الجيش السوري يتقدّم في ريفي دمشق وحلب وأردوغان يصف المدافعين عن عين العرب بالإرهابيين
جدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، امس، طرح شروطه للمشاركة في أي حرب دولية على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، وهي إقامة «منطقة عازلة» ومهاجمة النظام السوري من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الاسد. لكنه أضاف تبريراً جديداً لرفض الدعوات الموجهة إلى بلاده للسماح بتسليح مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري الذين يقاتلون في مناطق الشمال السوري وحدهم ضد العصابات التكفيرية، وذلك بحجة أنه «منظمة إرهابية»، فيما كانت الاشتباكات تستعر بين المقاتلين السوريين الأكراد وعناصر «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية.
في هذا الوقت، واصل الجيش السوري تقدّمه في ريفي حلب ودمشق. وسيطر الجيش على مخيم حندرات الفلسطيني قرب قرية حندرات، بعد عملية عسكرية بدأت بقطع خطوط إمداد المسلحين، عبر سيطرته على قرية الجبيلة قرب سجن حلب والسوق الحرة ومنطقة المعامل، ما يفتح الطريق بشكل مباشر للوصول إلى منطقة كاستيللو لإطباق الحصار على المسلحين داخل حلب.
ويمهّد الجيش بذلك لعملية عسكرية مباشرة لفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء، على بعد نحو كيلومترين فقط عن قرية باشكوي التي سيطر عليها مؤخراً.
ويأتي ذلك بعد ساعات من تحقيق الجيش تقدماً كبيراً على المحور الشمالي الشرقي من جوبر في ريف دمشق، على مساحة تمتد من كراجات البولمان إلى جسر زملكا، مروراً بجامع طيبة الذي كان معقلاً لـ«جيش الإسلام». وأدّى هذا التقدم إلى قطع خطوط إمداد المسلحين من الغوطة الشرقية الى جوبر، الملاصقة للعاصمة دمشق.
وتواصل انضمام مجموعات مسلحة إلى «داعش». وقال معارضون إن «حوالى 30 آلية تقل مسلحين تابعين للواء التوحيد غادرت حلب وتوجّهت نحو الرقة، حيث بايع المسلحون داعش. كما انتقل قائد جيش الشام راشد طكو والمئات من عناصره من سرمين في ريف ادلب إلى الرقة حيث بايع داعش».
وبحث أردوغان مع نظيره الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي، «الإجراءات الممكن اتخاذها لوقف تقدم تنظيم داعش، والتطورات الأخيرة في سوريا، بما فيها الوضع في عين العرب».
وذكرت الرئاسة الأميركية، في بيان، أن «الرئيسين تحدّثا مساء السبت وبحثا وضع سوريا، خصوصاً الوضع في كوباني والإجراءات التي يمكن اتخاذها لوقف تقدم الدولة الإسلامية». وأضافت أنهما «دعوا إلى مواصلة العمل بشكل وثيق لتعزيز التعاون ضد الدولة الإسلامية».
وكان أردوغان قال، للصحافيين المرافقين له خلال عودته من كابول، «لقد تقدمت تركيا بأربعة طلبات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش بشأن ما يجري في سوريا. طلبنا إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه. من دون تحقيق هذه المطالب، لا يمكن أن نشارك في أي عمليات».
وشدد على «ضرورة إقامة تلك المنطقة (العازلة) من أجل اللاجئين السوريين وضمان حمايتهم فيها». وقال إن «مسؤولين أميركيين والقوات المسلحة التركية ووزارة الخارجية ناقشوا ما ستقوم به الوحدات المعنية بخصوص إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية»، مؤكداً أن «تركيا لن تتنازل عن المطالب التي طرحتها كشروط لمشاركتها في التحالف الدولي».
وأضاف «ليس واضحاً حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص قاعدة إنجيرليك العسكرية. وحين نعلم سنناقش الأمر مع وحداتنا الأمنية، وبناء على ما سنتوصل إليه، سنوافق على ما نراه مناسباً لنا، وإلا فلا يمكن أن نوافق».
وحول ما يتردد عن اعتزام بعض الدول تزويد «الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري بالسلاح، «لتشكيل جبهة ضد داعش»، قال أردوغان «هذا الحزب، بالنسبة لنا، منظمة إرهابية لا تختلف عن حزب العمال الكردستاني. سيكون من الخطأ توقع أن نقول نعم للولايات المتحدة حليفتنا في حلف شمال الأطلسي لإعطاء مثل هذا الدعم. توقع مثل هذا منا أمر مستحيل».
وبعد ساعات من وصول تعزيزات «داعش» من ريفي الرقة وحلب إلى عين العرب، اندلعت اشتباكات، هي الأعنف منذ أيام، مع المقاتلين الأكراد السوريين، حيث أمطر التكفيريون المدينة بحوالى 50 قذيفة هاون، سقط بعضها داخل الأراضي التركية، من دون أي ردّ من القوات التركية المنتشرة بكثافة على الحدود مع سوريا. ونفذت طائرات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، ثلاث غارات في عين العرب ومحيطها، أمس ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من «داعش»، بعد يوم من شن حوالى 10 غارات على المنطقة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «الاشتباكات تجدّدت بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر الدولة الإسلامية في منطقتي الراوية والدهماء بالريف الغربي لمدينة رأس العين في ريف الحسكة».
دي ميستورا
وقال مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي أكبر ولايتي، خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في طهران، «ينبغي أن تتوقف الأزمة في المنطقة وأن نبحث عن حل سلمي وسياسي لتسوية الأزمة السورية».
وأضاف «ما يحدث في سوريا أمر مستغرَب لم يسبق له مثيل في التاريخ، لأن سوريا کدولة مستقلة مع حكومة مستقلة تتعرّض لهجوم أجنبي وتنتهك سيادتها ويتحمل شعبها المعاناة والآلام يومياً کما أن الإرهابيين والمعارضين فيها يتلقون التدريب والأسلحة والعتاد». وتابع أن «أولئك الذين يدعمون جماعة داعش مالياً وعسكرياً يريدون اليوم التصدي له، رغم أنهم کانوا قد هيأوا له قواعد تدريبية في بعض الدول».
من جانبه، قال دي ميستورا إن «استمرار الأزمة في سوريا يضرّ بالمنطقة، لذلك يجب عدم إهدار الفرص، لأن العديد من المؤتمرات عقدت لتسوية الأزمة، لكنها لم تثمر عن شيء يُذكر».
وأكد دي ميستورا ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «ضرورة بذل الجهود من قبل اللاعبين المهمين علي الصعيد الإقليمي والدولي للتوصل إلى حل سياسي علي أساس حقائق الساحة في سوريا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد