أحلام "ادريس" بالجنة !؟
الجمل ـ واشنطن بوست ـ ديفيد أغناطيوس ـ ترجمة:محمد الفتيح:
بينما تزداد القاعدة قوة في سورية – حيث تسعى "للسيطرة الكاملة على المناطق المحررة" بحسب تقرير استخباري جديد من الثورة السورية – يعبر قادة المعارضة المعتدلة اليوم عن اهتمامهم بتسوية سياسية للحرب الأهلية الطاحنة. ولكن اتفاقية السلام قد تكون مجرد بداية لحرب جديدة ضد الإرهابيين.
إن السعي لانتقال سياسي قد قرب مجموعة متباينة من الدول من بينها إيران، العربية السعودية، روسيا والولايات المتحدة. هذه الدول التقت بهدوء في جنيف يوم 21 تشرين الثاني (نوفمبر) لمناقشة طرق تقديم الإغاثة الإنسانية لألاف من المدنيين الذين يواجهون خطر المجاعة هذا الشتاء. لقد تركزت المفاوضات على تزويد المؤن للمدنيين المحاصريين في ثلاث مناطق: مدينة حمص القديمة، في وسط سورية، وبلدة داريا، حوالي ستة أميال جنوب غرب دمشق، و بلدة المعضمية، حوالي ثمانية أميال جنوب غرب العاصمة. تم تنسيق مجموعة العمل الإغاثي من قبل فاليري أموس، منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة في حالات الطوارئ.
المواد الأولية لمفاوضات السلام موجودة. ولكن كما هي الحال دائماً في الأزمة السورية المأساوية، يبدو أن قوى الكراهية الطائفية والجمود السياسي هم أكثر قوة. بعد خسارة عشرات ألاف الأرواح، يقود الفشل المستمر منذ سنتين في إيجاد مخرج إلى ما يصفه المراقبون بالكارثة الإنسانية هذا الشتاء.
قال اللواء سليم إدريس، قائد الجيش السوري الحر المعتدل، في مقابلة هاتفية يوم الأثنين أنه مستعد للانضمام إلى مايسمى بمفاوضات السلام في جنيف 2 المقررة في 21 كانون الثاني إذا وافق النظام السوري على إجراءات بناء ثقة مثل ممر إغاثة إنسانية إلى المناطق المحاصرة. لم يطالب إدريس برحيل الأسد كشرط مسبق كي تبدأ المفاوضات. عوضاً عن ذلك قال بأن رحيل الأسد يجب أن يأتي "في نهاية المفاوضات". هذا الموقف تكرر من قبل منذر آقبيق، الناطق باسم المجلس السوري المعارض، وهو الذراع السياسية للثوار المعتدلين.
شدد إدريس أن التهديد الذي تشكله توابع القاعدة والمعروفة باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو داعش (1). حيث قال بأن المجموعة "خطرة للغاية على مستقبل سورية" و أنه، بعد رحيل الأسد، فإن الجيش السوري الحر يمكن أن يكون مستعداً للانضمام إلى الجيش السوري النظامي في محاربتهم.
يرسم تقرير استخباري، أعد لصالح وزارة الخارجية من قبل زملاء إدريس، صورة مخيفة لنمو داعش. بحسب تلك الوثيقة فإن الجماعة تضمن الآن حوالي 5500 مقاتل أجنبي "يشكلون العامود الفقري لداعش في عملياتها الحساسة".هؤلاء المجاهدون الأجانب يتم تجنيدهم من بلدانهم بواسطة شبكة يترأسها مقاتل يعرف باسم أبو أحمد العراقي. وما أن يصل هؤلاء إلى سورية "يتجهز هؤلاء المقاتلون بالأحزمة الناسفة ليهددوا كل من يتجرأ ويواجههم"، بحسب التقرير الاستخباري. يقول التقرير إن "أخطر وأكثر المقاتلين وحشية" هم مجموعة من مقاتلي القاعدة قوامها 250 شيشانياً يتمركزون في ضواحي حلب وينسقهم مشغل معروف باسم أبو عمر الشيشاني.
ينضم لهذه النواة من المقاتلين الأجانب حوالي 2000 شاب مجندين عقائدياً ينحدرون بالغالب من شمال سورية. يساند المجموعة 15000 مقاتل آخرون "بدافع الخوف أو الطمع". يضم هؤلاء مقاتلين من 14 قبيلة سنية في منطقة الرقة وثماني قبائل من دير الزور، وكلاهما في الشمال الشرقي. يحذر التقرير الاستخباري من أن "داعش تطبق سياسة الخطف في المنطقة التي تنتشر فيها". تضم سجون المجموعة أكثر من 35 صحفياً أجنبياً، 60 ناشطاً سياسياً سورياً وأكثر من 100 من مقاتلي الجيش السوري الحر. وهي تتحكم أيضاً بمناطق مهمة على طول الحدود السورية التركية حيث تكمن استعداداً لخطف الضحايا.
يقول إدريس بأن الجيش السوري الحر يحاول أن يقاتل في حرب ذات جبهتين، حيث حارب مقاتلي القاعدة في 24 موقعاً خلال الأشهر الستة الماضية وقاتل جيش الأسد. يقال بأن المخابرات المركزية الأمريكية تقوم بتدريب حوالي 200 مقاتل كل شهر لصالح إدريس بالرغم من أن القائد (إدريس) لا يعترف بمثل هذا الدعم. وعند سؤاله عن النصيحة التكتيكية الأمريكية بخوض المزيد من عمليات حرب عصابات من نوع "اضرب واهرب"، يقول إدريس أنه نصح مجنديه "بالقتال في مجموعات صغيرة ومهاجمة الأهداف والمغادرة – وأن لا يحاولوا السيطرة على الأرض".
المساران – أي القتال والتفاوض – يبدوان جيدين من حيث المبدأ. ولكن الثوار ليسوا أقوياء بما يكفي لجعل أي من المسارين يسير والولايات المتحدة ليست جاهزة لتقديم القوة النارية الإضافية الضرورية. هناك الآن المزيد من المساندة للتسوية السياسية في مؤتمر جنيف 2، ولكن من الواضح أنه حتى إذا رحل الأسد، فإن هناك حرباً سورية ثانية ضد القاعدة في المستقبل.
--------
الكاتب استخدم في الأصل تعبير ISIS وهو عبارة عن الأحرف الأولى من التسمية الإنكليزية لاسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (Islamic State of Iraq and Syria) وقياساً على ذلك تم استخدام تسمية "داعش".
العنوان الأصلي: الإطاحة بالأسد قد تكون البداية فقط
الجمل
إضافة تعليق جديد