50 ألف حالة تسمم بأطعمة بحرية بسبب الاحتباس الحراري
أكدت دراسات علمية حديثة، أن ظاهرة الاحتباس الحراري، وما يرافقها من تغييرات مناخية، تتسبب في وصول أعشاب استوائية سامة إلى مياه البحار الباردة بشكل متسارع، مسؤولة عن أكثر من 50 ألف حالة تسم نتيجة تناول المأكولات البحرية سنوياً حول العالم.
وأظهرت الدراسات أن 90 في المائة من تلك الحالات لا يتم التبليغ عنها، مما يرفع من مخاطر عدم إدراك الحجم الحقيقي للمشكلة، خاصة وأنها تطال أنواعاً شعبية واسعة الانتشار تشكل الغذاء الأساسي للكثير من شعوب العالم وخاصة في آسيا.
ويبدو أن الخطر الأكبر يأتي من المرض الفتاك المعروف باسم "التسمم السيجاتيري" وهو مرض استوائي يصيب الأسماك التي تتناول أنواعاً من الأعشاب البحرية التي تفرز أنزيمات سامة، وقد بات ينتشر بسرعة خارج نطاقه الجغرافي التقليدي، مع الانتشار المتزايد لتلك الأعشاب في البحار بسبب ارتفاع حرارة الأرض.
وذلك إلى جانب المخاطر الناتجة عن مصادر التلوث التي باتت "تقليدية" في هذه الحالة، كالمخلفات الكيماوية التي ترميها المصانع، ومياه الصرف الصحي للتجمعات السكانية على طول السواحل.
ويطال التهديد بشكل أساسي عشرات فصائل الأسماك التي تقطن الأجراف القارية المحاذية للشاطئ، وخاصة فصائل الباركودا وأسماك الحفش، التي تعتمد في غذائها على الأسماك الصغيرة وأعشاب البحر التي تنمو في مناطق تحولت في الغالب إلى مصب للمخلفات.
ويصيب هذا المرض سنوياً 250 شخصاً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها إلى جانب المئات في دول آسيوية لم تعرف هذا المرض من قبل مثل هونغ كونغ والفيليبين وفقاً للأسوشيتد برس
وقد واجه أطباء تلك الدول صعوبة شديدة للتعرف على ماهية عوارض هذا المرض، حيث كانوا يعجزون عن تقديم أي تفسير لحالات التسمم الشديد والشلل الجزئي التي كانت تقابلهم في المستشفيات.
ورغم أن خطر "التسمم السيجاتيري" معروف في المناطق الحارة حيث يشتهر سكان بعض الجزر الكاريبية بعادة إطعام الأسماك للكلاب أولاً للتأكد من أنها غير سامة إلا أن هذا الخطر يرتدي طابعاً شديد الأهمية مع وصول الأعشاب البحرية المسببة له إلى بحار آسيا وأوروبا.
وقد حذّر العلماء بشدة من المخاطر الهائلة التي تترصد شعوب المناطق الأكثر فقراً في آسيا، حيث تكاد البنى الطبية والحكومية تكون معدومة، داعين إلى أوسع حملة توعية لشرح مخاطر هذا المرض الفتاك فيها.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد