ما هي الأهداف غير المعلنة من زيارة أولمرت السرية إلى الأردن؟
الجمل: تفيد المعلومات الواردة من تل أبيب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت قد قام بزيارة سرية الى الأردن، التقى فيها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
• المعلومات المتاحة حول الزيارة:
- قناة التلفزيون الإسرائيلي الثانية أشارت إلى أن أولمرت قد قيام بزيارة سرية إلى الأردن، حيث نقلته طائرة هيليكوبتر إسرائيلية.
- صحيفة هآرتس الإسرائيلية أوردت أن أولمرت قد أطلع مجلس الوزراء على أنه سوف يقوم بزيارة الأردن سراً.
• الأهداف (المعلنة) للزيارة (السرية):
حتى الآن، تتمثل الأهداف التي تم الإعلان عنها لاحقاً بعد زيارة أولمرت السرية للأردن، في الآتي:
- التركيز على العلاقات الثنائية الإسرائيلية- الأردنية.
- تسليم الأردنيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية بحيث يكملون من تبقى من عقوبتهم في السجون الأردنية.
- إعادة بناء جسر على نهر الأردن، وتحديداً في منطقة (دامييّا) بحيث يمثل نقطة العبور الثانية بين الضفة الغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك حتى يتم تخفيف الضغط على جسر اللنبي الموجود في منطقة جريكو.
• الأهداف (غير المعلنة):
من الواضح أن الأهداف (المعلنة) للزيارة السرية ليست هي الأهداف الحقيقية، وذلك لأن إقامة جسر، أو عملية تبادل السجناء، لا يمكن أن تكون مبرراً بالأساس لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وعلى خلفية (سحب الحرب) التي بدأت تتجمع وتتبلد في سماء الشرق الأوسط، يمكن القول بأن الأهداف الحقيقية غير المعلنة للزيارة السرية تتمثل في الآتي:
- دعم محمود عباس:
لم يعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس قادراً على ممارسة سلطاته وصلاحياته الدستورية، وذلك لعدم وجود النصاب القانوني في المجلس التشريعي الفلسطيني (تسيطر حماس على أغلبيته) على النحو الذي يعطي قرارات السلطة الفلسطينية صفتها ومشروعيتها الدستورية، وحتى الحكومة الفلسطينية التي قام محمود عباس بتشكيلها تعتبر فاقدة لأي شرعية دستورية طالما أنه لم يوافق عليها المجلس التشريعي الفلسطيني، والذي لم يوافق أصلاً على حل الحكومة الفلسطينية التي تم تكوينها بموجب اتفاق مكة.
كذلك من المتوقع أن يكون اجتماع أولمرت- عبد الله الثاني قد ركز على قضايا حفظ الأمن والنظام في الضفة الغربية، وذلك على أساس:
* قيام القوات الأردنية بالانتشار في الضفة الغربية ولكن تحت الإشراف السيادي الإسرائيلي.
* قيام عناصر المخابرات الأردنية بالانتشار في الضفة الغربية والتنسيق التام مع الأجهزة الإسرائيلية الأخرى (غير الموساد) مثل الـ(شين بيت)، والـ(شاباك).
* تشديد مراقبة المخابرات الأردنية على العناصر الفلسطينية الناشطة من كل الحركات، وبتركيز خاص على عناصر حماس والجهاد الإسلامي.
* قيام السلطات الأردنية بمنع تدفقات السلاح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
* تنفيذ عمليات سرية بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية مع المخابرات الأردنية، بحيث تشمل أهدافاً داخل الأردن، وفي دول الجوار الإقليمي مثل العراق، لبنان.. وغيرهما.
* التشاور حول مشروع أنابيب الغاز والنفط، وبالذات خط أنابيب الغاز المصري، والذي يتوقع أن يمر عبر الأردن إلى سورية.
* توسيع التعاون الأردني- الإسرائيلي بحيث تقوم السلطات الأردنية بتوفير حرية حركة أكبر للمنشآت والشركات الإسرائيلية، بما يضمن المزيد من تدفق السلع الإسرائيلية إلى الأسواق العربية (عبر الوكلاء الأردنيين)، وبالتأكيد بعد قيام السلطات الأردنية بتسهيل التواطؤ في عملية تغيير شهادات المنشأ والعلامات التجارية بحيث تبدو هذه السلع في الأسواق العربية، وكأنها أردنية.
* اتفاق على موقف أردني- إسرائيلي موحد في حالة قيام إسرائيل بالاعتداء على لبنان أو سورية.
* إقناع الملك الأردني بممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف العربية من أجل تعديل مبادرة السلام السعودية.
الدور الأردني القادم في الصراع العربي- الإسرائيلي سوف يكون إشكالياً، وذلك بسبب تزايد قوة الروابط الأردنية- الإسرائيلية في مواجهة التطورات الدراماتيكية الجارية حالياً في منطقة شرق المتوسط، وعلى وجه الخصوص في لبنان، العراق، الأراضي الفلسطينية، وسورية خلال الفترة القادمة.
الاتفاق الاستخباري الأردني- الإسرائيلي، لم يعد اتفاقاً في حدود (تبادل المعلومات الاستخبارية) والتي تحولت إلى (شراكة في القيام بتنفيذ العمليات السرية في المنطقة)، وسوف تقوم المخابرات الاردنية بدور حصان طروادة الإسرائيلي الجديد في المنطقة العربية. وزيارة أولمرت السرية للأردن، بالتأكيد سبقتها وأعقبتها وسوف تعقبها أيضاً المزيد من الزيارات واللقاءات السرية بين المسؤولين الأردنيين والمسؤولين الإسرائيليين لمتابعة الشراكة الاستراتيجية الأردنية- الإسرائيلية في المنطقة.
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد