مواهب واعدة في ختام المرحلة الأولى من مدرسة الفن المسرحي بدار الفنون
قدم 12 شابا وشابة أمس في دار الفنون ثمانية عروض مسرحية كانت حصيلة ثلاثة أشهر من الدراسة هي عمر الدورة الأولى لمشروع "مدرسة الفن المسرحي" الذي تعمل عليه الدار إلى جانب نشاطات وأنواع ثقافية أخرى.
واستطاع المسرحيون الشباب تقديم وجبة مسرحية متنوعة في المضمون وقريبة من الشكل الواقعي من خلال اختيار مجموعة من القصص القصيرة للكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف لمناسبة الذكرى 150 لميلاده فعملوا على تحويلها إلى مشاهد مسرحية جسدوا فيها شخصيات متبدلة وغنية ومبنية بدقة عالية في الوقت نفسه حيث قدموا "أغافيا" مع سبق الإصرار "المغفلة" تواريخ حية في البيت الريفى "فانكا" مغنية الكورس "المتمارضون".
وجاءت العروض الثمانية على هيئة امتحان لما تعلمه الطلاب خلال ثلاثة الأشهر الماضية بمشاركة الجمهور الذي يشكل عنصرا مهما من عناصر العرض المسرحي.
وقال سمير عثمان الباش المشرف على المدرسة لوكالة سانا إن مشروع مدرسة الفن المسرحي يؤدي دورا رديفا للمعهد العالي للفنون المسرحية مشيرا إلى أن هذه المدرسة تشتمل على منهاج دراسي مكثف وهو في طريقه إلى أن يكون أكاديميا.
ورأى الباش الذي يدرس مادة التمثيل في المعهد العالي ومدرسة الفن المسرحي أن دوره في المدرسة يتكامل مع باقي المدرسين الذين تم اختيارهم بناء على تجربتهم وخبرتهم التي يستطيع أن يفيد منها المشاركون.
أما الطلاب وفق ما قال الباش فليس بالضرورة أن يكونوا من خريجي المعهد العالي أو أكاديميين إذ يكفي أن يملكوا بذور الموهبة وحب التمثيل وإلا تعوقهم أي مشاكل فيزيولوجية أو سيكولوجية عن أداء هذا الفن.
ويضيف الباش أن الطلاب المتأهلين إلى الدورة الثانية ربما لن يكونوا نجوما في التمثيل إلا أنه يكفي أن يلمع من بينهم اسمان أو ثلاثة ليكون المشروع ناجحا إذا ما تمت مقارنته بالمعهد العالي الذي يخرج من 10 إلى 15 فنانا موضحا أن الدورة الثانية ستشهد مستوى متقدما وستتم مضاعفة المعلومات النظرية والعملية للمشاركين .
وخلال الدورة الأولى كان 20 مشاركا يتلقون كل أسبوع نحو 12 ساعة من الدراسة النظرية والعملية لأصول التمثيل إلا أن 12 شابا وشابة منهم تأهل للدورة الثانية بناء على تقييمات المشرفين.
ورأى الباش أن الشباب السوري يملك الكثير من الطاقات الإبداعية التي يمكن استثمارها داعيا المخرجين والمنتجين إلى متابعة ما يقدمه طلاب مدرسة الفن المسرحي ولاسيما بعد أن وجد فيهم حماسة ورغبة في تأكيد هويتهم الفنية ومقدرتهم على أداء أدوار فنية صعبة يدفعهم إلى ذلك محبتهم لهذا الفن.
بدورها قالت رحاب ناصر صاحبة دار الفنون إن مشروع مدرسة الفن المسرحي واحد من المشاريع التي تقوم بها الدار إلى جانب نادي ترويج الثقافة العربية ونشاطات فنية وثقافية أخرى كان أخرها ورشة العمل الفنية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في حلب.
وأضافت ناصر أن دار الفنون تهدف لأن تكون منبرا ينشر الوعي الثقافي والفني ليس في دمشق وحدها بل يمتد إلى باقي المحافظات وخارج سورية مشيرة إلى أن الدار تعتزم قريبا المشاركة بعرض مسرحي في ألمانيا.
من جانبه قال الدكتور نديم معلا الذي أشرف على تعريف المشاركين بأصول التمثيل نظريا أن مشروع مدرسة الفن المسرحي يفتح نافذة على تجارب فنية خارج التجارب الرسمية مضيفا أنه لا يمكن الحكم على هذه المشروع منذ البداية ولكن الطاقات الشابة التي جاءت مدفوعة برغبة "الهاوي" تنبئ بنجاح هذه التجربة ويأتي دور المدرسة أساسيا في صقل الرغبة وتشذيبها وتأسيسها على أسس علمية.
وأشار معلا إلى أن التأسيس النظري والعملي الذي تقدمه المدرسة يشكل عنصرا تمهيديا لمن يريد الدراسة في المعهد العالي أو احتراف التمثيل.
بدوره قال الخبير الروسي فيودور بيريفيرزيف الذي أشرف على تعليم المشاركين أصول الإلقاء المسرحي إنه رغم إعطاءه للطلاب درسين أسبوعيا وهذا شيء قليل بمادة الصوت المسرحي إلا أن حماسة المشاركين كانت دافعا قويا له ليقدم لهم أكثر ما أستطيع.
وأوضح بيريفيرزيف أن النقطة الإيجابية في مشروع مدرسة الفن المسرحي أن معظم الطلاب المشاركين لا يملكون خلفية مسبقة عن فن التمثيل فكان من الأسهل أن نبدأ معهم من مرحلة الصفر ونعلمهم هذا الفن من الأساسيات والمبادئ الأولية.
وقال الطالب إيهاب شعبان الذي مازال يدرس في المعهد الهندسي أفدت كثيرا خلال الدورة الأولى ولاسيما فيما يتعلق بأداء المونولوج وكيفية التعامل مع الجمهور مضيفا أنه رغم أن لدي تجربة بسيطة سابقا إلا أنني لم أكن أشتغل على النص ولم أكن أعير الجمهور اهتماما والآن بدأت الأمور تتضح أكثر بالنسبة إلي.
أما الطالبة إيمان خضور فترى أن المدرسة تحقق توازنا بين الدراسة العملية والنظرية وتقدم للدارس معلومات وافية عن فن التمثيل يستطيع الموهوب أن يطور قدراته ليؤدي دوره بالشكل الأمثل.
باهل قدار-سانا
إضافة تعليق جديد