الكيماوي السوري وخفايا الأروقة الديبوماسية والحروب السرية!
الجمل- عاصم مظلوم:
لربما كانت المفاجأة قوية على البعض، ومن المؤكد أن المعارضة ستستخدم الموافقة السورية على موضوع الكيماوي لشن حملة نفسية جديدة تستهدف المواطن العادي لتفت من عضده، ولتشمت بالمؤيدين، متناسين الذبح والخيانات وتسول الغزو الخارجي والتطهير العرقي الذي تمارسه بعض تلك المعارضات.
تاريخ السياسة السورية والصلابة في الرأي يفرضان سيناريو مختلف بهذا الشأن.
أولا، موافقة سوريا على المبادرة ليس تراجعا ولا تسليما وبالتأكيد ليس دليل ضعف وتخاذل خاصة في ظل التقدم السوري سواء عسكريا أم ديبلوسيا وحتى الكترونيا.
ثانيا، في عالم السياسة يتم التخلي عن الأوراق عند الحصول على أوراق أقوى.
ثالثا، صفقة تهدئة على حساب من مول الحرب، وربما التخلص من الإرهاب التكفيري مرة واحدة وللأبد بعد خسارة مصر.
أي أن التخلي عن الكيماوي بالإضافة إلى إلى الدعم الروسي الصيني الإيراني ودول البريكس اللامحدود لسوريا، واعتبارها حجر الزاوية في الأمن القومي الاستراتيجي لكافة بلدان المحور المعارض للغرب وبالإضافة إلى الفخ الذي وقع فيه الأمريكي والاسرائيلي من ورائه، والعجز الأمريكي عن حشد تحالف دولي واسع للعدوان على سوريا بالرغم من الدعم العربي لتدمير مهد حضارات العالم، وأخيرا وليس آخرا السلاح الكيماوي بحد ذاته، فهو أقل خطرا بكثير من السلاح البيولوجي مثلا، يكون محور التحالف السوري قد حقق نصرا كبيرا للأسباب التالية:
1- تعرية المعارضات السورية العسكرية والسياسية ودفعها للانتحار السياسي قبل العسكري عبر رفض المبادرة.
2- الضغط على اسرائيل عبر الولايات المتحدة ومحاصرتها أمام المجتمع الدولي للدخول بمعاهدات منع أسلحة الدمار الشامل ومراقبة مفاعلها النووي والتصريح عن أعداد قنابلها النووية.
3- نشوء وارتقاء قوة عالمية جديدة تعتبر حجر الأساس لنظام عالمي جديد يحقق شيئا من التوازن الدولي.
4- بداية نهاية دول الخليج النفطية وتقسيمها إلى إمارات ومشيخات أصغر من أصغر بلد خليجي.
5- ربما عودة لبنان إلى الحضن السوري كونه كما هو أبدا، الخاصرة الرخوة لسوريا، ليس عسكريا ربما، لكن التحالفات القديمة الجديدة سيتم تفعيلها بشكل أقوى.
6- إعادة إعمار سوريا ستتم عبر شركات الدول الصديقة بالنسبة الأكبر، وبذات الأموال الخليجية التي يتم صرفها لتدمير سوريا.
7- تعرية أمريكا والدول المعادية أمام الرأي العام العالمي والمحلي لتظهر بصورتها الحقيقية... دول مارقة لا تحترم القوانين الدولية وتسعى فقط للربح واستنزاف ثروات الغير وصرف دماء المدنيين بدولارات نفطية تحت غطاء حروب إنسانية، والأدلة والشواهد كثيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هيروشيما وناغازاكي، العراق، فييتنام، الجزائر، أمريكا اللاتينية...
8- الأهم من كل ماسبق، ما الثمن الذي سيحصل عليه السوري للقبول بالتخلي عن سلاح توازن استراتيجي مع العدو؟.... البديهي أن سوريا ستحصل على سلاح استراتيجي من نوع آخر يوازي إن لم يكن ينافس ما تم التخلي عنه للحفاظ على توازن الرعب، هذا في حال عدم الوصول إلى سلام عادل وفق الحقوق السورية التاريخية.
سوريا بلد صغير نسبيا في مساحته، لكن خطيئته وقوته بآن معا هي أنه يختزل العالم.
إضافة تعليق جديد