16 قتيلا و100 جريحا في طرابلس والجيش اللبناني يبدأ خطة انتشار من جبل محسن

10-12-2012

16 قتيلا و100 جريحا في طرابلس والجيش اللبناني يبدأ خطة انتشار من جبل محسن

لم تسهم الهدنة الهشّة التي عاشتها طرابلس السبت الماضي في وضع حد للإشتباكات الدائرة على محاورها التقليدية منذ أسبوع، فيما تبدو المدينة مقبلة على أزمة مفتوحة. ورغم التشاؤم الكبير الذي لف المدينة امس، بدأ الجيش تنفيذ انتشار في مناطق القتال أمس، ابتداءً من جبل محسن. وذكرت مصادر وزارية لـ«الأخبار» ان الجيش سينفذ خطة شاملة في المدينة ابتداءً من فجر اليوم، تنفيذاً لقرار المجلس الاعلى للدفاع الذي انعقد في قصر بعبدا امس. وقالت مصادر المجتمعين إن النقاش الذي دار في اجتماع المجلس الاعلى تمحور حول مسألة رفع الغطاء عن المسلحين، قبل تنفيذ أي خطة امنية. وتحدّث بعض الحاضرين عن مسؤولية الدولة عما يجري، بعدما تُرِكَت المدينة لحالها طوال السنوات الماضية، وتُرِك المطلوبون الذين ينتمي بعضهم إلى تنظيم القاعدة ومتفرعاته ينشطون في المدينة. وذكر احد المسؤولين الأمنيين مثلاً الشيخ حسام الصباغ الذي «كانت استخبارات الجيش تلاحقه منذ العام 2007، بشبهة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، لكنه كان متوارياً عن الانظار، إلا أنه ظهر اليوم وصار المقاتلون يبايعونه اميراً». وتحدّث قائد الجيش بصراحة عن عدم الثقة بما يُقال عن رفع الغطاء عن المسلحين، فيما «نحن نعلم أن سياسييين هم من يمولونهم». وفي نهاية الاجتماع، تم تكليف الجيش بتنفيذ خطة أمنية فوراً لوقف الاشتباكات في المدينة.
 وكان اليومان الماضيان قد شهدا التطوّر الأخطر في امتداد آثار المعارك إلى خارج المحاور التقليدية، بعدما سقطت قذائف في شوارع نديم الجسر وعزمي والكنائس، وأثارت هلعاً وسط أهالي المدينة ودفعت كثيرين إلى النزوح. وقد شهدت محاور القتال في باب التبانة وجبل محسن والقبة والمنكوبين وريفا وسوق القمح والحارة البرانية والشعراني، ليل السبت ـــ الأحد، اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وبلغ عدد ضحايا الاشتباكات حتى عصر أمس 16 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، الى جانب أضرار مادية كبيرة، وحالة الشلل التي حوّلت طرابلس إلى مدينة أشباح.
 كذلك امتدت الاعمال الأمنية إلى منطقة الكورة، حيث اختطف شابان سوريان على طريق أميون ــ بشمزين، واقتيدا إلى طرابلس. وبعد تعرّضهما لضربٍ مبرحٍ، تدخلت استخبارات الجيش ونقلتهما إلى المستشفى الاسلامي في طرابلس.
 التدهور الأمني استمر رغم زيارة وزير الداخلية مروان شربل إلى المدينة السبت. وقد منيت مساعي شربل بالفشل بعدما رفض مسؤولو محاور القتال خارج جبل محسن الإجتماع به، متذرّعين بالوضع الأمني الذي لا يمكّنهم الخروج من مناطقهم. إلا أن مصادر مطلعة أكّدت لـ«الأخبار» أن المرجعيات السياسية لهؤلاء المسؤولين «أوعزت إليهم بعدم تلبية دعوة شربل». كما أبدت الجهات الفاعلة في جبل محسن استياءها من تجاهل شربل لها، ما دفع عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديمقراطي عبد اللطيف صالح إلى اعتبار وزير الداخلية «طرفاً في النزاع، ولسنا معنيين بأي قرار يتخذه».
 لكن الرسالة الأخطر التي حملها شربل كانت تحذيره من توسّع المعارك إلى مناطق أخرى، في إشارة إلى عكار التي تشير تقديرات إلى أن الوضع الأمني فيها يقف على شفير الهاوية. فيما رأت مصادر سياسية مطلعة أن ما يحصل في المدينة «يهدف إلى أمرين: الأول التعمية على تداعيات كمين تلكلخ من قبل المتورطين فيه من قوى لبنانية؛ والثاني محاولة إسقاط الرئيس نجيب ميقاتي في مدينته».
 تطور لا يقل أهمية برز في سياق ما تشهده طرابلس، إذ بعد البيان الذي نسب إلى مشايخ التيار السلفي في باب التبانة، وأبرزهم الشيخان سالم الرافعي وحسام الصباغ، عن أنهم لن يوقفوا المعارك قبل تلبية 3 شروط، أبرزها «إخراج» مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد من جبل محسن، عقد سلفيو المنطقة إجتماعاً كذبوا فيه البيان، وأكدوا أنهم «لم يشاركوا في الإشتباكات». وشدد هؤلاء في بيان حمل توقيع «الشباب المسلم» تلاه الشيخ خالد السيد «أنهم أحرص الناس على أمن المواطنين والبعد عن الفتنة»، مطالبين المسؤولين بـ «إعادة الأمن والإستقرار وسد منافذ الفتنة، والإلتفات إلى حاجات الناس وتضميد جراحهم».
 البيان لم يمنع رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي من التعليق على البيان الأول، بتأكيده أن الطائفة العلوية «لا زعيم لها أو ممثل عنها سوى رفعت عيد»، متهماً الذين يطالبون بإخراجه بأنهم «يقصدون تهجير العلويين من طرابلس لتنفيذ المخطط بإعلان طرابلس إمارة».
 لكن مصدراً سلفياً بارزاً أكد  أن «عدم مشاركة السلفيين في المعارك، لا يعني أنهم سيستمرون متفرجين على ما تشهده المدينة من إعتداءات، خصوصاً بعدما طالت قذائف الهاون ورصاص القنص مناطق آمنة»، متهماً «النظام السوري» بـ «إطالة أمد المشكلة في طرابلس، وهذا كان واضحاً في طريقة تسليم جثث معركة تلكلخ»، مستنتجاً أن «الأزمة السورية قد باتت فعلياً في طرابلس»، وأن «إصرار النظام السوري على تسليمهم على دفعات هدفه إبقاء الملف مفتوحاً ونازفاً».

                                                                                                           الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...