الانتهاء من ترميم قصر الأمير عبد القادر الجزائري بدمر
لن نبالغ لو قلنا- يكاد يكون اول مشروع يقرر ماهي غاية استثماره قبل ترميمه -انه قصر الامير عبد القادر الجزائري الذي كان مفترضاً انتهاء ترميمه فعلياً في الشهر التاسع الفائت حسب المدة العقدية المحددة 14 شهراً بدأت بتاريخ 6حزيران 2006.
ويأتي مشروع ترميم قصر الامير بتمويل من المفوضية الاوروبية ضمن برنامج احياء التراث الثقافي في حوض البحرالمتوسط وبلغت التكاليف الفعلية 900 الف يورو نتيجة الاعمال الاضافية، التي ظهرت ضمن الموقع العام الخارجي حول القصر وذلك بزيادة 100 الفاً عن قيمة العقد الاساسية.
تم الحرص في ترميم القصر بإعادته الى شكله الاصلي مع الحفاظ على ملامحه التي لم تغير أياً من ميزاتها المعمارية ولا الفنية بغض النظر عن مادة الطلاء المستخدمة في الجدران التي تبدو -طلاء حديثاً- وكان الجواب لاستفسارنا حول سبب اختياره ونوعيته انه نفذ بناء على رغبة الجهة المسؤولة بهذا الشكل.
وتم الاهتمام بأرض البستان المحيطة بالقصر وتجميل الموقع العام بزراعة نباتات محلية واضافة بعض الاحواض المناسبة بما ينسجم مع المرحلة الثانية من الموقع المزمع اقامته كحديقة بيئية، وتمهيداً لذلك تقوم الشركة العامة بشق طريق يصل من الطريق العام ملتفاً حول كامل الموقع القصر والمساحة المحيطة به.
وبعد جولة في ارجاء القصر وطوابقه وعليته المميزة بإطلالتها الجميلة استطاع ترميم القصر اسقاط الصور القديمة المأسوية في مخيلتي لما بدا عليه سابقاً.
كان لحواري مع المهندس المحب لعمله باتقان نزار المرادني فرحة النجاح شارحاً اهمية الترميم في انقاذ المبنى على ارض الواقع والذي توزع استخداماته على الشكل التالي: يستخدم قصر الاميرعبد القادر الجزائري مركزاً للتنمية المحلية المستدامة، الجزائري ضمن برنامج تحديث الادارة البلدية بالتعاون بين مفوضية الاتحاد الاوروبي ووزارة الادارة المحلية والبيئة ويتألف القصرمن طابقين ارضي ويضم مكتبة الكترونية وغرفة خصصت كمتحف للامير عبد القادر الجزائري ستقدم اكثر مقتنياته من السفارة الجزائرية، وباقي مجموعة خمس غرف معدة للمعارض التي تخدم برنامج المركز للتنمية المحلية المستدامة مع بهو عبارة عن قاعة متعددة الاستخدامات ويحتوي على حوالي 100 مقعد .
أما الطابق الاول خصص لموظفي البرنامج كقاعة اجتماعات.
لاشك ان هذا الترميم يعد ثمرة ورصيداً اضافياً للمواقع التراثية الثقافية في سورية نأمل ان يكون بادرة لشمول باقي المواقع الآيلة للسقوط، او المهلة بحيث يتم ترميمها واعادة استثمارها بالشكل الذي يليق بها، وبسورية مع كل الشكر للجهات التي اسهمت في تمويل هذا الترميم، وتنفيذه بهذا الشكل الحضاري، وبكل مدلولاته القومية والوطنية خاصة وانه كان منزلاً صيفياً لقائد عربي كبير وهو الامير عبد القادر الجزائري في ضاحية دمر وفي موقع متميز بين نهر بردى وفرع يزيد وله اطلاله رائعة، ولن ننسى توجيه دعوة للجميع لزيارة القصر مع الامل بأن تستفيد الجهات المعنية منه سياحياً.
شذى فلوح
إضافة تعليق جديد