هل يطلق ماضي ماكرون النار على مستقبله كرئيس لفرنسا؟
الجمل- بقلم: Sarah Wildman- ترجمة: وصال صالح:
المرشح الرئاسي للانتخابات الفرنسية إيمانويل ماكرون هو مصرفي سابق في بنك روتشيلد، هذا ما نعرفه عنه ، أما ما لا نعرفه عن الرجل فهي السنوات الأولى من عمره عندما كان طالباً في مدرسة النخبة الفرنسية وهوسه بالاستغلال الجنسي للأطفال. وبينما تُغدق وسائل الإعلام في نشر الأخبار عن القادم الجديد إلى عالم السياسة البالغ 39 عاماً، إلا أن وسائل إعلام المؤسسات تخفي وراء الأكمة حقائق لا تبعث على الراحة بخصوص المرشح الرئاسي المحبوب والمعروف باسم "خيار النخبة".
عندما كان طفلاً في سن المراهقة في إميان، كان ماكرون في صدارة الأطفال الرائعين، عازف بيانو معتبر ومميز، لكنه أيضاً لم يكن عادياً من نواح أخرى، حيث وقع في غرام استاذة الأدب الفرنسي بريجيت تروجينوك التي تكبره بأكثر من 20 عاماً. وكانت تلك المشاعر متبادلة، لكن في الوقت نفسه معقدة، عندما التقيا، كان ماكرون في ال15 من العمر وكانت هي في ال36 من عمرها سيدة متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، وعلى الرغم من نقله بعد ذلك بفترة وجيزة للدراسة في مدرسة هنري الرابع وهي ثانوية مرموقة في باريس، أقسم ماكرون لحبيبته بأنه لا يزال متيماً في حبها ولن يقف في وجهه رادع في سعيه لقلبها "لن تتخلصي مني" قال لها بينما كان يغادر إلى المدرسة الثانوية في باريس، ووفقاً للمجلة الفرنسية باريس ماتش قوله لها "سأعود لآتزوج منك" وقد كان وفياً في وعده: حيث تزوجا في عام 2007.
قصة حبهما بعثت بالبعض لاستنشاق هذا النوع من الحرية، على الرغم من انها غريبة إلى حد ما حتى في فرنسا، حيث للحرية الجنسية "خصوصية" مميزة على خلاف الأعراف الجنسية الأميركية، وتعتبر زوجة ماكرون مستشار غير رسمي ( غير مدفوع الأجر) لحملته، وهو يعتمد عليها بشكل كبير. إحدى الشائعات التي طالت ماكرون حتى انها نُشرت على الانترنت على موقع تدعمه روسيا، بأن ماكرون مثلي الجنس، لكنه نفى ذلك بشدة.
هناك كثير من قصص الحب التي صورت على أنها غير عادية ، نظراً لفارق السن بين الجنسين، زميل لماكرون في المدرسة قال لمجلة لوباريزيان، حتى في المراحل الدراسية الأولى كان يبدو ماكرون بالفعل "أكبر من زملائه بكثير، بدون أدنى شك كان بالفعل على علاقة بمدرسة اللغة الفرنسية".
ماكرون عضو النخبة الفرنسية
ماكرون هو ما يمكن ان يسميه الفرنسيون بالتكنوقراط –يعني انه درس في المدرسة الوطنية للإدارة ، وتعتبرهذه المدرسة الرافد للنخبة لأولئك الذي يذهبون لإدارة البلاد، والتوجه إلى تلك المدرسة يعني أن هناك خيار محسوب، وهي خطوة على الطريق لشغل لمناصب العامة. وماكرون تخرج متفوقاً على صفه عام 2004، لكن بدلاً من أن يدخل فوراً معترك الساسة، ذهب للعمل في مصرف ريتشلد، حيث كان مفاوضاً على صفقة بيع بين شركتي فايرز ونسلة في عام 2012 وهذه جعلت منه رجلاً غنياً، وتختلف تقديرات ثروته على نطاق واسع، و يقدرها معظمهم بالملايين.
"عمل كمصرفي استثماري، ما جعله مكروهاً ،علانية، من قبل نسبة كبيرة من الناس الذين يحبون كثيراً انتقاد المصارف" يقول مارتين ميشيلوت وهو نائب مدير معهد يوربيوم للسياسة الأوروبية في براغ "لكنها حجة مضحكة للناس، لآنهم يقولون ’إنه مصرفي ليس لديه خبرة سياسية وانه لم يتم انتخابه’ لكن في الوقت نفسه، [هم] ينتقدون الناس مثل [فرانسوا] فيلون أو ماري لوبان ممن انتخبوا او كانوا في السياسة طيلة حياتهم".
تجدر الإشارة إلى أن ماكرون عين كمستشار لحكومة هولاند عام 2012 وكان (يحصل على مبالغ ضخمة) وبعد ذلك أصبح وزيراً للاقتصاد في عام 2014 ، وقدم عدداً من الأفكار التي طورها في القطاع الخاص، على سبيل المثال، ناقش موضوع ساعات العمل الأسبوعية ال35 في فرنسا وهذه كانت من "المحرمات" وطرح (إمكانية فتحها لمدة أطول) أيضاً كسر الجمود الذي كان يحيط بالعديد من القوانين الفرنسية التي تفتقر إلى المرونة مثل سن التقاعد والتوظيف والتي تعتبرعوامل مساهمة في الركود الإقتصادي، هو ليبرالي بالمعنى التقليدي ما يعني أنه يؤمن باقتصاد السوق الحرة، خلال حملة هولاند الإنتخابية طرح فكرة فرض 75 بالمئة من الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة وكان رد ماكرون بالقول "إنها كوبا بدون الشمس!".
سؤال ال 64 ألف يورو: هل يمكن أن يفوز ماكرون في الواقع؟
هل سيؤثر ماضي ماكرون، مصرفي روتشيلد، وسنوات شبابه على مستقبله، هل يمكن أن يضر به هذا ويسبب له الأذى –ويساعد ذلك لوبان، فيليب مارليير وهو استاذ السياسة الفرنسية والأوروبية في جامعة "كوليدج أوف لندن" ، يسمي حركة ماكرون ب "المقامرة" على "الديناميكية" والشباب.
مع اقتراب الانتخابات، والتقلب المستمر لاستطلاعات الرأي،الجميع في شك من أمرهم، فيما إذا كان هذا الشاب المقامر سيدفع في نهاية المطاف ليبقى أمامنا نراه، المؤسسة السياسية الفرنسية لم تأخذ بعين الاعتبار المخاطر، أي بمجرد ظهور النتائج الأولية للانتخابات، أصدر رئيس الوزراء الحالي دعوة مخيفة للتسلح وقتال اليمين المتطرف.
عن : Vox. Com
الجمل
إضافة تعليق جديد