دليل الصفقات الأمريكية القذرة في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا
الجمل: أشعلت الإدارة الأمريكية الأزمات والصراعات في المنطقة الممتدة من باكستان وأفغانستان غرباً حتى موريتانيا والسنغال على ضفاف المحيط الأطلسي. ولم تستثني مؤامرات الإدارة الأمريكية أحداً، بل استهدفت أخلص حلفائها، وها هي تركيا تواجه مشكلة الحركات الانفصالية الكردية التي سلحتها أمريكا، علماً بأن الحركات الانفصالية الكردية المتحالفة مع أمريكا وجدت نفسها في مواجهة تركيا المدعومة أمريكياً من الجهة الأخرى..
* إدارة بوش: "الوقوع في الشبكات والتأمل في الخروج"
أدت الحرب ضد الإرهاب التي خططت لها جماعة المحافظين الجدد، ونفذتها إدارة بوش، إلى توريط الولايات المتحدة الأمريكية في شتى أنواع الصراعات والمواجهات العسكرية والدبلوماسية والأمنية والاستخبارية. وقد ترتب على ذلك مواجهة الأمن القومي الأمريكي للمزيد من الضغوط والأزمات، ذات التأثير المدمر على القوام الاستراتيجي الجيوسياسي للدولة الأمريكية.
وكانت أبرز تداعيات الحرب على الإرهاب تتمثل في ما يلي:
• على الصعيد الداخلي: تآكل مفردات الخطاب السياسي الجمهوري الأمريكي على النحو الذي أفقد السياسات التدخلية القوية -التي يعتمد عليها تيار الجمهوريين في التسويق السياسي- بريقها، بشكل أدى إلى تراجع الكثير من الجمهوريين عن أطروحاتهم، وكان من أبرز التداعيات خسارة الجمهوريين لانتخابات الكونغرس الأمريكي، ومواجهتهم لشبح الخسارة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.
• على الصعيد الخارجي: اهتزت صورة أمريكا أمام العالم، كما واجهت الأنظمة الحليفة لأمريكا –وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط- الكثير من حالات السخط وضغوط المعارضة الشعبية، وكان من نتائج ذلك صعود حزب العدالة والتنمية المعارض في تركيا، ومواجهة نظام الجنرال برويز مشرف لشبح السقوط والانهيار، وترنح حركة فتح الفلسطينية بزعامة محمود عباس، واهتزاز الثقة الشعبية في حكومة السنيورة وقوى 14 آذار، إضافة إلى عدم قدرة المتعاملين العراقيين في بغداد، والمتعاملين الأفغان في كابول، على فرض السيطرة والاستقرار في العراق وأفغانستان على الترتيب.. أما في دول الاتحاد الأوروبي، فقد أصبحت الأنظمة الأوروبية الموالية لأمريكا، في مواجهة ضغوط المعارضة الشعبية، وقد سقط طوني بلير البريطاني، وأزنار الإسباني، وبيرلسكوني الإيطالي.. وحتى ساركوزي القادم حديثاً إلى قصر الإيليزيه باتت تحاصره الضغوط والفضائح التي كشفت عن ارتباطه السابق في العمل لصالح الموساد الإسرائيلي..
* إدارة بوش وإدارة الصراع:
أزمة إدارة بوش إزاء أزمة إدارة الصراع تزايدت عمقاً بسبب:
• تدخل السياسة الخارجية الأمريكية في الشئون السيادية لدول العالم الأخرى، وعلى وجه الخصوص دول منطقة الشرق الأوسط.
• تدخل إسرائيل واللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية الأمريكية إزاء دول العالم الأخرى، وبالذات دول منطقة الشرق الأوسط.
وهكذا، أصبحت الأزمة تتضمن أزمة داخل أزمة..ولم تعد الإدارة الأمريكية الحالية قادرة على الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة في الصراعات التي أشعلتها في العراق وأفغانستان، وبقية بؤر التوتر، وذلك لأن هذه الصراعات هي بالأساس امتداد لصراع قديم ممتد ومستمر أشعلته إسرائيل.
إدارة الصراع، ليست تنجيماً أو ضرباً من السحر والتنبؤ، وإنما هي علم، وله كسائر العلوم الأخرى أصوله وقواعده التي يقوم عليها..
ترتبط إدارة الصراع بالأوضاع السائدة والتطورات الجارية في:
• بيئة الصراع الداخلية.
• بيئة الصراع الخارجية.
وتأسيساً على ذلك، فإن موازنة الفرص والمخاطر الموجودة في البيئتين الداخلية والخارجية، هو السبيل الأمثل للوصول إلى "مفتاح الحل" وتسوية الصراع..
* إدارة بوش وإدارة الصراع بـ"المؤامرة" والـ"صفقات القذرة":
يقول رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل –ساخراً كالعادة- بأن الأمريكيين يعرفون الأسلوب الصحيح، ولكنهم لا يلجؤون لتطبيقه إلا بعد أن يحاولوا تطبيق الأساليب الأخرى، غير الصحيحة بالضرورة..
الآن، تحاول الإدارة الأمريكية عقد عدد هائل من الصفقات الرئيسية والفرعية، التي تتيح لها الخروج –برأس مرفوع- من مستنقع النزاعات الشرق أوسطية الذي تورطت فيه لصالح إسرائيل...
• صفقة تركية – عراقية تقوم على صفقة تركية – كردية تقوم على صفقة أمريكية – عراقية، وصفقة أمريكية – تركية...
• صفقة باكستانية – أفغانية، تقوم على صفقة أفغانية – طالبانية، وصفقة باكستانية – قبائلية بما يؤدي إلى صفقة أمريكية – باكستانية وصفقة أمريكية – أفغانية.
• صفقة أمريكية – إيرانية، تقوم على صفقة أمريكية – عراقية، تقوم على صفقة عراقية – إيرانية.
• صفقة سعودية – أمريكية، تقوم على صفقة سعودية – عراقية، وصفقة سعودية – إيرانية، وصفقة عراقية – إيرانية.
• صفقة أمريكية – إسرائيلية، تقوم على صفقة أردنية – أمريكية، وصفقة مصرية – أمريكية، وصفقة أردنية – فلسطينية، وصفقة مصرية – فلسطينية، وصفقة أردنية – مصرية، وذلك وصولاً إلى الـ"صفقة الإسرائيلية - الفلسطينية" التي برغم انتظار النظامين المصري والأردني لها لفترة طويلة فإنها ما زالت تبدو أكثر استحالة.
• صفقة أمريكية – روسية، تقوم على صفقة روسية – إيرانية، وروسية – صينية، وروسية – فرنسية، وفرنسية أمريكية..
• صفقة أمريكية – لبنانية تقوم على صفقة أمريكية – فرنسية، وصفقة أمريكية – إسرائيلية..
عموماً، فإن عنوان آخر أفلام الإدارة الأمريكية هو: حروب "شمشون الأمريكي"، ودبلوماسية "دليلة الأمريكية". وتقول وقائع السيناريو: أشعل الرئيس جورج بوش (شمشون) النزاعات والصراعات لمصلحة إسرائيل، باستخدام الوسائل العسكرية، ووقع في بالوعتها التي حفرها بنفسه وتلطخ بأوحالها، وعندما لم يجد من يمد له يداً ليخرج منها، بما في ذلك الإسرائيليين، فها هي وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس (دليلة الأمريكية) تركض بين عواصم الشرق الأوسط وأوروبا.. وذلك من أجل الدفع باتجاه إنجاز الصفقات العالقة التي أشرنا إليها.. فهل يا ترى تنجح "دليلية الأمريكية" في إنقاذ "شمشون الأمريكي"..؟ أم أنها تنوي توريطه أكثر فأكثر على غرار ما فعلت نظيرتها دليلة الإسرائيلية (تسيبي ليفني) لإيهود أولمرت (شمشون الإسرائيلي)، ثم بعد ذلك تخلو الأجواء لدليلة الأمريكية ودليلة الإسرائيلية..؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد