مصر تحتفل بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
احتفلت محافظة أسوان المصرية، أمس، بتعامد أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده في مدينة أبو سمبل، وهي ظاهرة فلكية فريدة تتكرر مرتين سنوياً، في 22 تشرين الأول وفي 22 شباط.
وحدث التعامد في تمام الساعة الخامسة و35 دقيقة، 3:35 بتوقيت غرينتش، بحسب تصريحات المدير العام لآثار أبو سمبل أحمد صالح عبد الله.
وقال عبد الله، في تصريحات صحافية، إن «نقل ظاهرة التعامد لوسائل الإعلام في العالم أجمع هدفها الدعاية للسياحة المصرية وعودة حركة السياحة مرة أخرى» إلى مصر، موضحاً أن «تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني (الذي حكم مصر بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد، وقام بفتوحات عسكرية كبيرة في ما يعرف اليوم بليبيا والشام، وتتحدث روايات تاريخية غير موثقة عن أنه فرعون النبي موسى) في 22 تشرين الأول يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة، أما تعامدها مرة أخرى في 22 شباط، فيحدث مع بداية موسم الحصاد».
وأكد عبد الله في حديثه «صعوبة تحديد تاريخ مولد الملك أو تتويجه، لأنه لم يكن هناك سجل للمواليد في مصر القديمة، بخلاف ما انتشر عن ظاهرة التعامد»، وذلك في إشارة إلى ما يقال حول أنّ التعامد يصادف في يوم 22 تشرين الأول يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني وفي 22 شباط يوم تتويجه.
ولفت إلى أن «أبو سمبل وما جاورها من مناطق، كان لها أهمية كبيرة في عالم الفلك في مصر الفرعونية، حيث عثر في موقع النبطة الأثري في شمال غربي أبو سمبل على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف عام».
من جهته، أكد محافظ أسوان مصطفى يسري، في تصريحات صحافية، أن «احتفالية تعامد الشمس تعتبر بمثابة البداية الحقيقية لعودة الحركة السياحية (إلى مصر) من جديد، لما تعكسه أهمية هذا الحدث الهام والفريد».
وحضر الاحتفالية، التي أقيمت في ساحة المعبد، نحو ثلاثة آلاف شخص من المصريين والأجانب والعرب، بينهم سفراء وفنانون وسياسيون يتقدمهم وزير السياحة المصري هشام زعزوع.
وأكد زعزوع أن احتفال مصر بتعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني يعتبر رسالة واضحة إلى العالم أجمع على أن «مصر آمنة مطمئنة».
وقال إن «الوزارة والحكومة تعملان سوياً ومن خلال عدة وسائل من أجل عودة الحركة السياحية إلى مصر»، مشيراً إلى أن «محافظتي الأقصر وأسوان سوف تشهدان خلال الشهر المقبل العديد من الحجوزات السياحية، وهو ما يعد بمثابة انطلاقة جديدة نحو الترويج السياحي الجيد وعودة السياحة إلى مصر في القريب العاجل».
وفي يوم تعامد الشمس تخترق الأشعة مدخل المعبد وتسير بداخله بطول 60 متراً حتى تصل إلى الغرفة المسماة بـ«قدس الأقداس» فتنير ثلاثة تماثيل فقط، هي تمثال «رع حور اختي»، الذي يرمز إلى الاتحاد بين «رب الشمس» (رع) و«رب السماء» (حورس)، بحسب المعتقدات الفرعونية، وتمثال منحوت للملك رمسيس الثاني، وتمثال «آمون رع» (إله الشمس)، ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو «للإله بتاح» وهو «رب الظلام» فلا يجب أن يضاء.
واكتشف معبد أبو سمبل، الذي يشهد الظاهرة، الرحالة الألماني بورخاردت في العام 1813، وأزاح التراب عنه كاملا المغامر الإيطالي جيوفانى بلزوني في العام 1817.
(«الأناضول»، أ ش أ)
إضافة تعليق جديد