الحياة الثانية على الشبكة كلّ شيء ممكن
رغم وفاته قبل شهرين، ما زال فايسبوك يضمّن اسم ناصر وصورته، على لائحة اقتراحات الإضافة كصديق. هذه ليست الحالة الأولى، ولن تكون الأخيرة، خصوصاً مع الحيرة المرافقة للسؤال عن مصير حسابات المتوفين على مواقع التواصل. المعضلة مطروحة بإلحاح منذ أسابيع في الصحافة العالميّة، خصوصاً بعدما أعلنت «غوغل» عن إجراءات جديدة تتعلّق بحسابات المتوفين على «جي مايل» و«غوغل بلاس» و«يوتيوب». وتفاعلت القضيّة بعدما بثّت «سي أن أن» تقريراً تلفزيونياً، حول مصير مواقع التواصل الاجتماعي بعد الوفاة، وكذلك فعلت صحيفة الـ«غارديان» في مقال تحت عنوان «الموت ليس نهاية حياتك على شبكات التواصل».
مصير الحسابات بعد الموت، ليس بالمعضلة المستجدة بالنسبة لفايسبوك تحديداً. فمنذ عامين أعلن مسؤول أمن الموقع ماكس ميلي، عن سياسة المؤسسة بصفحات المتوفين. إذ قرّر الموقع إزالة اعتماد نموذج محدد من المعايير، لإثبات وفاة المستخدم. وحين يتمّ التأكُّد من الوفاة، يحجب اسم المتوفى عن قائمة المقترحات، كما يحجب اسمه عن الشبكة، وعن خدمات محركات البحث، ويتمّ منع أيّ عمليّة دخول إلى موقع فايسبوك باسمهم، مع السماح بترك صفحة حسابهم الرئيسيّة مفتوحةً للأقارب والأصدقاء، لتقديم العزاء.
من جهتها، أطلقت «غوغل» ميزة تسمح للمستخدمين بتحديد مصير بياناتهم الخاصة بهم بعد الموت. ويمكن للمستخدم تحديد نوع البيانات (الصور أو فيديوهات «يوتيوب» أو البريد) التي يودّ نقلها لوصاية ممثل عنه بعد وفاته، يأخذ صفة الوصيّ على كلّ تلك البيانات.
اعتاد الناس ترك رسائل أو وصايا لذويهم، بين يدي محامين، تختص بتحديد مصير إرثهم العقاري أو المعنوي أو المادي. إلا أنّ شركات جديدة، متخصصة بإرث المتوفين على مواقع التواصل، ستتولّى مهمة إرسال البريد باسم المتوفى، ونشر التحديثات على فايسبوك وتويتر، بعد رحيل الشخص المعني.
على سبيل المثال، أعلنت شركة بريطانية أنّها بصدد طرح خدمة تتيح لأعضائها متابعة نشاطهم على الشبكة، بعد الموت. وقامت وكالة الإعلانات البريطانية Lean Mean Fighting Machine بتطوير خدمة الكترونية تحت عنوان «الحياة مستمرة»، وشعارها، «لن تتوقف تغريداتك مع توقف دقات قلبك». إذ يقوم البرنامج بمراقبة اهتمامات الشخص على موقع «تويتر»، عند تسجيل نفسه في تلك الخدمة. وبعد وفاته، يمكنها أن تقوم بنشر تغريدات مطابقة في أسلوبها لتغريدات المستخدم، بمعدّل تغريدة في اليوم، وأن تقوم بتنظيم التغريدات والتعليقات على الحساب الشخصي، بأسلوب الشخص الراحل نفسه. حتى أنّ الخدمة تتيح جدولة أوقات ومواعيد نشر التعليقات والتغريدات... كلّ هذا لمساعدة الراغبين ببعث رسائل الوداع الأخيرة. كلّ هذا فتح سجالاً واسعاً حول أخلاقيّة هذه الخطوة، ومدى التزامها بخصوصية المتوفين.
زينة برجاوي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد