برامج الفضائية السورية والقناة الأولى الرسميتين بمساحة كبيرة في أحاديث العامة في سورية. وعلى رغم اشتداد حمى النقاش بين المتحاورين عندما يتعلق الأمر بمواضيع البرامج وكيفية تقديمها، فإن الغالبية تتفق على أنها محصورة في خانة ضيقة، وأنها تقدم بطريقة مملة ورتيبة وجامدة، ما دفع المشاهد السوري للهروب إلى شاشات أخرى. وهكذا تحولت الشاشة السورية بالنسبة الى غالبية المشاهدين السوريين إلى شاشة ثانوية يلجأ إليها المرء عندما يتعلق الأمر بمتابعة مسلسل شامي يروي قصة اجتماعية مثيرة.
وعلى رغم القفزة التي حققها التلفزيون السوري في طريقة تعاطيه مع الأحداث والظواهر الاجتماعية وإضافة تغيرات على البرامج المنوعة، إلا إنه لم يستطع استقطاب الجمهور إلى برامجه الجديدة لا سيما برامج المنوعات منها. ويستثنى من ذلك برنامج «غداً نلتقي» الذي حافظ على نسبة مشاهدة عالية في ظل التنافس المحتدم بين البرامج، علماً أن هذا البرنامج في استراحة على أن يعود بحلة جديدة لاحقاً.
وتؤكد المخرجة سهير سرميـنـي، مديـرة القنـاة الأولى في التلفزيون السوري أن «تحضيرات تجرى لإعادة برنامج «غداً نلتقي» من خلال تكليف فريق عمل جديد بإعداده وإخراجه وتجديده على مستوى الشكل والمضمون». و «تأتي هذه الخطوة بعد مرور عام على انطلاقة القناة الأولى في شكلها البرامجي الجديد»، على حد تعبير سرميني.
ويرى المشاهد إن البرامج المنوعة «أحلى غنية» و «صوت الموسيقى» و «دندن معنا» و «ضي القناديل» التي تعرض على قنوات التلفزيون السوري ما هي إلا برامج تقليدية «لم يتغير فيها شيء سوى الوجوه المعدة والمقدمة التي تسترسل في الكلام وكأنها في حالة ثبات عاطفي» كما تقول عبير إسماعيل (موظفة في إحدى الجهات الرسمية). يضاف إلى ذلك رتابة الأستوديو والفواصل بين الفقرات وعرض صور لا تتناسب مع طبيعة البرنامج كأن يظهر على اللقطات دمية والى جانبها كُتبت تعليقات مضحكة.
من هنا يطالب كثر بضرورة تقديم برامج نوعية مسلية ومفيدة في آن كما يفعل كثير من المحطات العربية. ويـسأل نجوان بركات (طالب في قسم الاقتصاد): «لماذا لا يكون هناك أكثر من برنامج ترفيهي متميز يمكّن المشاهد من المشاركة في المسابقات لا أن يجد نفسه مضطراً للاتصال بقناة «روتانا» أو غيرها؟».
ولا بد من «التركيز على البساطة والعفوية في تقديم البرامج المنوعة لا على أثاث الأستوديو وأناقة المذيعات التي لا تتناسب وروح العصر» كما يقول كفاح العلي (موظف).
وفي هذا السياق أجرت مواقع سورية استبيان حول البرامج المنوعة التي حلت بدلاً من «غداً نلتقي»، طالبت فيه غالبية المشاركين بضرورة إعادة هذا البرنامج مع إضفاء بعض التعديلات عليه، ولعل ابرزها عدم تقديمه من قبل مذيعات لا يفقهن شيئاً في عالم الموسيقى. ويضيف رامي: «يجب الابتعاد عن التصنع في الاندماج مع ما يقدم من أغانٍ من قبل بعض المذيعات، فما إن تبدأ الأغنية حتى يسبقن المطربة بالدندنة حتى ولو كن لا يعرفن كلمة من تلك الأغنية».
عفراء محمد
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد