قريباً مبعوث سوري إلى السعودية لترتيب الأجواء بين البلدين
قالت مصادر عربية في دمشق ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني يبذل جهودا لعقد قمة خماسية تضمه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرؤساء السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس، مشيرة الى ان مبعوثا سوريا يصل قريبا الى الرياض في اطار «ترتيب الاجواء» بين دمشق والرياض.
واكدت مصادر سورية رفيعة المستوى امس ان دمشق «معنية باعادة دفع العلاقات العربية - العربية»، مشيرة الى قول الاسد ان بلاده ستقوم بـ»مبادرات بعيدة من الامور المراسمية، لاعادة الحرارة الى االعلاقات العربية في شكل عامل، ومن ضمنها السعودية»، وللتمهيد لاستضافة القمة العربية في دمشق في نهاية آذار (مارس) المقبل.
واوضحت المصادر ان الاتصالات العربية تتناول حاليا «تهيئة الاجواء للقمة» الخماسية التي يمكن ان تعقد في مصر او السعودية في الاسبوع الثاني من الشهر الجاري.
وعلم ان احد اسباب زيارة العاهل الاردني لدمشق قبل اسبوعين، العمل على تحسين العلاقات بين سورية والسعودية والبحث في فكرة عقد قمة خماسية. وكان تردد ان هذه القمة ستعقد قبل المؤتمر الدولي للسلام في أنابوليس، لكنها اقتصرت على عبدالله الثاني والرئيسين مبارك وعباس.
ويعتقد بان مشاركة سورية في الاجتماع الدولي للسلام وسير الامور في اتجاه التوافق لانتخاب رئيس لبناني، يساهمان في ترتيب اساس لعقد القمة الخماسية. وقالت المصادر: «لابد من الاعداد لهذه القمة في شكل جيد كي تكون ناجحة في كل المقاييس»، بحيث تعيد الى الاذهان القمم الثلاثية التي كانت تعقد بين سورية ومصر والسعودية.
وعلى صعيد آخر، من المقرر ان يصل رئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع ورئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوحي اليوم الى دمشق موفدين من الرئيس عباس لاطلاع الجانب السوري على نتائج اجتماع انابوليس.
وقالت مصادر مطلعة ان الخارجية السورية تسلمت امس رسميا دعوة وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير لنظيره السوري وليد المعلم الى المشاركة في مؤتمر الدول المانحة في باريس في 17 الشهر الجاري، مشيرة الى ان قرار المشاركة سيتخذ في الايام المقبلة. وعلم ان اجتماعا سيعقد على هامش مؤتمر باريس بين اللجنة الرباعية الدولية (روسيا، اميركا، الاتحاد الاوروبي، والامم المتحدة) مع اعضاء لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية. وشددت مصادر سورية على اهمية تأسيس «الية متابعة» لعملية السلام بين اسرائيل والعرب، بحيث تعقد اربع مؤتمرات دولية في السنة المقبلة.
والى طهران وصل امس نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، حاملا رسالة من الرئيس الاسد الى نظيره الايراني محمود احمدي نجاد، تتعلق بالعلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية والدولية. وصرح المقداد، لدى وصوله، ان سورية «لن تسمح لاي احد بالمساس بالعلاقات المتينة بين البلدين»، وشدد «على العلاقات الاستراتيجية والاواصر القوية بين طهران ودمشق».
وقال وزير الخارجية الايراني منوتشهر متقي، بعد اجتماعه مع المقداد، ان «ممانعة الدول الاسلامية والعربية وصمودها امام الاحتلال الصهيوني هو السبيل الوحيد لتحقيق اهدافها ومصالحها في مواجهه الظلم»، مشددا على طهران ودمشق «حافظتا دائما على مصالح الشعوب الاسلامية والعربية بنظرة بعيدة». واضاف «ان اميركا واسرائيل، وفي الوقت الذي كانتا تتباهيان بعقد اجتماع انابوليس، كانتا تقومان بقتل ابناء الشعب الفلسطيني المظلوم وتقديم اشلائهم لذويهم».
وتاتي زيارة المقداد لطهران، بعد زيارة قام بها وزير الخارجية وليد المعلم والاتصال الهاتفي بين الرئيسين السوري والايراني قبل ساعات على اعلان المشاركة السورية فـــي انابولس، علما ان ايران طالبت الدول العربية والاسلامية بعدم المشاركة في المؤتمر.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد