قلق أميركي - بريطاني من تحت الأعماق.. غواصة "الوحش" الروسي
في فيلم "ذا هانت فور رِد أكتوبر" (The Hunt for Red October) الأميركي الذي أنتج في العام 1990، تصدّت واشنطن لإمكانية تصنيع غواصة نووية "ثورية" تعزّز الهيمنة العسكرية للاتحاد السوفياتي.
هذه الأيام، ومع دخول الغواصات النووية "سيفيرودفينسك "K-329 الروسية إلى الخدمة في القوات البحرية الروسية، يعتقد بعض الخبراء أن موسكو تصدّرت دول العالم في تقنيات صناعة الغواصات الذرية، وحسمت دورها الريادي تحت الأعماق.
"سيفيرودفينسك" أو "الوحش القادم من الأسفل"، كما وصفتها الصحف الأميركية، شكّلت هدية نهاية العام 2013 لأسطول البحرية الروسية الذي تسلّمها في 30 كانون الأول من العام الماضي.
وتشكّل الغواصة تحدياً كبيراً للصناعة الحربية الأميركية لأنها لم تتفوّق على غواصة "سي فولف" النووية الأميركية المتعدّدة الأغراض في خفة الصوت فحسب، بل لأنها محصّنة ضد الأسلحة المضادة.
تنقل صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن مسؤول في جهاز الاستخبارات التابع للبحرية الأميركية قوله إنه "يجب أن تكون سيفيرودفينسك مصدر قلق للقوتين البحريتين التقليديتين: الولايات المتحدة وبريطانيا. فالمواصفات الفنية للغواصات الروسية الجديدة تجعل اكتشافها في مياه المحيطات مستحيلة، ما يمنحها حصانة تامّة ضد أفضل المضادات المتوفرة حتى الآن في العالم".
ويضيف المسؤول الاستخباراتي: "لا نعرف نصف ما هو موجود على الغواصة. وبات السباق الآن إلى معرفة أسرارها. البحرية الأميركية تشعر بالخوف فعلاً إزاء الأمر، لأنها حتى وقت قريب، كانت تفاخر بأن غواصاتها هي الأكثر تطوراً بين جميع الأساطيل العالمية".
وتستطيع هذه الغواصة التي يقودها طاقم مكون من 90 فرداً، أن تسير بسرعة تصل إلى 30 عقدة، وتغوص إلى عمق 600 متر.
وتتسلّح هذه الغواصة بعشرة طوربيدات من عيار 533 ملم، و24 قاذفاً لصواريخ "كاليبر" و"أونيكس" الجوّالة، وتتميّز عن الغواصات الأخرى من حيث موقع طوربيداتها، التي توضع في وسط الغواصة لا في مقدمتها، وقد ساعد ذلك على وضع هوائي كبير للسمعيات تحت المائية في مقدمة الغواصة، الأمر الذي يزيد القدرة البصرية للغواصة إلى حد كبير. كما تتميز هذه الغواصة أيضاً بقدرتها على كتم ضجيجها الأمر الذي يجعلها "خفية".
وتفيد بعض المعلومات بأن صواريخ "3 أم 55 أونيكس" المضادّة للسفن، تعدّ سلاحاً ضارياً رئيساً للغواصة، يخصّص لتدمير السفن الحربية المعادية على بعد حتى 300 كيلومتر، وذلك في ظروف التشويش الإلكتروني القوي والمقاومة النارية المستمرة.
وتشير وكالة "إيتار تاس" الروسية إلى أن ظهور مثل هذه الغواصات من شأنه أن يزيد من قوة السلاح البحري الروسي، حيث تجعلها الأسلحة وقدرتها على التخفي والتسلّل والسير بلا ضوضاء، سلاحاً أمثل للعمل في المناطق البعيدة للمحيط العالمي. وتخطّط روسيا لصنع سبع غواصات من هذا النوع.
ويؤكد الخبير في حرب الغواصات البريطاني إيان بالانتين، انه لطالما كانت البحرية الروسية العنصر الأكثر نخبوية في القوة العسكرية للكرملين، لذلك فإن إنفاق المليارات من الدولارات من عائدات النفط والغاز على الغواصات النووية الجديدة، يتماشى تماماً مع هذه الإستراتيجية.
ويضيف بالانتين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يخف عزمه على إعادة بناء القوات البحرية الروسية لتؤدي دورها كأداة عسكرية وسياسية عظمى ضمن النمط السوفياتي. ومما لا شكّ فيه أن "K-329" ستكون أكثر السفن المتطوّرة، وستدفع بريطانيا والولايات المتحدة إلى استنزاف مواردهما المالية في محاولة مجاراة موسكو".
نغم أسد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد