الجمل – ويكليلكس
مزمار الحي لا يُطرِب.. فعلى الرغم من متابعة دبلوماسيي السفارات العربية والأجنبية والمراسلين السوريين لما ننشره من معلومات في دراساتنا السياسية اليومية، فإن أحداً من أقطاب حكومتنا الأشاوس لا يذكر موقع الجمل بكلمة طيبة، بل وإن بعضهم يرغب بإلغائه من على (الشابكة) لعدم انضوائنا ضمن مواقع التمسيح والتلميع والنفاق.
فعلى امتداد السنوات الست من عمره نشر موقع الجمل أكثر من 2500 دراسة وترجمة تتطابق معلومات أغلبها مع ما نشره وينشره موقع ويكليكس من معلومات سرية حول السياسة الأمريكية في المنطقة والعالم، والدليل موجود في أسفل صفحتنا الرئيسية ضمن أيقونة (دراسات) وما عليكم سوى أن تقرؤوا وتقارنوا لتتأكدوا.. لكن ماذا نفعل إذا كان أولاد حكومتنا يفضلون امتطاء السيارات المستوردة بدلاً من السفر على هودج (الجمل) كما كان يفعل أنبياءنا وصحابتهم المنتخبين ؟!
على أية حال فإن «شغبنا» ووثائق ويكليكس تؤكد توصيف شكسبير ل (هذا العالم المجنون الذي يقوده الحمقى) كما تؤكد رؤية المفكر إدوارد سعيد من أن هذا العالم التاريخي قد كونه البشر وليس الرب الخالق، ولهذا حصلنا على كل هذه القذارة التي تلوث حياتنا وتلخص أيامنا.. الأمريكية..
هامش 1: نميز في أسلوب التقارير السرية الأمريكية التي نشرها موقع ويكليكس بين نوعين من الكتاب: أحدهما ينتمي إلى تقنية الفن الروائي الذي يعتمد استقراء الشخصية وتحليلها، والثاني أقرب إلى أسلوب كتاب التقارير الأمنية التسجيلية، وكلا النوعين معتمدين في قبول أعضاء اتحاد الكتاب العرب.. من دون تمييز!؟
هامش 2: في عام 1995 كنا نجلس متحلقين حول أدونيس في مقهى الروضة، كتاباً وباحثين وإعلاميين، وكنا نتندر حول غباء الرقابة وتشددها.. فقال أدونيس: إذا كان الأمر بهذا السوء فلماذا لا تمتنعوا عن النشر في الإعلام الرسمي حتى تحرجوا الحكومة ورقابتها.. وكان جوابي أنه في حال أضربنا يمكن استبدالنا بكتاب التقارير المتقاعدين الذين أتقنوا الكتابة عبر مرانهم الطويل.. وعلى الرغم من ضحك الجميع على الجواب، فقد حصلنا اليوم، بعد خمسة عشر عاماً، على صحف ومواقع يديرها ويحررها النوع الذي ذكرت، وإعلانات الحكومة، الممولة من ضرائبنا، تملأ صفحاتها على الرغم من ضعف مصداقيتها لدى قرائها!؟
نبيل صالح
التعليقات
سؤال
يسعد مساك ياعم نبيل والله
مصداقية نبيل صالح
رد على الجمل
سؤال ع الماشي
ليست المشكلة في المزمار
للأسف الشديد أصبحنا نصدق
مزمار الحي لا يطرب ولا ينطرب
إضافة تعليق جديد