أهالي السويداء يستقبلون الرئيس الأسد في زيارته الأولى لها

 قام الرئيس الأسد بزيارة الى محافظة السويداء امس بدأها بالاطلاع على مشروع تنفيذ اوتوستراد دمشق ـ السويداء ثم بئر لاهثة احد الآبار المئة مكرمة رئيس الجمهورية واطلع سيادته في مدينة شهبا على مشروع إكساء مشفى شهبا ومشروع ترميم شارع البلاط الاثري في المدينة ثم توجه سيادته الى مشروع مدينة الباسل الرياضية بمدينة السويداء واطلع على ستاد ومدرج المدينة قيد الانجاز، انتقل بعدها الى محطة ضخ مياه الخزانات الرئيسية في المدينة ومشروع التنمية الزراعية في ضهر الجبل.

وقد استمع الرئيس الأسد من القائمين والمشرفين على هذه المشاريع والمنشآت الى مراحل إنجازها وسير العمل فيها والى المعوقات والصعوبات التي تعترض تنفيذها وكذلك استمع سيادته من العمال في هذه المنشآت والمشاريع الى المشاكل التي يواجهونها خلال عملهم. 
 ‏ وحث الرئيس الأسد القائمين والمشرفين والعاملين على تحمل مسؤولياتهم كاملة موجها بضرورة انجاز هذه المشاريع في المدد الزمنية المحددة وعلى الوجه الامثل وإزالة كل ما يعترض العمل وتوفير الظروف المناسبة له والدعم المادي اللازم لإنجازها. ‏

بعدها التقى الرئيس الأسد في مبنى المحافظة بفعاليات ووجهاء المحافظة الذين وضعوا سيادته بصورة واقع المحافظة الخدمي والتنموي وأكدوا لسيادته عهدهم على السير خلف قيادته الحكيمة والشجاعة مثمنين مواقف الرئيس الأسد الوطنية والقومية. 
 وقدم الرئيس الأسد خلال اللقاء عرضا سياسيا للاوضاع والمستجدات التي تمر بها المنطقة وموقف سورية من التطورات الراهنة. ‏

ولدى توقف الرئيس الأسد في كل نقطة زارها كانت جماهير المحافظة تحتشد مرحبة بسيادته ومعبرة عن حبها وتقديرها العالي لزيارة سيادته لمحافظة السويداء مثمنة مواقفه الوطنية والقومية المعبرة عن وجدان الجماهير العربية ومصالحها الحيوية. 
 كما اقيمت مأدبة غداء تكريما للرئيس الأسد حيث استكمل سيادته الاحاديث والحوارات مع فعاليات ووجهاء السويداء. ‏

وألقى الرئيس الأسد كلمة امام الجماهير التي احتشدت امام مبنى المحافظة قال فيها: أخوتي وأخواتي أبناء محافظة السويداء الغالية أهالي هذا الجبل الشامخ جبل العرب الاشم .. منذ حللت بينكم هذا الصباح وأنا أشعر بسعادة غامرة، أشعر بسعادة كبيرة لما لمسته .. ما شعرت به وما رأيته من حب دافق.. حب غامر دافق من قلوبكم، اشعر بسعادة غامرة للمحبة الصادقة التي أراها على وجوهكم الطيبة، أشعر بالفخر لوفائكم، لولائكم، لشهامتكم، لوطنيتكم، كل هذه الصفات ليست غريبة عن هذه المحافظة، عن اهلها ،عن شبابها، عن نسائها، عن شيوخها، عن اطفالها، عن بيوتها، هذه الصفات ليست غريبة عن عاداتها وتقاليدها التي تراكمت وترسخت وتكرست خلال مئات السنين ، ورأيناها ورأينا تأثيراتها الايجابية خلال القرون الماضية في المفاصل الوطنية الهامة قديما وحديثا وبشكل خاص خلال السنوات القليلة الماضية، هذه الصفات وهذا التفاعل الرائع هو ما نفخر به في سورية ونطلق عليه اسم الوحدة الوطنية التي نعتز بها ونفخر بها على امتداد التراب الوطني في سورية. ‏

هذه الوحدة الوطنية التي نفخر بها ترسل الرسائل المختلفة في كل الاتجاهات، ترسل الرسائل للاعداء والعملاء المأجورين لان السويداء بلد البازلت هي صخرة بوجه المخططات المعادية، فسورية هي قلعة وطنية عصية على الاختراق، والسويداء هي الصخرة الاقوى في هذه القلعة. 
 ‏ هذه اللوحة الجميلة ايها الاخوة والاخوات تؤكد بما لا يقبل الشك أن الدولة القوية وأن الحكومة القوية هي التي تضع مبادئ الشعب وتطلعاته نصب أعينها وهي التي تجعل من مصالح الشعب جوهرا لسياساتها وهذا ما ثبت بالواقع وعلى كل الاصعدة خاصة في السنوات الاخيرة وفي هذا العام تحديدا وهذه اللوحة وهذا التفاعل هي السويداء ، هي سورية، هي العروبة. ‏

ايها الاخوة والاخوات ايها الاحبة وكما تعودتم وكما تعودت ان نلتقي من وقت لآخر وكلما سنحت الفرصة بعيدا عن الحواجز بعيدا عن الرسميات نلتقي من خلال الواقع نلتقي من خلال الميدان الآن لكي نتحاور ولكي نناقش وجها لوجه القضايا التي تهمنا على ساحة الوطن بشكل عام. وفي هذا الاطار نلتقي اليوم، ونزور محافظة السويداء، نزوركم، نلتقي مع المواطنين، نلتقي مع الفعاليات، وقمت بزيارة عدد من المشاريع الحيوية بالنسبة للمحافظة، والتقيت مع الفعاليات ولم ننته من مناقشة كل المواضيع المطروحة بعد. طبعا هناك عدد من المشاريع، وهناك عدد من الانجازات التي رأيناها على أرض الواقع ولكن ما ركزنا عليه خلال هذه الزيارة هي الاشياء التي لم يتم انجازها بالاضافة الى المشاريع المستقبلية لهذه المحافظة ولمدينة السويداء وقمنا بمناقشتها، بحثنا عن اسباب الخلل و التقصير في بعض المواقع وأصدرنا التوجيهات المباشرة لحلها بشكل عاجل جدا، سيتم تقديم الدعم الضروري لكل المشاريع المتعطلة، وسيتم رصد الاموال الضرورية للمشاريع المخططة التي عرضت الآن من قبل الفعاليات والمعنيين والمسؤولين في المحافظة، يهمنا تنمية هذه المحافظة كما يهمنا تنمية وتطوير كل المحافظات على امتداد ساحة الوطن خاصة في هذه الظروف، الصمود له معايير ومقاييس مختلفة ولكن احد اهم هذه المقاييس والعناصر هو التنمية والتطوير، وكلما اشتدت الضغوطات وطأة علينا سنتحداهم بالمزيد من التطوير لكل محافظات سورية، ولكن انتم ابناء محافظة السويداء تحملون مسؤولية خاصة لأنكم ابناء واحفاد الثورة السورية الكبرى التي جمعت ولمت شمل كل الثورات السورية المختلفة في انحاء الوطن في بوتقة واحدة وأنتجت التحرير والجلاء. 
 وكما نرى جميعا ايها الاخوة فان الاستعمار لم ينته. في السابق كان يسمى الاستعمار واليوم يسمى تحرير الشعوب .. في الماضي، كنا نسميها ثورات واليوم نسميها مقاومة، الاسماء تختلف ولكن الجوهر واحد. وكما ان الاستعمار يستمر فإن الثورات والمقاومة ستستمر، وكما ان اجيال المستعمرين تتواصل فان اجيال المقاومين تتواصل، وكما التقى جيل الآباء والأجداد ممثلا بالقائد الخالد حافظ الأسد وبالقائد المجاهد سلطان باشا الاطرش. فنحن ابناء واحفاد الثورة والمقاومة نلتقي اليوم لنحمل الشعلة ونكمل المسيرة الى الامام .معا نوجه للجميع رسالة بأن الشعوب العربية لم تعد قطيعا يباع ويشترى ويؤخذ الى المذبح، نحن شعوب أغلى ما نمتلكه هو التحدي وسنتابع التحدي الى ان نحقق اهدافنا معا. ‏ ايها الاخوة والاخوات احبائي اهالي محافظة السويداء بكم أتفاءل بالمستقبل ومعكم ومع كل الشعب السوري نخوض اشد المعارك قساوة وضراوة من دون تردد ومن دون خوف ولقد حاولوا زرع الخوف وفشلوا وسيفشلون دائما. هذا عهد وهذا قسم وهذا التزام بيننا جميعا في هذا الوطن مهما تكن التحديات انتم لستم خائفين. الان تستطيع كل القوى وكل مراكز الابحاث وكل المسؤولين عن التحليل الذين لم يجدوا جوابا لمواقف سورية ان يأخذوا الجواب منكم الآن، الآن يستطيعون ان يجدوا الجواب واضحا.
‏ ايها الاخوة والاخوات كما قلت قبل قليل انتم صخرة وسورية قلعة وكلنا نثبت مع بعضنا البعض بأننا يد واحدة، بأن سورية قلعة وطنية حصينة يصعب اختراقها. فلكم مني أيها الاحبة كل المحبة وكل التحية، انقلوا تحياتي الحارة وبثوا محبتي الخالصة لكل فرد في هذه المحافظة، وانقلوا لهم محبتي الخالصة فردا فردا وعائلة عائلة وقرية قرية ومدينة مدينة والسلام عليكم. ‏

وقد رافق السيد الرئيس في جولته السيد المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والسيد سعيد إيليا عضو القيادة القطرية للحزب ووزراء النقل والري والصحة والادارة المحلية والاسكان ومحافظ السويداء وأمين فرع حزب البعث في المحافظة.‏

المصدر: تشرين