ماذا فعلت إسرائيل وأمريكا بالمعتدلين العرب وما هو مصيرهم بعد أنابوليس

20-11-2007

ماذا فعلت إسرائيل وأمريكا بالمعتدلين العرب وما هو مصيرهم بعد أنابوليس

الجمل: يعتبر مصطلح "المعتدلين العرب" من أكثر المصطلحات استخداماً في الخطابين السياسيين الأمريكي والإسرائيلي، وبرغم حداثة نشأة المصطلح، إلا أن استخدامه سرى كالهشيم في الدوائر الأمريكية والأوروبية المهتمة بالشرق الأوسط.
* من هم المعتدلون العرب؟
خلال الأسبوع الثاني من اندلاع حرب إسرائيل ضد حزب الله اللبناني، وتحديداً في صيف عام 2006م، برزت بعض الخلافات في الساحة العربية:
• أطراف مؤيدة لحق حزب الله المشروع في الدفاع عن الأراضي اللبنانية واسترداد الأسرى اللبنانيين الذين ظلوا محتجزين لفترات طويلة ودون محاكمة في السجون الإسرائيلية، ومن أبرز هذه الأطراف سوريا (وإيران إقليمياً) والسودان وليبيا واليمن.
• أطراف معارضة لحزب الله اللبناني وتعتبره المسؤول عن الخراب والدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بلبنان، ومن أبرز هذه الأطراف: الأردن والسعودية ومصر والسلطة الفلسطينية وحكومة السنيورة.
نشر دينيس روس مبعوث السلام والخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مداخلة ضمن ورقة الرصد السياسي رقم 1128 تحت عنوان "إسرائيل وحزب الله في الحرب: تقرير الحالة" التي نشرها موقع المعهد وأشارت إلى التالي:
• من حق إسرائيل شن الحرب ضد لبنان، لأغراض الدفاع عن النفس، وإطلاق سراح جنودها.
• إن حزب الله اللبناني هو منظمة إرهابية.
• يتوجب على أمريكا دعم إسرائيل.
وأشار روس إلى أن حرب إسرائيل – حزب الله، قد تزامنت بظاهرة فريدة من نوعها تمثلت في أنه ولأول مرة يظهر العرب وهم مختلفون إزاء الحرب ضد إسرائيل، وأضاف روس قائلاً بأنه لما كان "التآمر في الشرق الأوسط هو مثل الأوكسجين" فإن على أمريكا أن تتآمر وذلك عن طريق:
• تقسيم العرب إلى مجموعتين:
* مجموعة قوى التطرف وتضم سوريا وحزب الله وحركة حماس.
* مجموعة قوى الاعتدال وتضم المعارضين لحزب الله اللبناني.
• بناء تحالف "مظلة أمنية" يضم أمريكا إلى جانب قوى الاعتدال أو "المعتدلين العرب"، وأن تخطط أمريكا مستقبلاً من أجل توسيع هذا التحالف الجديد بما يتيح ضم إسرائيل.
• أن يركز هذا التحالف الجديد على الاعتبارات الأمنية، والخطر المشترك، بحيث تعمل أمريكا من وراء الكواليس مع مصر والأردن والسعودية من أجل:
* تقوية السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس.
* تقوية الشعور بالخطر الإيراني مما يؤدي إلى خلق أرضية مشتركة بين المعتدلين العرب وإسرائيل تقوم على أساس اعتبارات ضرورة العمل المشترك من أجل التصدي للخطر الإيراني.
* عزل المتطرفين العرب مثل سوريا وحزب الله وحركة حماس.
* ماذا فعلت إسرائيل وأمريكا بالمعتدلين العرب؟
تحالفت أمريكا مع المعتدلين العرب، أو بالأحرى، تحالف المعتدلون العرب مع أمريكا، وذلك لأن أمريكا لم تتنازل لهم عن شيء لكي تتحالف معهم، بل هم الذين تنازلوا عن كل شيء، وهرولوا على عجل للارتماء في أحضان أمريكا.
• مصر: وعدها الأمريكيون بالمساعدات ولكنهم من دون سابق إنذار وبالتنسيق مع الإسرائيليين، أصدروا قراراً بتجميد المساعدات واشترطوا على مصر ما لا طاقة لها على القيام به.
• الأردن: وعدوها بالمساعدات أيضاً، وبالتعاون التجاري والاقتصادي، وفي نهاية المطاف أصبحت على مرمى حجر من جماعات الإخوان المسلمين.
• السلطة الفلسطينية ومحمود عباس: قطعوا عن السلطة المساعدات بسبب "صعود" حركة حماس المعارضة للسلطة الفلسطينية، وهيأوا سلام فياض ليكون بديلاً لمحمود عباس بعد أن يتم التخلص منه.
عموماً، بعد مسيرة المعتدلين العرب خلال العام الماضي، والتي حفلت بكافة أنواع التعاون مع الأجهزة الإسرائيلية والأمريكية، يمكن القول الآن بأن المعتدلين العرب أصبحوا أكثر إدراكاً للواقع المخزي الذي عاشوه خلال الفترة الممتدة بين حرب حزب الله البطولية ضد الإسرائيليين في الوقت الحالي، ولن يستطيع زعماء المعتدلين العرب إلقاء اللوم على أولمرت أو باراك أو تسيبي ليفني، وذلك لأن أحداً من هؤلاء لم يوزع للمعتدلين العرب بطاقات الدعوة للسقوط في بالوعة الصرف الصحي الإسرائيلية، وذلك لأنهم هم الذين اختاروا ذلك بمحض إرادتهم الحرة عندما تصدوا بتوجيه الشتائم لحزب الله وإصدار الفتاوى التي تمنع مجرد إضفاء لقب "شهيد" على من قتلتهم القذائف والقنابل الفسفورية اليهودية الإسرائيلية من المسلمين اللبنانيين خلال حرب الصيف الماضي عام 2006م.
حالياً، مثلما بدأنا بالأسئلة نعود لنختم بالأسئلة:
• ما هو مصير المعتدلين العرب؟
• هل سيشارك المعتدلون العرب في مؤتمر أنابوليس أم لا؟
• ماذا سيكون شعور المعتدلين العرب إذا رفضوا المشاركة في المؤتمر وقام الإسرائيليون والأمريكيون بالانتقام منهم عن طريق نشر "الصور" و"الشرائط" و"الوثائق" السرية تعاملاتهم غير المعلنة طوال العام الماضي مع إسرائيل وأمريكا؟
• ما هو رأي المعتدلين العرب في مواقفهم الماضية المؤيدة لإسرائيل والمعارضة لحزب الله اللبناني ضد العدوان الإسرائيلي؟
• ماذا حصل المعتدلون العرب من أمريكا وإسرائيل لقاء التعاون الذي قدموه خلال العام الماضي؟
• ماذا سيقول المعتدلون العرب لشعوبهم تبريراً لما ظلوا يقومون به طوال العام الماضي؟
• السؤال الأخير: ما الذي سوف يحدث للمعتدلين العرب بعد مرحلة مؤتمر أنابوليس؟
وعلى ما يبدو ما من ثمة "شاطر" بين المعتدلين العرب سوف ويتجرأ ويتكلم!!
قصة "المعتدلين العرب" التي بدأت ربما قبل اقتراح خبير اللوبي الإسرائيلي دينيس روس الذي أشرنا إليه.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...