هكذا يرى العالم أزمة أميركا: القوة العظمى شلّت نفسها
بالنسبة إلى الكثيرين خارج الولايات المتحدة، عادة ما تحتاج الديموقراطية الأميركية إلى حك الرأس لفهمها. فلماذا مثلاً تختلف القوانين بين ولاية وأخرى؟ وكيف يمكن لمرشح رئاسي كسب أكبر عدد من الأصوات ولكنه يخسر في الانتخابات؟ أليس إغلاق المؤسسات الفدرالية للحكومة الاميركية، مرتبط تماماً بمفهوم غالبية الأصوات؟
ولكن عندما تكون الحكومة المشرفة على أكبر اقتصاد في العالم في حالة شلل، والجيش الأكبر في العالم ينتهي معلقاً في رقبته لافتة «مغلق للحصول على عمل»، حك الرأس يتحول إلى هز رأس وخوف من العواقب العالمية على المدى الطويل بعد إغلاق المؤسسات الفدرالية، ناهيك عن تقصير الحكومة الأميركية.
تناولت الصحف الأجنبية موضوع الأزمة الأميركية بشكل واسع، حيث عنونت صحيفة «در شبيغل» الألمانية «قوة عظمى شلّت نفسها». أما في صحيفة «الإندبندت» البريطانية، فكتب ديفيد بلانشفلاور، وهو عضو سابق في لجنة السياسة المالية لـ«مصرف بريطانيا»، أن «الأميركيين يعطسون، والبريطانيين يصابون بالإنفلونزا».
صحيفة «نيوز» المكسيكية، اندهشت من احتمال تعطل العمل الحكومي في الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس، إن المسؤولين الأميركيين «يواجهون ما لا يخطر ببالهم من الإغلاق الحكومي، لأنهم يتشاجرون على إنجاز غير منطقي لتمديد التمويل عشرة أسابيع إضافية».
وفي تعليق نشر أمس الأول، تحت عنوان «جيفرسون، استيقظ. لقد أصبحوا حمقى!»، عرضت صحيفة «لوموند» الفرنسية درساً في تاريخ أصول الحكومة الأميركية المنقسمة.
وقالت «لوموند»، «تأسست هذه الجمهورية على رأي غالبية من الوسطيين من كلا الحزبين الرئيسيين في البلاد»، مضيفة أنه «على مر السنين، هذا قد توقف. الديموقراطية الأميركية تعمل من أسوأ إلى أسوأ».
أما صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية الفرنسية، فكتبت تعليقاً يقول إن إغلاق الحكومة الفرنسية لأبوابها كان تخيلاً مستحيلاً. وأضافت إن «الفكرة القائلة بأنه في تاريخ معين، وفي وقت معين، بين ليلة وضحاها، قد تكون الدولة مقطوعة جزئياً، لا يمكن تصورها. هذا خيال علمي، أو جنون».
صحيفة «آيرش التايمز» الإيرلندية، حاولت رسم خط مواز بين جمود الحكومة الأميركية، والاستفتاء المقبل على إلغاء مجلس الشورى في إيرلندا. وأوضحت إن «المعركة الجامدة بين الكونغرس والرئيس التي وصلت إلى طريق مسدود، تعكس واحدة من مخاطر النظام حيث مركز النفوذ، فكل من يدّعي الشرعية الديموقراطية، يمكنه أن يعقد الآخر في الاختيار. والنتيجة واحدة: تعطيل كامل».
من جهتها، حذرت وكالة أنباء الصين الجديدة، السياح المتوجهين إلى الولايات المتحدة من أن «أماكن شعبية، كالحدائق والمعالم الوطنية في واشنطن، قد تكون مغلقة»، متجنبة أي كتابة نقدية حول الوضع الحرج في الولايات المتحدة.
وفي روسيا، عنونت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» يوم الإثنين الماضي، التالي «الفيلة يسرقون الحكومة الأميركية».
وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أيضاً، مقالاً بعنوان «الولايات المتحدة تركت من دون حكومة» في رد فعل ساخر على خبر الإغلاق. وجاء في المقال أنه «بالنسبة إلى الامبراطورية الجيدة، فإن هذا النوع من التهريج مخجل. سيتم رفع سقف الدين بالطبع، ولكن صورة الولايات المتحدة قد تضررت مرة أخرى بشكل لا لبس فيه». وعلق على المقال قارئ قائلاً إنه «من الأفضل لأوباما العمل لحل خلافاته مع الكونغرس، بدلاً من محاولة بدء حرب على سوريا».
السفير نقلاً (عن «كريستيان ساينس مونيتور»)
إضافة تعليق جديد