الدوحة: أول الاجتماعات الرسمية للقمة
يبدأ في الدوحة اليوم الجمعة، أول الاجتماعات الوزارية الرسمية تحضيرا للقمة العربية الحادية والعشرين التي من المقرر عقدها الاثنين المقبل، حيث يلتقي وزراء الخارجية العرب ووزراء الاقتصاد والمالية، في وقت أعلنت جامعة الدول العربية أن القمة ستشدد في بيانها الختامي على موقف عربي موحد متضامن مع الرئيس السوداني عمر البشير، الى جانب موقف يجمع وجهات النظر المختلفة حيال المبادرة العربية للسلام.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير احمد بن حلي، ان جدول اعمال القمة «تتصدره القضية الفلسطينية وتطوراتها ومبادرة السلام العربية والوضع في السودان والعراق والصومال والأمن القومي العربي، فضلا عن العلاقات والتعاون مع المنظمات والتكتلات الدولية مثل الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي». وأضاف «سيكون هناك قرار خاص في ما يتعلق بمذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مساعد وزير الخارجية القطرية سيف مقدم البوعينين، قوله إن «هناك مشروع قرار يبحثه الاجتماع حول قرار المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس البشير يؤكد الدعم العربي للسودان». وأضاف ان القرار «سيعرب عن الأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من استخدام المادة 16 من ميثاق محكمة الجنايات الدولية التي تسمح للمجلس بتأجيل قرارات المحكمة لمدة عام في حال الضرورة.. مع تأكيد القرار على حصانة رؤساء الدول». وتابع ان «مشروع القرار يطلب من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلام في السودان».
وقد واصل الرئيس السوداني عمر البشير امس، جولاته الخارجية متحديا قرار المحكمة الجنائية الدولية. فسافر الى مدينة سرت في ليبيا حيث اجرى محادثات مع الرئيس الليبي معمر القذافي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، بعدما كان زار القاهرة امس الأول وقبلها اريتريا. وأعلنت الخرطوم عقب محادثات البشير والقذافي، استعدادها «لسد الفجوة في الوضع الإنساني في دارفور.. من خلال استقبال شركاء جدد حسب الاتفاق بين السودان والأمم المتحدة».
وفي بيان ختامي، جدد القذافي «رفضه لقرارات ما يسمى بالمحكمة الجنائية» الدولية، مؤكدا مع الرئيس السوداني على «دعم الحوار السياسي في الدوحة»، بين الحكومة السودانية وحركات متمردة في دارفور. كما شدد البيان على ضرورة «التركيز على الحل الاجتماعي، وضرورة تفعيل مقررات ملتقى أهل السودان (مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس البشير) بما في ذلك استفتاء حر ونزيه لأهل دارفور في ما يخص المطالب الرئيسة».
إلى ذلك، يعقد وزراء خارجية الدول العربية مساء اليوم الجمعة «جلسة لتبادل الأفكار والآراء حول القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة»، بعدما ينعقد صباح اليوم أيضا أول الاجتماعات الوزارية الرسمية للقمة وذلك بلقاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي (وزراء الاقتصاد والمالية) لإعداد الملف الاقتصادي للقمة. وقد بدأت امس الأول في الدوحة اجتماعات كبار الموظفين تمهيدا لاجتماعات كل من وزراء الاقتصاد والمالية ووزراء الخارجية التي سترسم على التوالي قرارات قمة اليوم الواحد المحددة الاثنين المقبل، على ان تليها في اليوم التالي القمة العربية ـ الاميركية اللاتينية.
وحول الموضوعات والقرارات التي ناقشها المندوبون الدائمون تمهيدا لرفعها الى المجلس الوزاري، أشار البوعينين الى ان «هناك العديد من مشروعات القرارات خصوصا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتطوراتها ومبادرة السلام العربية ودعم موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية ودعم وتنمية السودان.. إضافة الى قضايا اخرى كالجولان والجزر الإماراتية الثلاث والعلاقات العربية مع الاتحاد الأوروبي والصين وتركيا وغيرها». كما كشف عن «مشروع قرار بشأن مبادرة السلام العربية يأخذ بالاعتبار كل المواقف العربية».
من جهته، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، على ضرورة استثمار القمة العربية التي ستستضيفها الدوحة لحل الخلافات العربية وعدم إضاعة المزيد من الوقت، «لأنه كلما زاد الوقت، زادت هوة الخلافات». وأضاف «يجب أن تنطلق المصالحة من بحث أسباب الخلافات، وسبل تحقيق التقارب والوفاق بشكل أفضل وأكبر، لا أن تنطلق من عفا الله عما سلف من دون الخوض في الأسباب والمسببات»، مؤكدا أن البشير «له الحق الكامل في حضور القمة العربية».
وفي السياق، أعرب مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، هشام يوسف، عن أمله بان تساهم قمة الدوحة في البناء على الجهود التي بذلت لتنقية الأجواء العربية وإحراز تقدم في هذا المجال. وأضاف ان قمة الدوحة ستتناول العديد من القضايا الملحة وعلى رأسها كيفية التعامل مع النزاع العربي الاسرائيلي في ضوء تشكيل حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة والاستفادة من التوجه الايجابي الذي تبنته الادارة الاميركية الجديدة برئاسة الرئيس باراك اوباما.
وأكد يوسف ان القمة ستركز على المصالحة العربية والمصالحة الفلسطينية والنزاع العربي الاسرائيلي وسبل تحقيق التقدم على مسار عملية السلام والوضع القائم في السودان. وأشار الى ان القمة ستبحث ايضا تطورات الوضع القائم في العراق في ضوء ما شهده من تحسن في الأوضاع الأمنية والاهتمام بدفع الدور العربي في العراق، بالإضافة الى الأوضاع السائدة حاليا في الصومال.
ورداً على سؤال حول إمكانية سحب المبادرة العربية للسلام، أو تحديد مدة زمنية محددة لسحبها، قال يوسف ان «التوجه لا زال قائما كما تم الاتفاق عليه في اجتماع لجنة المبادرة العربية على المستوى الوزاري في آذار الحالي في القاهرة». وأوضح ان «المبادرة موجودة، وعدم سحبها في هذه الفترة شيء منطقي حتى لا نتحمل كعرب أي مسؤولية في المستقبل في ما يتعلق في عدم التقدم في عملية السلام، وليكون الضغط على إسرائيل وحدها، ولنثبت للعالم أن الأيدي العربية ممدودة للسلام».
وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، ستكون تداعيات الازمة المالية ابرز القضايا المطروحة على القمة بالإضافة الى متابعة نتائج قمة الكويت الاقتصادية وبحث مشروعي السوق المشتركة والاتحاد الجمركي وقضايا التجارة البينية والاستثمار والأمن الغذائي وفتح الأجواء، بحسب مصادر مشاركة في الاجتماعات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد