واشنطن تغلق السفارة السورية ودمشق تعتبرها مقدمة لتصعيد جديد
في خطوة تطرح تساؤلات حول توقيتها والمغزى منها بعد مرور ثلاثة أعوام على الحرب السورية، اختارت الإدارة الأميركية تشديد ضغوطها الديبلوماسية على دمشق، أمس، مع إغلاقها السفارة السورية في واشنطن بالإضافة إلى قنصليتين، و«طرد» جميع العاملين فيها، وهو أمر حذرت دمشق من أنه سيؤثر على حوالي مليون سوري يعيشون في الولايات المتحدة، معتبرة أنه مقدمة لتصعيد جديد.
وقال مسؤول سوري رفيع المستوى، إنه «رغم أن الخطوة الأميركية غير مفهومة، وتنم عن رؤية سطحية للأمور، إلا أنها مؤشر عن تصعيد محتمل».
وأضاف «أنه سلوك عجيب ينم عن ضيق أفق ديبلوماسي»، كما أنه «مؤشر جديد على قراءة الإدارة السلبية للتطورات في سوريا». ولم يستبعد المسؤول «وجود خطوات لاحقة، باعتبار أن قراءتنا للتجربة الأميركية تقود إلى هذا التحليل».
من جهته، حذر المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري من أن الخطوة ستؤثر على ما يقارب مليون سوري مقيم في الولايات المتحدة. وقال، «بالتأكيد ستؤثر على حياتهم وأوراقهم ومعاملاتهم الرسمية»، مبدياً عدم علمه «بخطط أو نيات» لرفع مستوى تمثيل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في واشنطن.
وفاجأت الخطوة على ما يبدو الديبلوماسية السورية، التي كانت تراهن حتى اللحظة على إبقاء خطوط اتصال مفتوحة أو ممكنة التنشيط مع واشنطن. وربط أحد المقربين من الخارجية السورية الخطوة «بمحاولة عرقلة الانتخابات الرئاسية المحتملة في حزيران المقبل» عبر منع القنصليتين في ميتشيغن وتكساس، كما السفارة في واشنطن، من فتح باب التصويت، فيما رأى آخرون أن «ربط الخطوة بتعيين المبعوث الجديد لواشنطن في سوريا دانيال روبنشتاين، باعتباره أكثر تشدداً، كما تطورات القرم في أوكرانيا ممكن أيضا». إلا أن مسؤولاً سورياً توقع «أن تكون الخطوة مقررة منذ زمن، وأن تتبعها خطوات أخرى في السياق ذاته».
وكانت واشنطن قد أعلنت وقف عمل السفارة السورية في واشنطن وقنصليتيها في ميتشيغن وتكساس، وطلبت من الديبلوماسيين وطاقم العاملين، من غير الأميركيين أو الحاصلين على إقامة دائمة، مغادرة البلاد.
وقال روبنشتاين، في بيان، إن الرئيس السوري بشار الأسد «رفض التنحي وهو مسؤول عن الفظائع التي ارتكبت ضد السوريين»، مضيفاً «قررنا أنه من غير المقبول لأفراد عيّنهم ذلك النظام القيام بعمليات ديبلوماسية أو قنصلية في الولايات المتحدة».
وفيما السفارة الاميركية في دمشق مغلقة منذ العام 2011، فإن السفارة السورية في العاصمة الأميركية تعمل منذ فترة من الوقت من دون سفير، وبمستوى منخفض من الموظفين الذين يقدمون خدمات قنصلية محدودة، إلا أن روبنشتاين أكد أنه «رغم الخلافات بين الحكومات، إلا أن الولايات المتحدة تواصل إقامة علاقات ديبلوماسية مع الدولة السورية كتعبير عن روابطنا الطويلة مع الشعب السوري، وهي الروابط التي ستستمر لفترة طويلة بعد خروج بشار الأسد من السلطة».
وتابع «ستواصل الولايات المتحدة مساعدة أولئك الذين يسعون إلى التغيير في سوريا ووقف المذابح، وحل الأزمة من خلال المفاوضات، من أجل منفعة الشعب السوري».
وجاء في رسالة على موقع السفارة على الانترنت «الرجاء الانتباه إلى أن السفارة السورية لن تتمكن من القيام بأية خدمات قنصلية ابتداء من الثلاثاء 18 آذار العام 2014. نشكركم على تفهمكم».
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، لطلاب في مبنى وزارة الخارجية، إن «القرار اتخذ بسبب عدم شرعية نظام الاسد». وقال إن النظام السوري «يهاجم المدنيين عشوائياً، ولذلك فقد شعرنا بأن فكرة وجود السفارة، مع تمثيل لا نأخذه على محمل الجد هو إهانة، ولذلك أغلقناها. الأمر بسيط».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بيساكي إن هذا الإغلاق قد يؤثر على عدد قليل من الموظفين الديبلوماسيين وعائلاتهم، إلا انها أكدت أن البعثة السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك ستواصل عملها كالمعتاد، في إطار التزامات الولايات المتحدة باستضافة مقر الأمم المتحدة. وكانت واشنطن قد فرضت قيوداً على تحركات الجعفري وحصرتها في منطقة شعاعها 25 ميلا في نيويورك.
إلى ذلك، بدأ الجيش السوري مرحلة جديدة من عملياته في منطقة القلمون الإستراتيجية، وسيطر على مساحات واسعة من بلدة رأس العين القريبة من يبرود، في وقت قتل وأصيب العشرات في دمشق وحمص بتساقط لقذائف الهاون.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد