البشير اليوم في القاهرة والدوحة تؤكّد دعوته للقمة
أعلن مصدر في الحكومة المصرية، أمس، أن الرئيس السوداني عمر البشير سيزور القاهرة اليوم، متحدياً للمرة الثانية مذكرة اعتقال صادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي منذ الرابع من نيسان الحالي، بعدما كان قد استقبل في الخرطوم امس رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي جدد دعوته الى القمة العربية في الدوحة الثلاثاء المقبل، واعترف بان قطر تتعرض لضغوط لمنع مشاركة البشير في القمة.
وإذا ما تمت، فستكون هذه الرحلة الثانية للبشير خارج البلاد منذ صدور مذكرة اعتقال بحقه بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور المضطرب، بعدما قام بزيارة خاطفة إلى اريتريا المجاورة أمس الأول. وقد سرّب مصدر حكومي مصري النبأ، موضحاً أن الزيارة ستتضمن لقاء بين البشير ونظيره المصري حسني مبارك.
وكان الرئيس السوداني زار مصر في أوائل آذار الحالي، عشية صدور مذكرة الاعتقال بحقه. لكن التحدي الحقيقي للبشير سيتمثل بالسفر إلى دولة غير متاخمة لأراضيه، بخلاف اريتريا ومصر، وستكون القمة العربية المزمعة في الدوحة يوم الاثنين المقبل، بمثابة اختبار للارادة السودانية.
ونقلت وسائل إعلام سودانية عن النائب الرئاسي السوداني مصطفى عثمان إسماعيل قوله، إن لقاء مشتركا جمعه بوزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير في الرياض يوم الأحد الماضي، بترتيب من المسؤولين السعوديين، من دون أن يدلي بتفاصيل عن اللقاء.
استقبل البشير في الخرطوم أمس، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي نقل إليه رسالة شفهية من الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وتطور مباحثات السلام في دارفور، ومؤتمر القمة العربية، وآخر مستجدات قضية المحكمة الجنائية الدولية.
وسئل الشيخ حمد، بعد لقاء البشير، عما إذا كانت قطر تعرضت لضغوط دولية بشأن مشاركة الرئيس السوداني في القمة العربية، فأجاب «نعم، نتعرض لضغوط من جهات عدة حول مشاركة الرئيس البشير في القمة العربية. لكنكم تعرفون قطر جيدا، نحن قدمنا الدعوة، وزيارتي هي تأكيد للدعوة كرئيس وزراء ووزير خارجية، ونحن في قطر نحترم القانون الدولي وفي الوقت عينه نتشرف بحضور الرئيس البشير إلى قطر بين إخوانه في القمة العربية، ويعود للحكومة السودانية اتخاذ قرار الحضور، أما من جانبنا فكل الاستعدادات (الأمنية) اللازمة بحسب طاقتنا جاهزة، لكن هذا القرار يرجع للحكومة السودانية أولا وأخيرا»، مشيرا إلى أن بلاده لم توقع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
أضاف رئيس الوزراء القطري «إن حكومة قطر أميرا وشعبا تقف مع السودان، وهو ما نعتبره شرفا لنا، ونأمل أن نوفق في قضية دارفور وتحقيق السلام وأن يكون السودان واحدا موحدا». وتناول قضية متمردي دارفور، الذين بدأوا قبيل صدور مذكرة اعتقال البشير جولة مباحثات ناجحة مع ممثلين عن الخرطوم في الدوحة. وقال إن «مبعوثا من الحركة (المتمردة «العدل والمساواة») كان في الدوحة أمس (الأول)، وسيشاركون في المباحثات... وكل الفصائل تقريبا متشجعة للحضور إلى الدوحة»، موضحاً أن تحركات في هذا الشأن ستجري بعد انعقاد القمة العربية.
وجه ايمن الظواهري، الذراع الأيمن لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، نداء إلى السودانيين في تسجيل صوتي من 17 دقيقة بُثَّ على الإنترنت أمس، دعاهم فيه إلى «الاستعداد.. لحرب عصابات طويلة.. لأن الحملة الصليبية ـ الصهيونية المعاصرة كشفت مخالبها عليكم»، وهي تستهدف «إزالة الإسلام من السودان»، عبر «إيجاد تبرير لتدخل عسكري غربي». واعتبر الظواهري أن «النظام السوداني أضعف من أن يدافع عن السودان، وعليكم إذاً أن تقوموا بما قام به أشقاؤكم في العراق والصومال، الذين دافعوا عن بلادهم حين كانت الأنظمة القائمة ضعيفة جدا».
ودعا الظواهري الرئيس السوداني إلى التوبة، قائلاً إن «نظام البشير يحصد ما زرعه»، في إشارة إلى مذكرة التوقيف الدولية التي تلاحقه، وذكّر بأنه «لأعوام طويلة، استمرّ (النظام) في الانحناء والتقهقر أمام الضغط الصليبي الأميركي، وقام بطرد المجاهدين الذين اتخذوا من السودان ملاذاً، وفي طليعتهم الشيخ أسامة بن لادن»، الذي طرده البشير من السودان في العام 1996. وقارن الظواهري بين أداء البشير مع بن لادن، وبين حماية حركة «طالبان» له في أفغانستان حيث سافر بعد طرده.
وتساءل الظواهري «هل سيسلك نظام البشير طريق الإسلام والجهاد ويتخلى عن مناوراته السياسية وحيله الدبلوماسية... التي لم تأتِ ولن تأتيَ سوى بالكوارث والمآسي؟»، مؤكداً أنه مهما «واصل اللهاث خلف الرضا الأميركي»، فلن ينجح في استرضاء الغرب، والدليل صدور مذكرة الاعتقال بحقه. أما الطريقة الوحيدة لينقذ النظام نفسه، فتكمن في التخلي عن «الكلام الدمث» والانخراط في «الجهاد» ضد الغرب.
وفيما أكد الظواهري أنه لا يريد الدفاع عن البشير بأي شكل، اعتبر أن قضية المحكمة الدولية «لا تتعلق بدارفور وحلّ مشاكلها، بل بإيجاد أعذار لمزيد من التدخل الأجنبي في الدول المسلمة في إطار حملة صليبية ـ صهيونية معاصرة». وتساءل «لماذا لم يحاكموا (الرئيس الأميركي الأسبق هاري) ترومان، الذي أمر بقصف هيروشيما وناغازاكي بأول قنابل نووية في التاريخ؟».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد