المرأة السعودية وقيادة السيارة: رحلة البحث عن الحقوق
قد يكون اسم منال الشريف هو الأبرز في الوطن العربي عندما نأتي على سيرة قيادة المرأة للسيارة في السعودية، فمنال، التي تحدت منع السلطات لها من قيادة السيارة لتوصيل أبنائها إلى المدرسة، اعتقلت على خلفية قيامها بذلك، وتم تهديدها وإجبارها على توقيع تعهد بعدم القيادة مجدداً.
لكن منال ليست الوحيدة التي تطالب بالسماح للنساء بقيادة المركبات في السعودية. ومن هنا، أطلقت الناشطة النسائية إيمان النفجان حملة في هذا الصدد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحت شعار «القيادة اختيار وليس إجبار».
ومن مدينة جدة، تحدثت تماضر اليامي، وهي عضو في حملة قيادة المرأة السيارة، والتي من المقرر أن تنطلق في 26 من تشرين الأول الحالي، وقالت إنه «في كل عام يختلف تفاعل المجتمع والحكومة مع الحملة، فالمجتمع في السعودية بدأ التعود على فكرة قيادة المرأة السيارة عاماً بعد عام، كما أن رد فعل الحكومة تجاه السيدات اللواتي يشاركن في الحملة منذ انطلاقتها منذ عدة سنوات تغيّر. ففي الحملة الأولى كان رد الفعل قوياً، واعتقلت المشاركات في الحملة، وسُحبت جوازات سفرهن، أو طُلب منهن مغادرة البلاد لبضع سنوات، كما فصلن من أعمالهن. أما في العام 2011، فكان رد الفعل اعتقالهن وإجبارهن على توقيع تعهد بعدم القيادة من جديد، ونتمنى هذا العام أن لا يعتقل أحد».
وقالت اليامي إنّ «عائلتي الصغيرة تدعم حقي في قيادة السيارة داخل المملكة، فأنا أملك رخصة من كاليفورنيا في الولايات المتحدة». وتضيف «لا يدعم كل أقربائي الفكرة، ولكن هناك الكثير من الفتيات اللواتي يردن القيادة حتى لو كان أهاليهن لا يقبلن، والكثيرات لديهن رخص قيادة من دول مجاورة».
وتابعت إنّ المطالبة بـ«حصول المرأة السعودية على حق القيادة يأتي بسبب عدم توافر مواصلات عامة في المملكة، كما أن علينا الاعتماد على أقاربنا من الذكور للتنقل ولقضاء أعمالنا».
أما الناشطة هديل محمد، من مدينة الدمام، فقالت إنّ وسائل التواصل الاجتماعي شجعت الكثيرين والكثيرات على الانضمام إلى الحملة، معتبرة أنّ منال الشريف ألهمت البقية ليقدن سياراتهن.
وفي لقاء أجرته «السفير» مع الناشطة نسيمة السادة، تحدثت عمّا يميز الحملة المقبلة، قائلة «تتميز الحملة بأنها تأتي في زمن المتغيرات العربية والعالمية والقرارات الإصلاحية الخاصة بوضع المرأة، كما أنها تأتي بعد محاولات عدة ورفع ثلاث قضايا إدارية ضد إدارة المرور».
وترى السادة أن وعي الناس بموضوع قيادة المرأة وبحقوقها ازداد بشكل عام، ولذلك علاقة بدخولها في سوق العمل بشكل أكبر. وتشير الناشطة إلى أن شعار الحملة «القيادة اختيار وليس إجبار» أجاب على الكثير من التساؤلات التي أثارها العامة والمعارضون، وخصوصا أن هناك نساء ليست لديهن الرغبة بالقيادة خوفاً على أنفسهن.
وأشارت السادة إلى ان الهدف الإعلامي للحملة يشمل أيضاً «التوعية بالمصاعب التي تتعرض لها المرأة إزاء غياب نظام عام للمواصلات، وكذلك التوعية بأهمية القيادة وتأثيرها التنموي الإيجابي على المجتمع».
وترى السادة أن من مميزات الحملة أنها أشركت المجتمع ككل من رجال ونساء، «فهذه ليست قضية طرف من دون آخر وليست خاصة بالمرأة فقط، كما أن الحملة شعبية ولا تحمل أسماء محددة ما يخفف الضغط النفسي والاجتماعي».
وعن سبب اختيار تاريخ السادس والعشرين من تشرين الأول، قالت نسيمة السادة إنه «لا توجد أي دلالة أو أهمية للوقت، فقد اختير في السابق السابع عشر من حزيران العام 2011، وقبلها في السادس من تشرين الثاني العام 1990»، مشيرة إلى أن «اختيار الوقت سببه فقط لتنظيم الحملة وتحديد نقطة الصفر» .
وعن مدى جاهزية المجتمع السعودي لهذه الخطوة، قالت السادة: «من الناحية الاجتماعية، الجاهزية موجودة، فإذا كان المجتمع البدوي يقبل قيادة نسائه السيارة في البادية، وهو مجتمع أكثر تحفظاً وصرامة، فما بالك بمجتمع المدينة الذي تتوفر لديه كل وسائل التواصل مع العالم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد