جنوب السودان: تأخر الحوار ينذر باتساع رقعة المعارك
بعد طول انتظار، التقى وفدا طرفي نزاع جنوب السودان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حيث اتفقا على جدول أعمال المفاوضات من دون أن يحددا موعدها، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على الارض، إذ أن التأخر في مفاوضات وقف إطلاق نار، يعني استمرار المعارك واتساع رقعتها.
وقال متحدث باسم حكومة جنوب السودان إن رئيس وفد المتمردين تابان دنق اجتمع برئيس وفد الحكومة في العاصمة الاثيوبية مساء أمس. واوضح أن الجانبين وافقا على جدول اعمال المفاوضات، ولكنه لفت الى صعوبة تحديد موعد انطلاق المفاوضات الرسمية.
وبحسب وزير إعلام جنوب السودان مايكل ماكوي، فإن الجانبين ينتظران أن تعرض «الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا» (ايغاد) برنامج المفاوضات بصفتها وسيطاً. وأوضح «وافقنا على جدول الاعمال وننتظر أن تزودنا إيغاد البرنامج الرسمي».
ومن جهته، أشار المتحدث باسم وفد المتمردين يوانيس موسى بوك أن «رئيسي الوفدين التقيا اليوم (أمس)»، مضيفاً «ننتظر الآن اجتماعاً للإطلاع (على مضمون اللقاء)، حتى الآن لم يحصل شيء». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري طالب من القدس أمس، بمفاوضات «جدية» لا تشكل «وسيلة لكسب الوقت أو مخطط» لكسب السيطرة عسكرياً.
وخلال افتتاح المحادثات رسمياً أمس الأول، قال وزير الخارجية الاثيوبي تادروس ادهانوم إن «الجميع يأمل» في ان تحقق «المفاوضات المباشرة نجاحاً».
وتعانق رئيسا وفدي الحكومة والمتمردين خلال مراسم انطلاق المحادثات أمس الأول. وقد وعد رئيس وفد جوبا نهيال دينغ نهيال بـ«بذل كل ما هو ممكن» من اجل ايجاد حل سلمي، ولكنه حذر من ان الحكومة «مضطرة الى استعادة السلام والأمن بكل الوسائل المتوفرة». واعرب نظيره تابان دنق عن الاستعداد للتفاوض حول وقف اطلاق النار، ودعا ايضاً الى التطرق الى «المسائل السياسية».
إلى ذلك، اعلنت الاذاعة السودانية الرسمية ان الرئيس السوداني عمر البشير سيزور جوبا اليوم للقاء رئيس جنوب السودان سلفا كير وبحث الازمة.
ومن المحتمل أن تكون الأزمة التي بدأت من العاصمة جوبا قد عادت إليها، إذ أفاد شهود عيان أمس سماع أصوات طلقات نارية من اتجاه القيادة العسكرية لقوات الجيش الجنوب سوداني. كما سمعت ليل السبت الاحد عيارات اسلحة رشاشة وثقيلة ساعات عدة في حي حيث يقع القصر الرئاسي ومعظم الوزارات، إلا أن المعارك توقفت صباحاً، بعدما تسببت بنزوح اعداد كبيرة من السكان الى الحدود الاوغندية.
أما في مدينة بور، فلا زالت المعارك مستمرة بين الجيش والمتمردين. وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أغوير إن القوات الحكومية تتجه الى المدينة، وسيطرتها عليها ليست سوى «مسألة وقت».
وبحسب اغوير، فإن مواجهات تجري في ولايتي الوحدة وأعالي النيل في الشمال، مؤكداً أن القوات النظامية تتقدم نحو عاصمتي هاتين الولايتين (بنتيو وملكال) لاستعادتهما من المتمردين.
وأقرّ أغور بأن الجيش شهد حالتي انشقاق، في مدينة يي في جنوب جوبا وفي ولاية غرب الاستوائية في جنوب شرق البلاد.
كذلك، واصل جيش جنوب السودان محاولته استعادة مدينة بورالتي، ثاني أكبر مدن ولاية جونقلي بعد العاصمة بور.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد