حرب المخابرات الأمريكية ضد العالم
الجمل: في خطوة تصعيدية جديدة لحرب المخابرات في العالم، قامت الإدارة الأمريكية بإعداد الترتيبات اللازمة لبناء قاعدة اتصالات عسكرية جديدة، سوف يكون تركيزها الأساسي على منطقة الشرق الأوسط، والقارة الآسيوية.
التجسس الالكتروني على منطقة الشرق الأوسط، الذي سوف تقوم به هذه القاعدة لن يكون من أي منطقة في الشرق الأوسط أو الشرق الأدنى، أو جنوب أوروبا، أو شرق افريقيا.. بل سوف يكون من منطقة لا يتوقعها أحد: فقد تقررت استراليا باعتبارها المكان المناسب لهذه القاعدة، وذلك لعدة اعتبارات:
• ان وجود هذه القاعدة في استراليا سوف يجعلها بمأمن عن أي هجمات، أو عمليات تجسس مضادة تعترض الإشارات التي تقوم بشنها أو استقبالها هذه القاعدة.
• ان استقبال وإرسال الموجات الكهرومغناطيسية، في القارة الآسيوية سوف يكون أفضل منه في بقية أنحاء العالم، وذلك بسبب انخفاض معدلات التشويش.
• موقع استراليا الفلكي على كوكب الأرض، يعتبر من الأماكن المثالية للارتباط بالأقمار الصناعية.
• ان وجود القاعدة في استراليا سوف يتيح متابعة أنشطة تجسسية تغطي جنوب، وجنوب شرق آسيا، وأيضاً منطقة الشرق الأقصى بما في ذلك كوريا الشمالية، والصين.
سوف يتم بناء القاعدة في منطقة غيرالدتون الاسترالية، وسوف يكون ارتباط هذه القاعدة معتمداً على البيانات الاستخبارية التي يقوم ببث إشاراتها جيل جديد من الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض التجسس، ولن تقوم هذه القاعدة بتزويد البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكي فحسب، بل سوف تقوم بتقديم خدمات البث المباشر للقوات الأمريكية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، ولن يكون هذا البث إلى القواعد الأمريكية أو مراكز قيادة القيادة الوسطى الأمريكية، وإنما للوحدات العسكرية المتحركة، وعلى سبيل المثال فإن قائد سرية الميدان يحصل على المعلومات الميدانية بشكل مباشر، ويستطيع أن يرى التفاصيل الميدانية على شاشات البلازما الموضوعة على سيارة الهامفي.
تقوم هذه القاعدة الجديدة باعتراض والتقاط كل الاتصالات التي تتم بوساطة أجهزة الموبايل العادي.. وذلك في المنطقة الممتدة من استراليا وحتى السويد والنرويج في شمال أوروبا، وموريتانيا والسنغال في غرب افريقيا.
يقول المحللون: إن منشآت القاعدة الجديدة سوف تعزز السيطرة الأمريكية على الأقمار الصناعية، وذلك عن طريق القيام بعمليات اعتراض البث القادم إلى كوكب الأرض من الأقمار الصناعية، وأيضاً القدرة على تشويش أنشطة الأقمار الصناعية (المعادية) لأمريكا.
سوف تقوم وكالة الأمن القومي الأمريكي بالتعاون مع البنتاغون ووكالة ناسا الفضائية بإرسال جيل جديد من الأقمار الصناعية الأكثر تطوراً إلى الفضاء الخارجي، وقد تقرر أن يكون العدد المبدئي لهذه الأقمار خمسة، منها قمران صناعيان لمنطقة الشرق الأوسط وحدها، والأقمار الثلاثة الأخرى لبقية مناطق العالم، وقد تم تحديد الغلاف الجوي الخارجي المواجه للمحيط الهندي باعتباره النقطة المناسبة لتموضع أقمار الشرق الأوسط، وذلك لأن التمركز في هذه النقطة سوف يتيح رصد ومراقبة كل المنطقة الممتدة من أفغانستان وحتى المغرب العربي.
تم تطوير صيغة جديدة لشبكة إيشيلون الالكترونية، ذات القدرة الفائقة في تخديم الأنشطة الاستخبارية الالكترونية والكهرومغناطيسية، وسوف تمكّن صيغة إيشيلون الجديدة هذه القاعدة من اعتراض الانترنيت، البريد الالكتروني، ماكينات الفاكس، التليفونات، البث الراديوي، وأيضاً اختراق كل أجهزة الاتصال والبث الموجودة داخل السفارات في المنطقة الممتدة من استراليا وحتى موريتانيا والسويد.
تستطيع هذه القاعدة تغطية 55 ألف موقع عسكري في الدقيقة الواحدة بالمعلومات الضرورية. كذلك قال أحد المحللين: إن نظام تقنية القاعدة يتيح لها القدرة على معالجة 3 مليون اتصال الكتروني في الدقيقة الواحدة، وذلك بفضل استخدامات نظام معالجة كمبيوترية تطلق عليه تسمية القاموس (Dictionary) والذي يختار اتوماتيكياً الكلمات المفتاحية، والبيانات والتواريخ، والأماكن، والموضوعات من قاعدة البيانات التي تشمل قدراً هائلاً من المعلومات السياسية، الاقتصادية، الأمنية، الجغرافية.. وغير ذلك.
القاعدة لن تركز حصراً على مجالات الأمن والدفاع والسياسة، بل سوف تقوم بدور كبير في تعزيز وإسناد عمليات التجسس الاقتصادي، وعلى غرار اعتراض اتصالات السفارات والبعثات الدبلوماسية، فإن القاعدة سوف تقوم باعتراض اتصالات الشركات والمؤسسات والمنشآت الاقتصادية، وقد أكدت بعض التسريبات الواردة من العاصمة الأمريكية بأن وزارة الخزانة الأمريكية سوف يكون لها نصيب كبير في المعلومات الاستخبارية التي تقوم القاعدة بتجميعها وفهرستها أوتوماتيكياً.
يقول المحلل الاسترالي آلان يويد: إن هذه القاعدة سوف تمثل واحدة من أهم أدوات الحرب الباردة الشاملة الجديدة التي تقوم الإدارة الأمريكية بشنها ضد كل دول العالم، والتي لن تستثني أحداً بما في ذلك أصدقاء أمريكا وأخلص حلفائها ما عدا إسرائيل، والتي بسبب اختراقها للأجهزة الرسمية الأمريكية، فمن الممكن أن تستغل (أيديها الخفية المتمثلة في جماعة المحافظين الجدد، وعناصر اللوبي الإسرائيلي) وتقوم بالتجسس على أمريكا نفسها.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد