نحن لا نلوح.. إننا نغرق
كان الشعب يجاهد في السباحة والعوم فوق أمواج الأسعار، بينما الحكومة تتشمس على بلاج «اقتصاد السوق» ووزير الإعلام يغني لها: دئو الشماسي على البلاج.. دئوا.. دئوا (من دقّ يدق دقاً).. والشعب يجاهد في الاستمرار بالعوم ضد التيار الذي كان يغمره حيناً ثم يطفو فوقه أحياناً رافعاً يده لحكومة البلاج التي كانت تظن أن الشعب يلوح لها فترد التحية بأحسن منها.. وبعد لأيٍ ، لم تهضم الأمواج الشعب فقذفته إلى الشاطئ مغمى عليه.. هرعت الحكومة نحو الغريق بقلق واضح: وزير النفط يحمل له كأس مازوت بينما وزير الصحة يدلك له جسده بالكريمات الواقية، ووزير المالية يطمئنه إلى عزم الحكومة على رفع راتبه، ووزيرة الشؤون الاجتماعية تحمل له حزمة مساعدات من المعلبات...
فتح الشعب عينيه قليلاً وطلب الماء: ما.. ما.. ولم يكمل طلبه لأن رئيس الحكومة صرخ بوزير النفط: ألا ترى أنه يطلب المازوت؟! فقال وزير النفط: لا أستطيع يا معلمي قبل أن يأخذ قسائمه من وزارة الداخلية.. وحصل هرج ومرج واختلاط في حلول الإنقاذ وتأجلت المشاورات إلى اجتماع اليوم الثاني.. وعندما عادوا إليه في اليوم التالي كان الشعب مازال مغمى عليه ووزير الثقافة يجلس بقربه منتحباً وهو يغني: سكابا يا دموع العين.. سكابا..
نبيل صالح
الداخلية تحدد أماكن استلام قسائم المازوت في المحافظات والقرى والبلدات
إضافة تعليق جديد